السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بسم الله الرحمان الرحيم
ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ ﺷﺎﺋﻌﺔ ﺍﻥ ﺣﻮﺍﺀ ﺳﺒﺐ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﺩﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ , ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺔ ﻏﻴﺮ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ , ﻭﻳﺸﻴﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺫﻟﻚ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻰ ﻓﺎﻟﻤﺮﺍﺓ ﻭﺭﺍﺀ ﻛﻞ ﺷﺮ ﻳﻠﺤﻖ ﺑﺎﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﺫﻯ , ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﻓﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﺍﻟﺘﻰ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺼﺔ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﺩﻡ ﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﻟﻢ ﻳﺸﻴﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﻥ ﺣﻮﺍﺀ ﻫﻰ ﺳﺒﺐ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﺩﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺑﻞ ﺍﻋﺘﺒﺮ ﺍﺑﻠﻴﺲ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻭﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻝ ﺍﻻﻭﻝ ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: (ﻓﺎﺯﻟﻬﻤﺎ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﺎﺧﺮﺟﻬﻤﺎ ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﻓﻴﻪ ) ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ .35: ﺍﻣﺎ ﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺍﻟﺘﺼﻘﺖ ﺑﺤﻮﺍﺀ ﻓﻤﺼﺪﺭﻫﺎ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﻭﻫﻮ ﺍﺣﺪ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻓﻰ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ , ففي ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺣﻮﺍﺭ ﻃﻮﻳﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﻭﺣﻮﺍﺀ , ﺛﻢ ﺗﺎﻛﻞ ﺣﻮﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻭﺗﻘﻮﻝ ﺍﻏﻮﺗﻨﻰ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﻓﺎﻛﻠﺖ , ﺛﻢ ﺣﻮﺍﺭ ﻃﻮﻳﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﻭﺣﻮﺍﺀ , ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻻﻳﺸﻴﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﺗﻬﺎﻡ ﺣﻮﺍﺀ في خروج ﺍﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻣﺎ ﻫﻰ ﺍﻻ ﺍﺳﺮﺍﺋﻠﻴﺎﺕ ﺍﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭﺍﺻﺒﺤﺖ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻭﺗﺮﻭﻯ ﻣﻦ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻰ ﺍﺧﺮ ﺣﺘﻰ ﺍﺻﺒﺤﺖ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﻌﺾ , ﻓبعض الناس هداهم الله ممن جهل أمور دينه و ترك الكتاب و السنة الا ما روي له من هنا و هناك ، ينسبون الى حواء زوجة آدم عليه السلام انها سبب خروجهما من الجنة ! و ينسبون اليهما انهما أكل تفاحةً، و هذا كذب و إفتراء عليهما وهو أيضا تكذيب لما جاء به الوحي في القرآن العظيم الذي هو كتاب الله عزوجل المُنَزَّل على نبيه و رسوله محمداً صلى الله عليه و سلم ، و اتباع لروايات اهل الالحاد و المشركين في قولهم ان حواء راودته الى ان اكلا من شجرة التفاح .
وجاء القرآن بما يبطل هذا الأقاويل و الإفتراءات فقد قال الله عز وجل : " فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (119) فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (120) فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (122) " سورة طه
وجاء في السنة ايضا من هذا الامر في حديث الشفاعة المروي عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله عليه الصلاة و السلام: «… فيقولون يا آدم! أنت أبو البشر، خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، اشفع لنا إلى ربك. ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى إلى ما قد بلغنا؟ فيقول آدم: إن ربي قد غضب ا ليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنه نهاني عن الشجرة فعصيته، نفسي، نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوح…»
و يشد الانتباه انه لم يثبت ان آدم و حواء عليهما السلام أكلا من شجرة التفاح و لا تفاحة كما يقول المشركين ، و ايضا لم يأكلا من شجرة العِلم كما قال بعض النصارى وكيف لآدم ان يأكل من شجرة العلم و قد علمه الله الأسماء كلها .
ييبقى ان كلام الله وحده الكافي و الشافي لكل من اتبع اهل الشرك و المعاصي ، فعل المسلم ان لا يؤخذ منهم العلم خاصة ما كان في امر عظيم و خطير كهذا ، فقد جاء في الكتاب و السنة ما يكفيه و ينفعه.
إن اصبت فمن الله وحده عز و جل ، و ان اخطئت فمن الشيطان و نفسي ، ان النفس لأمارة بالسوء ، اقول قولي هذا و استغفر الله لي و لكم من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم.
الشيطان الله ينعلو سبب كل شيء من بداية الدنيااا الي يوم القيامة