وبعد مرور سنتين من الحادثة اعاد الرجل التفكير في القضية وقال هناك خطأ لانه حجر كريم فالوحش اخبره بذلك , عندها قرر ان يذهب ثانية الى الملك ويهديه هذا الحجر ويخبره عن الوحش الجائع.
ذهب الى الملك واعطاه الحجر وقال المستشار ان هذا الحجر ليس كريما للمرة الثانية
غضب الملك وامر بقطع يديه اليسرى, انهار العجوز وكره نفسه, وملكه , والمستشار’ وشعبه, وحتى بلده وقرر الرحيل بحجره بعيدا …..
بينما كان يمشي ليلا توقف لبرهة ليستريح و ياكل لانه جاع فعلا وفي هذه الاثناء تذكر الوحش وضحك وبكي في آن واحد. وما كاد ان ينزل راسه الى الطعام حتى تحرك قربه جبل صغير ……….. وهاهو الوحش مجددا .
طلب الطعام فأعطاه الرجل الطعام وانصرف دون ان يتكلم لانه اعتبر ان الوحش قد كذب عليه استغرب الوحش ولحق بالرجل وسأله عن سبب هذا التصرف فأـجاب الرجل:
" اوتسألني …. أهذا جزائي لاني فضلتك عن نفسي واطعمتك وتركت نفسي بين احضان الجوع؟ انا اصلا لم اطلب منك مقابلا فلماذا خدعتني وقلت لي انك اعطيتني حجرا كريما؟"
سكت الوحش ثوان ثم انفجر ضاحكا وساخرا من الرجل ذو النوايا الحسنة وقال:
"اسمع يا هذا قلت لك انه حجرا كريما ولازلت اقول لك , ما دنبي ان كنتم انتم البشر اغبياء؟ اؤكد لك انه حجر كريم ونادر جدا" ….. ثم دهب وهو يضحك على غباء البشر
قضى الرجل الليل في الغابة يفكر فيما قاله الوحش و فيما قاله المستشار وفيما فعله به الملك
فهل يعود الى الديار ام يستمر في الهروب؟؟؟؟
بعد اشهر قرر العودة واعطاء الملك هديته مهما كلف الامر وفعلا جاء لتقديم الحجر
رآه الملك وغضب فقال الرجل ارجو ان تعيد تشخيصه يا مولاي انه حجر كريم ونادر جدا
فقال المستشار بعد ان اعاد التشخيص .."سيدي انه حجر عادي….. احضر من الجبل"
قال الملك اقطعوا رجله اليمنى فقطعوها وعاد الرجل الى بيته محمولا على الاكتاف.
وبعد عام توفي الملك وخلفه ابنه وعاد الرجل العجوز لم يفقد الامل بانه حجر كريم ودخل على الملك الجديد ليهديه الحجر على انه حجر كريم غال الثمن و ناذر جدا
وفي هدة الاثناء همس المستشار الى الملك بان الرجل مجنون وفقد سخر من الملك السابق ثلاث مرات ويحاول ان يفعلها مجددا .
قال الملك الجديد " اقترب يا هذا" اقترب الرجل العجوز
قال الملك ما عندك؟ قال الرجل حجرا كريما يليق بمقامك ايها الملك المعظم
قال الملك وان لم اجده كذلك؟ قال الرجل اقطع رأسي
وضع الحجر ووضع رأسه قرب الحجر فوق طاولة واغمض الرجل عينيه واحس بالخوف من امكانية قتله بهدة الطريقة
غضب الملك ورفع سيفه الى اعلى ما يمكن ليده ان تصل ونزل بقوة بسيفه على الحجر الملعون واراد بدلك ان يكسره لينهي هده المهزلة ويكف العجوز عن اعتباره حجرا كريما
والمفاجأة عندما انكسر الحجر خرجت منه شعاعات مضيئة , فهمس الحضور… انه حجر كريم … انه حجر كريم.
فتح العجوز عينيه عندما سمع الهمس ورائ الحجر المضي واجهش بالبكاء قائلا : اخيرا صدقوني ان حجر كريم.
عزيزاتي القارئات …… من منكن تستطيع ان تخبرني العبرة؟؟؟؟