ﺑﻴﺎﻥ ﻣﻔﺘﻲ ﻋﺎﻡ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺃﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ
ﻣﻔﺘﻲ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ : ﻣﺘﻄﺮﻓﻮﻥ ﺍﺑﺘﺪﻋﻮﺍ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﻟـ " ﺍﻟﻘﺘﻞ" ﻭ "ﺍﻟﺘﺨﺮﻳﺐ "
ﺃﺻﺪﺭ ﺳﻤﺎﺣﺔ ﺍﻟﻤﻔﺘﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ ﺭﺋﻴﺲ ﻫﻴﺌﺔ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ
ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻹﻓﺘﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺁﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ، ﺑﻴﺎﻧﺎً ﻋﻦ ﺧﻄﺮ
ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﻭﻣﺎ ﻳﺠﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﻌﺼﻮﻣﺔ، ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﻧﺼﻪ :
**ﻣﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺁﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﺮﺍﻩ ﻣﻦ ﻋﻤﻮﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ،
ﻭﻓﻘﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻄﺎﻋﺘﻪ ﻭﺍﺗﺒﺎﻉ ﺳﻨﺔ ﻧﺒﻴﻪ ﻣﺤﻤﺪ، ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ … ﻭﺑﻌﺪ :
ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﻤﺮُّ ﺑﻤﺮﺣﻠﺔ ﺧﻄﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ، ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻔﺮﺝ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻳﺨﺮﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﺼﻒ
ﻋﻠﻰ ﻫﺪﻱ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﺳﻨﺔ ﻧﺒﻴﻪ، ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.
ﻭﻧﻈﺮًﺍ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﺭﻋﺔ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ، ﻭﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﻨﺸﺄ ﻓﻲ
ﻏﻤﺎﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﺷﺒﻪ ﺗﺠﻴﺰ ﺃﻭ ﺗﻬﻮﻥ ﻣﻦ ﺇﻫﺮﺍﻕ ﺩﻣﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﻵﻣﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺍﻧﻬﻢ
ﻭﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﺬﻛﻴﻪ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻣﻦ ﻧﻌﺮﺍﺕ ﺟﺎﻫﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ﻻ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﻄﺎﻣﻊ
ﻭﺍﻟﺤﺎﻗﺪ ﻭﺍﻟﺤﺎﺳﺪ، ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺤﺐ ﺃﻥ ﻧﻨﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻧﻔﺲ
ﺍﻟﻤﻌﺼﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ ﺃﻭ ﻣﻌﺎﻫﺪﻳﻦ ﺃﻭ ﻣﺴﺘﺄﻣﻨﻴﻦ، ﻭﺍﻷﺩﻟﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍً،
ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﺃﺟﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ، ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﺻﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ : "ﻭﻣﻦ ﻳﻘﺘﻞ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﻣﺘﻌﻤﺪﺍ ﻓﺠﺰﺍﺅﻩ ﺟﻬﻨﻢ ﺧﺎﻟﺪﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻏﻀﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﻟﻌﻨﻪ ﻭﺃﻋﺪ ﻟﻪ ﻋﺬﺍﺑﺎ ﻋﻈﻴﻤﺎ" )ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ .(93 ﻭﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ " : ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﻛﺘﺒﻨﺎ
ﻋﻠﻰ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﻧﻔﺴﺎ ﺑﻐﻴﺮ ﻧﻔﺲ ﺃﻭ ﻓﺴﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻜﺄﻧﻤﺎ ﻗﺘﻞ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺟﻤﻴﻌًﺎ " ) ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ .(32 ﻗﺎﻝ ﻣﺠﺎﻫﺪ، ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ، "ﻓﻲ ﺍﻹﺛﻢ " ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ
ﻋﻈﻢ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﻖ. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ، ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، "ﻟﺰﻭﺍﻝ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﺃﻫﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﺭﺟﻞ ﻣﺴﻠﻢ " ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ. ﻭﻗﺎﻝ، ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ " ﻻ ﻳﺤﻞ ﺩﻡ ﺍﻣﺮﺉ ﻣﺴﻠﻢ ﻳﺸﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻧﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻻ
ﺑﺈﺣﺪﻯ ﺛﻼﺙ : ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﺜﻴﺐ ﺍﻟﺰﺍﻧﻲ ﻭﺍﻟﻤﺎﺭﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺘﺎﺭﻙ
ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ." ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻫﺬﺍ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ. ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻣﻨﻮﻃﺔ ﺑﻮﻟﻲ ﺍﻷﻣﺮ،
ﻛﻤﺎ ﻗﺮﺭ ﺫﻟﻚ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ.
ﻭﻧﻈﺮ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ، ﻳﻮﻣﺎً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻓﻘﺎﻝ: "ﻣﺎ ﺃﻋﻈﻤﻚ ﻭﺃﻋﻈﻢ
ﺣﺮﻣﺘﻚ، ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺣﺮﻣﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﻚ ."
ﺩﻣﺎﺅﻛﻢ ﻭﺃﻣﻮﺍﻟﻜﻢ ﺣﺮﺍﻡ
ﻭﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﺪﻣﺎﺀ ﻭﺍﻟﺤﺬﺭ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺗﺠﺎﻫﻬﺎ ﻣﺎ ﺛﺒﺖ
ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ، ﻭﺍﻟﻠﻔﻆ ﻟﻠﺒﺨﺎﺭﻱ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ، ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ،
ﻗﺎﻝ : "ﺑﻌﺜﻨﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺮﻗﺔ ﻓﺼﺒﺤﻨﺎ ﺍﻟﻘﻮﻡ
ﻓﻬﺰﻣﻨﺎﻫﻢ ﻭﻟﺤﻘﺖ ﺃﻧﺎ ﻭﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﺭﺟﻼً ﻣﻨﻬﻢ، ﻓﻠﻤﺎ ﻏﺸﻴﻨﺎﻩ ﻗﺎﻝ : ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ
ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻜﻒ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ، ﻓﻄﻌﻨﺘﻪ ﺑﺮﻣﺤﻲ ﺣﺘﻰ ﻗﺘﻠﺘﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺪﻣﻨﺎ ﺑﻠﻎ ﺍﻟﻨﺒﻲ، ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﻘﺎﻝ " :ﻳﺎ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺃﻗﺘﻠﺘﻪ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ." ﻓﻘﻠﺖ : ﻛﺎﻥ
ﻣﺘﻌﻮﺫﺍً. ﻓﻤﺎ ﺯﺍﻝ ﻳﻜﺮﺭﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﻤﻨﻴﺖ ﺃﻧﻲ ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺃﺳﻠﻤﺖ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ."
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻋﻨﻪ، ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ : "ﺇﻥ ﺩﻣﺎﺀﻛﻢ ﻭﺃﻣﻮﺍﻟﻜﻢ ﺣﺮﺍﻡ
ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻛﺤﺮﻣﺔ ﻳﻮﻣﻜﻢ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﺷﻬﺮﻛﻢ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﻛﻢ ﻫﺬﺍ.
ﻭﻣﻦ ﺍﻷﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﻌﺼﻮﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ: ﺃﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺪﻳﻦ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﺬﻣﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺄﻣﻨﻴﻦ.
ﻓﻌﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ، ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ، ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ، ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ، ﻗﺎﻝ : " ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﻣﻌﺎﻫﺪﺍً ﻟﻢ ﻳﺮﺡ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺇﻥ ﺭﻳﺤﻬﺎ ﺗﻮﺟﺪ ﻣﻦ ﻣﺴﻴﺮﺓ
ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎً" ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ.
ﻭﻣﻦ ﺃﺩﺧﻠﻪ ﻭﻟﻲ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﻌﻘﺪ ﺃﻣﺎﻥ ﻭﻋﻬﺪ، ﻓﺈﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻣﺎﻟﻪ ﻣﻌﺼﻮﻣﺎﻥ، ﻻ
ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﻤﺎ، ﻭﻣﻦ ﻗﺘﻠﻪ ﻓﺈﻧﻪ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ، ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: " ﻟﻢ
ﻳﺮﺡ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﺠﻨﺔ ."
ﻫﺬﺍ ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺮﻣﺔ ﺩﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﻤﻦ ﻗﺮﺭﺕ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺣﺮﻣﺘﻪ
ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ، ﻓﺈﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻐﻠﻮ ﻭﺍﻟﺘﻄﺮﻑ ﺍﺑﺘﺪﻋﻮﺍ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﻮﻥ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺼﻮﻣﻴﻦ، ﻭﻧﺸﺄ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ
ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮﻱ ﺍﻟﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺒﻪ ﻭﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻼﺕ ﺍﻟﺒﺎﻃﻠﺔ ﺍﺳﺘﺒﺎﺣﺔ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ، ﻭﺍﻧﺘﻬﺎﻙ
ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ، ﻭﺳﻠﺐ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻭﺗﻔﺠﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻦ ﻭﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺎﺕ ﻭﺗﺨﺮﻳﺐ
ﺍﻟﻤﻨﺸﺂﺕ.
ﻭﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﺣﻜﻢ ﺷﺮﻋﻲ ﻣﺮﺩﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ، ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﻜﻤﺎ ﺃﻥ
ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﻳﻢ ﻭﺍﻹﻳﺠﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ، ﻓﻜﺬﻟﻚ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮ، ﻭﻟﻴﺲ ﻛﻞ ﻣﺎ
ﻭﺻﻒ ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﺃﻭ ﻓﻌﻞ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﻔﺮﺍً ﺃﻛﺒﺮ ﻣﺨﺮﺟﺎً ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻠﺔ.
ﺩﺭﺀ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ
ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺩ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ، ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻟﻢ ﻳﺠﺰ ﺃﻥ
ﻧﻜﻔﺮ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺩﻝَّ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺮﻩ ﺩﻻﻟﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ، ﻓﻼ ﻳﻜﻔﻲ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ
ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﻭﺍﻟﻈﻦ، ﻟﻤﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮﺓ. ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ
ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺗﺪﺭﺃ ﺑﺎﻟﺸﺒﻬﺎﺕ، ﻣﻊ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻗﻞ ﻣﻤﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮ،
ﻓﺎﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﺃﻭﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺪﺭﺃ ﺑﺎﻟﺸﺒﻬﺎﺕ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺣﺬﺭ ﺍﻟﻨﺒﻲ، ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻣﻦ
ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺺ ﻟﻴﺲ ﺑﻜﺎﻓﺮ، ﻓﻘﺎﻝ " : ﺃﻳﻤﺎ ﺃﻣﺮﺉ ﻗﺎﻝ ﻷﺧﻴﻪ: ﻳﺎ ﻛﺎﻓﺮ،
ﻓﻘﺪ ﺑﺎﺀ ﺑﻬﺎ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ، ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ، ﻭﺇﻻ ﺭﺟﻌﺖ ﻋﻠﻴﻪ ."
ﻭﻗﺪ ﻳﺮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﺎ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻭ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ
ﻛﻔﺮ، ﻭﻻ ﻳﻜﻔﺮ ﻣﻦ ﺍﺗﺼﻒ ﺑﻪ ﻟﻮﺟﻮﺩ ﻣﺎﻧﻊ ﻳﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﻛﻔﺮﻩ، ﻭﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻼﺕ
ﺗﺆﻛﺪ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ، ﻭﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺪﺍﺭﺳﻮﻥ ﻓﻲ ﻫﻴﺌﺎﺗﻬﻢ
ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺒﺮﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺫﺍﺕ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ
ﻭﺟﻤﺎﻋﺘﻬﻢ.
ﻭﻟﻴﺘﻬﻢ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺭﺃﻳﻪ ﻭﻟﻴﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺗﺮﺍﻩ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺒﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻟﻬﺎ
ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ، ﻛﻤﺎ ﺛﺒﺖ ﻋﻦ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ، ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ : "ﻳﺎ
ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﺗﻬﻤﻮﺍ ﺭﺃﻳﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﻜﻢ، ﻓﻠﻘﺪ ﺭﺃﻳﺘﻨﻲ ﻳﻮﻡ ﺃﺑﻲ ﺟﻨﺪﻝ، ﻭﻟﻮ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ
ﺃﻥ ﺃﺭﺩّ ﺃﻣﺮ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻟﺮﺩﺩﺗﻪ، ﻭﻣﺎ ﻭﺿﻌﻨﺎ ﺳﻴﻮﻓﻨﺎ ﻋﻠﻰ
ﻋﻮﺍﺗﻘﻨﺎ ﻷﻣﺮ ﻳﻔﻈﻌﻨﺎ ﺇﻻ ﺃﺳﻬﻠﻦ ﺑﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﺮ ﻧﻌﺮﻓﻪ ﻏﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ."
ﻭﺃﺧﺮﺝ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺍﺯﻕ ﻋﻦ ﻣﻌﻤﺮ ﻋﻦ ﺃﻳﻮﺏ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺳﻴﺮﻳﻦ ﻋﻦ ﻋﺒﻴﺪﺓ ﺍﻟﺴﻠﻤﺎﻧﻲ،
ﺳﻤﻌﺖ ﻋﻠﻴًﺎ، ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﺟﺘﻤﻊ ﺭﺃﻳﻲ ﻭﺭﺃﻱ ﻋﻤﺮ ﻓﻲ ﺃﻣﻬﺎﺕ ﺍﻷﻭﻻﺩ
ﺃﻻ ﻳﺒﻌﻦ، ﺛﻢ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﻥ ﻳﺒﻌﻦ. ﻗﺎﻝ ﻋﺒﻴﺪﺓ: ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ : ﻓﺮﺃﻳﻚ ﻭﺭﺃﻱ ﻋﻤﺮ ﻓﻲ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻲ ﻣﻦ ﺭﺃﻳﻚ ﻭﺣﺪﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ: ﻭﻫﺬﺍ
ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ ﻣﻌﺪﻭﺩ ﻓﻲ ﺃﺻﺢ ﺍﻷﺳﺎﻧﻴﺪ، ﻭﺛﺒﺖ ﻋﻦ ﻋﻠﻲ، ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﺃﻧﻪ ﺭﺟﻊ ﻋﻦ
ﺫﻟﻚ.
ﻭﻟﻴﺤﺬﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺘﺴﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺒﻨﻰ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮﻱ ، ﻓﺈﻥ
ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺧﻼﻑ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺮﻳﻢ ﻣﺴﻠﻜﻬﻢ ﻭﺷﻨﺎﻋﺘﻪ ﻭﺧﻄﻮﺭﺗﻪ،
ﻭﻳﺨﺸﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﺴﺐ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺧﺎﺗﻤﺔ ﺍﻟﺴﻮﺀ، ﻧﻌﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺬﻻﻥ، ﺃﻭ ﺃﻥ ﻧﺮﺩ
ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻘﺎﺑﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﺇﺫ ﻫﺪﺍﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ.
ﻓﻬﻢ ﺳﻠﻒ ﺍﻷﻣﺔ
ﻭﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻬﺪﻳﻨﺎ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ ﻭﺃﻥ ﻳﺮﺯﻗﻨﺎ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﻜﺘﺎﺑﻪ ﻭﺳﻨﺔ
ﻧﺒﻴﻪ، ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻋﻠﻰ ﻭﻓﻖ ﻓﻬﻢ ﺳﻠﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺷﻬﺪ ﻟﻬﻢ
ﺍﻟﻨﺒﻲ، ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﺑﺎﻟﺨﻴﺮﻳﺔ، ﻭﺃﻥ ﻳﺠﻤﻊ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻖ
ﻭﺃﻥ ﻳﺘﻮﻻﻧﺎ ﻭﺇﻳﺎﻫﻢ ﺑﺤﻔﻈﻪ ﻭﺭﻋﺎﻳﺘﻪ، ﺇﻧﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺧﻴﺮ ﻣﺴﺆﻭﻝ. ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ.
ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ.
ﺍﻟﻤﻔﺘﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺭﺋﻴﺲ ﻫﻴﺌﺔ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ
ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻹﻓﺘﺎﺀ.
ﻭﺭﻗﺔ ﺍﻟﻮﻃﻦ
سحاب السلفية
شكرا على المروووووور العطر