تخطى إلى المحتوى

الشيخ محمد بن عبد الوهاب : وجوب عداوة أعداء الله والبراءة منهم 2024.

ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﻟﻨﺬﻛﺮ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﻛﻼﻡ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻛﻼﻡ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺟُﻤَﻼ ﻓﻲ ﺟﻬﺎﺩ
ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﻟﻠﺴﺎﻥ، ﻭﻣﻌﺎﺩﺍﺓ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻣﻮﻻﺓ ﺃﻭﻟﻴﺎﺋﻪ، ﻭﺃﻥَّ ﺍﻟﺪَّﻳﻦَ ﻻ ﻳﺼﺢ، ﻭﻻ ﻳﺪﺧﻞ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺇﻻ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻨﻘﻮﻝ : ﺑﺎﺏ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺏ ﻋﺪﺍﻭﺓ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ
ﻭﺍﻟﻤﺮﺗﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ
ﻭﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﴿ﻭَﻗَﺪْ ﻧَﺰَّﻝَ ﻋَﻠَﻴْﻜُﻢْ ﻓِﻲ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏِ ﺃَﻥْ ﺇِﺫَﺍ ﺳَﻤِﻌْﺘُﻢْ ﺁﻳَﺎﺕِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻳُﻜْﻔَﺮُ ﺑِﻬَﺎ
ﻭَﻳُﺴْﺘَﻬْﺰَﺃُ ﺑِﻬَﺎ ﻓَﻼ ﺗَﻘْﻌُﺪُﻭﺍ ﻣَﻌَﻬُﻢْ ﺣَﺘَّﻰ ﻳَﺨُﻮﺿُﻮﺍ ﻓِﻲ ﺣَﺪِﻳﺚٍ ﻏَﻴْﺮِﻩِ ﺇِﻧَّﻜُﻢْ ﺇِﺫﺍً ﻣِﺜْﻠُﻬُﻢْ﴾ .
ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﴿ﻭَﻣَﻦْ ﻳَﺘَﻮَﻟَّﻬُﻢْ ﻣِﻨْﻜُﻢْ ﻓَﺈِﻧَّﻪُ ﻣِﻨْﻬُﻢْ﴾ . ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﴿ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ
ﻻ ﺗَﺘَّﺨِﺬُﻭﺍ ﻋَﺪُﻭِّﻱ ﻭَﻋَﺪُﻭَّﻛُﻢْ ﺃَﻭْﻟِﻴَﺎﺀَ﴾ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻟﻪ : ﴿ﻛَﻔَﺮْﻧَﺎ ﺑِﻜُﻢْ ﻭَﺑَﺪَﺍ ﺑَﻴْﻨَﻨَﺎ ﻭَﺑَﻴْﻨَﻜُﻢُ ﺍﻟْﻌَﺪَﺍﻭَﺓُ
ﻭَﺍﻟْﺒَﻐْﻀَﺎﺀُ ﺃَﺑَﺪﺍً ﺣَﺘَّﻰ ﺗُﺆْﻣِﻨُﻮﺍ ﺑِﺎﻟﻠَّﻪِ ﻭَﺣْﺪَﻩُ﴾ . ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﴿ﻻ ﺗَﺠِﺪُ ﻗَﻮْﻣﺎً ﻳُﺆْﻣِﻨُﻮﻥَ ﺑِﺎﻟﻠَّﻪِ
ﻭَﺍﻟْﻴَﻮْﻡِ ﺍﻵﺧِﺮِ ﻳُﻮَﺍﺩُّﻭﻥَ ﻣَﻦْ ﺣَﺎﺩَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﺭَﺳُﻮﻟَﻪُ ﻭَﻟَﻮْ ﻛَﺎﻧُﻮﺍ ﺁﺑَﺎﺀَﻫُﻢْ ﺃَﻭْ ﺃَﺑْﻨَﺎﺀَﻫُﻢْ ﺃَﻭْ ﺇِﺧْﻮَﺍﻧَﻬُﻢْ ﺃَﻭْ
ﻋَﺸِﻴﺮَﺗَﻬُﻢْ﴾ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻭﺿﺎﺡ : ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻏﻴﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﺃﻥ ﺃﺳﺪ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﻛﺘﺐ
ﺇﻟﻰ ﺃﺳﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ : ﺍﻋﻠﻢ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺣﻤﻠﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺇﻟﻴﻚ ﻣﺎ ﺫﻛﺮ ﺃﻫﻞ
ﺑﻼﺩﻙ ﻣﻦ ﺻﺎﻟﺢ ﻣﺎ ﺃﻋﻄﺎﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺇﻧﺼﺎﻓﻚ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺣﺴﻦ ﺣﺎﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﺃﻇﻬﺮﺕ ﻣﻦ
ﺍﻟﺴﻨﺔ، ﻭﻋﻴﺒﻚ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ، ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺫﻛﺮﻙ ﻟﻬﻢ ﻭﻃﻌﻨﻚ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻓﻘﻤﻌﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻚ، ﻭﺷﺪ
ﺑﻚ ﻇﻬﺮ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ، ﻭﻗﻮﺍﻙ ﻋﻠﻴﻬﻢ؛ ﺑﺈﻇﻬﺎﺭ ﻋﻴﺒﻬﻢ ﻭﺍﻟﻄﻌﻦ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﺄﺫﻟﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻴﺪﻙ
ﻭﺻﺎﺭﻭﺍ ﺑﺒﺪﻋﺘﻬﻢ ﻣﺴﺘﺘﺮﻳﻦ، ﻓﺄﺑﺸﺮ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﺑﺜﻮﺍﺏ ﺫﻟﻚ، ﻭﺍﻋﺘﺪ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺃﻓﻀﻞ ﺣﺴﻨﺎﺗﻚ
ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻭﺍﻟﺤﺞ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩ، ﻭﺃﻳﻦ ﺗﻘﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻣﻦ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺇﺣﻴﺎﺀ ﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ؟ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : »ﻣﻦ ﺃﺣﻴﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺳﻨﺘﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﻧﺎ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻛﻬﺎﺗﻴﻦ ﻭﺿﻢ ﺑﻴﻦ
ﺃﺻﺒﻌﻴﻪ« ﻭﻗﺎﻝ : »ﺃﻳﻤﺎ ﺩﺍﻉ ﺩﻋﺎ ﺇﻟﻰ ﻫﺪﻯ ﻓﺎﺗﺒﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻣﺜﻞ ﺃﺟﺮ ﻣﻦ ﺍﺗﺒﻌﻪ ﺇﻟﻰ
ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ«، ﻓﻤﺘﻰ ﻳﺪﺭﻙ ﺃﺟﺮ ﻫﺬﺍ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻪ ﻭﺫﻛﺮ ﺃﻳﻀﺎ » ﺃﻥ ﻟﻠﻪ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ
ﺑﺪﻋﺔ ﻛﻴﺪ ﺑﻬﺎ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻟﻴﺎ ﻟﻠﻪ ﻳﺬﺏ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻳﻨﻄﻖ ﺑﻌﻼﻣﺎﺗﻬﺎ«، ﻓﺎﻏﺘﻨﻢ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻭﻛﻦ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻪ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻤﻌﺎﺫ ﺣﻴﻦ ﺑﻌﺜﻪ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﺃﻭﺻﺎﻩ : »ﻷﻥ ﻳﻬﺪﻱ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻚ ﺭﺟﻼ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﺧﻴﺮ ﻟﻚ ﻣﻦ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ «، ﻭﺃﻋﻈﻢ
ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻓﻴﻪ ﻓﺎﻏﺘﻨﻢ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﺩﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻚ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺃﻟﻔﺔ ﻭﺟﻤﺎﻋﺔ
ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﻣﻘﺎﻣﻚ ﺇﻥ ﺣﺪﺙ ﺑﻚ ﺣﺪﺙ، ﻓﻴﻜﻮﻧﻮﻥ ﺃﺋﻤﺔ ﺑﻌﺪﻙ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻟﻚ ﺛﻮﺍﺏ ﺫﻟﻚ
ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻷﺛﺮ ﻓﺎﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﺼﻴﺮﺓ ﻭﻧﻴﺔ ﻭﺣﺴﺒﺔ ﻓﻴﺮﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻚ
ﺍﻟﻤﺒﺘﺪﻉ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﻥ ﺍﻟﺰﺍﺋﻎ ﺍﻟﺤﺎﺋﺮ، ﻓﺘﻜﻮﻥ ﺧﻠﻔﺎ ﻣﻦ ﻧﺒﻴﻚ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﺈﻧﻚ ﻟﻦ
ﺗﻠﻘﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻌﻤﻞ ﻳﺸﺒﻬﻪ .
ﻭﺇﻳﺎﻙ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﺃﺥ ﺃﻭ ﺟﻠﻴﺲ ﺃﻭ ﺻﺎﺣﺐ؛ ﻓﺈﻧﻪ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻷﺛﺮ » :ﻣﻦ
ﺟﺎﻟﺲ ﺻﺎﺣﺐ ﺑﺪﻋﺔ ﻧﺰﻋﺖ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ، ﻭﻭﻛﻞ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻪ . ﻭﻣﻦ ﻣﺸﻰ ﺇﻟﻰ ﺻﺎﺣﺐ
ﺑﺪﻋﺔ ﻣﺸﻰ ﻓﻲ ﻫﺪﻡ ﺍﻹﺳﻼﻡ« ﻭﺟﺎﺀ : » ﻣﺎ ﻣﻦ ﺇﻟﻪ ﻳﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺑﻐﺾ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﻫﻮﻯ .« ﻭﻗﺪ ﻭﻗﻌﺖ ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ
ﺍﻟﺒﺪﻉ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺻﺮﻓﺎ ﻭﻻ ﻋﺪﻻ ﻭﻻ ﻓﺮﻳﻀﺔ ﻭﻻ ﺗﻄﻮﻋﺎ، ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺍﺯﺩﺍﺩﻭﺍ
ﺍﺟﺘﻬﺎﺩﺍ ﻭﺻﻮﻣﺎ ﻭﺻﻼﺓ ﺍﺯﺩﺍﺩﻭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻌﺪﺍ . ﻓﺎﺭﻓﺾ ﻣﺠﺎﻟﺴﻬﻢ ﻭﺃﺫﻟﻬﻢ ﻭﺃﺑﻌﺪﻫﻢ ﻛﻤﺎ
ﺃﺑﻌﺪﻫﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﺫﻟﻬﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﺑﻌﺪﻩ . ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻛﻼﻡ
ﺃﺳﺪ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ .
ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺭﺣﻤﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻛﻼﻣﻪ ﻭﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺃﻣﺜﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﺩﺍﺓ ﺃﻫﻞ
ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭﺍﻟﻀﻼﻟﺔ ﻓﻲ ﺿﻼﻟﺔ ﻻ ﺗﺨﺮﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻠﺔ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺷﺪﺩﻭﺍ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻭﺣﺬﺭﻭﺍ ﻣﻨﻪ
ﻷﻣﺮﻳﻦ :
ﺍﻷﻭﻝ : ﻏﻠﻆ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ، ﻓﻬﻲ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺃﺟﻞّ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ، ﻭﻳﻌﺎﻣﻠﻮﻥ
ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺑﺄﻏﻠﻆ ﻣﻤﺎ ﻳﻌﺎﻣﻠﻮﻥ ﺑﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻛﻤﺎ ﺗﺠﺪ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﻲ
ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﻋﺎﺑﺪﺍ ﺃﺑﻐﺾ ﻭﺃﺷﺪ ﺫﻧﺒﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺮ ﺑﺎﻟﻜﺒﺎﺋﺮ .
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﺗﺠﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﺍﻟﺼﺮﻳﺤﺔ ﻛﻤﺎ ﻭﺟﺪ ﻣﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ . ﻓﻤﺜﺎﻝ
ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﺪﺩﻭﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﺗﺸﺪﻳﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻴﻤﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﺪ
ﻗﺒﺮ ﺭﺟﻞ ﺻﺎﻟﺢ، ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻟﺼﺮﻳﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻴﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻣﺮﺗﺪﺍ .
ﻓﻤﻦ ﻓﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﻭﻣﺠﺎﻫﺪﺓ
ﺃﻫﻠﻬﺎ، ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻭﻣﺠﺎﻫﺪﺓ ﺃﻫﻠﻪ، ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺎﺕ
ﻣﺜﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﴿ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﻣَﻦْ ﻳَﺮْﺗَﺪَّ ﻣِﻨْﻜُﻢْ ﻋَﻦْ ﺩِﻳﻨِﻪِ ﻓَﺴَﻮْﻑَ ﻳَﺄْﺗِﻲ ﺍﻟﻠَّﻪُ
ﺑِﻘَﻮْﻡٍ ﻳُﺤِﺒُّﻬُﻢْ ﻭَﻳُﺤِﺒُّﻮﻧَﻪُ﴾ ﺍﻵﻳﺔ . ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﴿ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲُّ ﺟَﺎﻫِﺪِ ﺍﻟْﻜُﻔَّﺎﺭَ ﻭَﺍﻟْﻤُﻨَﺎﻓِﻘِﻴﻦَ
ﻭَﺍﻏْﻠُﻆْ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢْ ﻭَﻣَﺄْﻭَﺍﻫُﻢْ ﺟَﻬَﻨَّﻢُ ﻭَﺑِﺌْﺲَ ﺍﻟْﻤَﺼِﻴﺮُ ﻳَﺤْﻠِﻔُﻮﻥَ ﺑِﺎﻟﻠَّﻪِ ﻣَﺎ ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﻭَﻟَﻘَﺪْ ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﻛَﻠِﻤَﺔَ
ﺍﻟْﻜُﻔْﺮِ ﻭَﻛَﻔَﺮُﻭﺍ ﺑَﻌْﺪَ ﺇِﺳْﻼﻣِﻬِﻢْ﴾ ﺍﻵﻳﺔ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻭﺿﺎﺡ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺑﻌﺪ ﺣﺪﻳﺚ ﺫﻛﺮﻩ : ﺃﻧﻪ ﺳﻴﻘﻊ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﻣﺔ ﻓﺘﻨﺔ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﻓﺘﻨﺔ ﺍﻟﻀﻼﻟﺔ ﻗﺎﻝ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ، ﺇﻥ ﻓﺘﻨﺔ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻫﻲ ﺍﻟﺮﺩﺓ . ﻳﺤﻞ ﻓﻴﻬﺎ
ﺍﻟﺴﺒﻲ ﻭﺍﻷﻣﻮﺍﻝ، ﻭﻓﺘﻨﺔ ﺍﻟﻀﻼﻟﺔ ﻻ ﻳﺤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﺒﻲ ﻭﺍﻷﻣﻮﺍﻝ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺤﻦ ﻓﻴﻪ
ﻓﺘﻨﺔ ﺿﻼﻟﺔ ﻻ ﻳﺤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﺒﻲ ﻭﻻ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻳﻀﺎ : ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺃﺳﺪ ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺭﺟﻞ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ . ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ
ﻣﺴﻌﻮﺩ : » ﺇﻥ ﻟﻠﻪ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﺑﺪﻋﺔ ﻛﻴﺪ ﺑﻬﺎ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻟﻴﺎ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻴﺎﺋﻪ ﻳﺬﺏ ﻋﻨﻪ، ﻭﻳﻨﻄﻖ
ﺑﻌﻼﻣﺘﻬﺎ، ﻓﺎﻏﺘﻨﻤﻮﺍ ﺣﻀﻮﺭ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻭﺗﻮﻛﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ .«
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ : ﻭﻛﻔﻰ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﻛﻴﻼ
ﺛﻢ ﺫﻛﺮ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩﻩ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻗﺎﻝ » :ﻷﻥ ﺃﺭﺩ ﺭﺟﻼ ﻋﻦ ﺭﺃﻱ ﺳﻴﺊ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻲّ ﻣﻦ
ﺍﻋﺘﻜﺎﻑ ﺷﻬﺮ .«
ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺃﺳﺪ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺍﻟﺤﺬﺍﺀ ﻋﻦ ﺍﻷﻭﺯﺍﻋﻲ ﻗﺎﻝ : ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ :
» ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺫﻱ ﺑﺪﻋﺔ ﺻﻼﺓ ﻭﻻ ﺻﺪﻗﺔ ﻭﻻ ﺻﻴﺎﻣﺎ ﻭﻻ ﺟﻬﺎﺩﺍ ﻭﻻ ﺣﺠﺔ ﻭﻻ ﺻﺮﻓﺎ
ﻭﻻ ﻋﺪﻻ . ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﺳﻼﻓﻜﻢ ﺗﺸﺘﺪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻟﺴﻨﺘﻬﻢ، ﻭﺗﺸﻤﺌﺰ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ، ﻭﻳﺤﺬﺭﻭﻥ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺪﻋﺘﻬﻢ . ﻗﺎﻝ : ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺴﺘﺘﺮﻳﻦ ﺑﺒﺪﻋﺘﻬﻢ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻬﺘﻚ
ﻋﻨﻬﻢ ﺳﺘﺮﺍ، ﻭﻻ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻮﺭﺓ، ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻭﻟﻰ ﺑﺎﻷﺧﺬ ﺑﻬﺎ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻓﺄﻣﺎ ﺇﺫﺍ
ﺟﺎﻫﺮﻭﺍ ﺑﻪ ﻓﻨﺸﺮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺣﻴﺎﺓ، ﻭﺍﻟﺒﻼﻍ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺭﺣﻤﺔ
ﻳﻌﺘﺼﻢ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮ ﻣﻠﺤﺪ .«
ﺛﻢ ﺭﻭﻯ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩﻩ ﻗﺎﻝ : »ﺟﺎﺀ ﺭﺟﻞ ﺇﻟﻰ ﺣﺬﻳﻔﺔ ﻭﺃﺑﻮ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ ﻗﺎﻋﺪ ﻓﻘﺎﻝ :
ﺃﺭﺃﻳﺖ ﺭﺟﻼ ﺿﺮﺏ ﺑﺴﻴﻔﻪ ﻏﻀﺒﺎ ﻟﻠﻪ ﺣﺘﻰ ﻗﺘﻞ، ﺃﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺃﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ
ﻣﻮﺳﻰ : ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ، ﻓﻘﺎﻝ ﺣﺬﻳﻔﺔ : ﺍﺳﺘﻔﻬﻢ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺃﻓﻬﻤﻪ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﺣﺘﻰ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ
ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺕ . ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻗﺎﻝ : ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺃﺳﺘﻔﻬﻤﻪ . ﻓﺪﻋﺎ ﺑﻪ ﺣﺬﻳﻔﺔ ﻓﻘﺎﻝ :
ﺭﻭﻳﺪﻙ! ﻭﻣﺎ ﻳﺪﺭﻳﻚ ﺃﻥ ﺻﺎﺣﺒﻚ ﻟﻮ ﺿﺮﺏ ﺑﺴﻴﻔﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻓﺄﺻﺎﺏ ﺍﻟﺤﻖ ﺣﺘﻰ
ﻳﻘﺘﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻬﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺼﺐ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻟﻢ ﻳﻮﻓﻘﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻠﺤﻖ ﻓﻬﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ . ﺛﻢ
ﻗﺎﻝ : ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻴﺪﻩ ﻟﻴﺪﺧﻠﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺄﻟﺖ ﻋﻨﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ .«
ﺛﻢ ﺫﻛﺮ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻗﺎﻝ : » ﻻ ﺗﺠﺎﻟﺲ ﺻﺎﺣﺐ ﺑﺪﻋﺔ؛ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻤﺮﺽ ﻗﻠﺒﻚ .«
ﺛﻢ ﺫﻛﺮ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩﻩ ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﻗﺎﻝ : »ﻣﻦ ﺟﺎﻟﺲ ﺻﺎﺣﺐ ﺑﺪﻋﺔ ﻟﻢ ﻳﺴﻠﻢ ﻣﻦ
ﺇﺣﺪﻯ ﺛﻼﺙ :
ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﺘﻨﺔ ﻟﻐﻴﺮﻩ،
ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﺷﻲﺀ ﻓﻴﺰﻝ ﺑﻪ ﻓﻴﺪﺧﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻨﺎﺭ،
ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ : ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺃﺑﺎﻟﻲ ﻣﺎ ﺗﻜﻠﻤﻮﻩ ﻭﺇﻧﻲ ﻭﺍﺛﻖ ﺑﻨﻔﺴﻲ، ﻓﻤﻦ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﻪ
ﻃﺮﻓﺔ ﻋﻴﻦ ﺳﻠﺒﻪ ﺇﻳﺎﻩ .«
ﺛﻢ ﺫﻛﺮ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩﻩ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻗﺎﻝ : »ﻣﻦ ﺃﺗﻰ ﺻﺎﺣﺐ ﺑﺪﻋﺔ ﻟﻴﻮﻗﺮﻩ ﻓﻘﺪ ﺃﻋﺎﻥ
ﻋﻠﻰ ﻫﺪﻡ ﺍﻹﺳﻼﻡ .«
ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺃﺳﺪ ﻗﺎﻝ : ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ ﻗﺎﻝ : »ﻣﻦ ﺟﻠﺲ ﺇﻟﻰ ﺻﺎﺣﺐ ﺑﺪﻋﺔ ﻧﺰﻋﺖ
ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ ﻭﻭﻛﻞ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻪ .«
ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺃﺳﺪ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﻗﺎﻝ : ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺣﻤﺎﺩ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﻋﻦ ﺃﻳﻮﺏ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻗﻼﺑﺔ » : ﻻ
ﺗﺠﺎﻟﺴﻮﺍ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ، ﻭﻻ ﺗﺠﺎﺩﻟﻮﻫﻢ، ﻓﺈﻧﻲ ﻻ ﺁﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻐﻤﺴﻮﻛﻢ ﻓﻲ ﺿﻼﻟﺘﻬﻢ، ﺃﻭ
ﻳﻠﺒﺴﻮﺍ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻣﺎ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﻌﺮﻓﻮﻥ .«
ﻗﺎﻝ ﺃﻳﻮﺏ : ﻭﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺫﻭﻱ ﺍﻷﻟﺒﺎﺏ .
ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺃﺳﺪ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﻗﺎﻝ : ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺯﻳﺪ ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻃﻠﺤﺔ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ » : ﻻ

ﺗﺠﺎﻟﺴﻮﺍ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺒﺪﻉ، ﻭﻻ ﺗﻜﻠﻤﻮﻫﻢ، ﻓﺈﻧﻲ ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﺗﺮﺗﺪ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ .«
ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺃﺳﺪ ﺑﺎﻹﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ »:ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻦ ﺧﻠﻴﻠﻪ، ﻓﻠﻴﻨﻈﺮ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻣﻦ ﻳﺨﺎﻟﻞ .«
ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺃﺳﺪ : ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﻣﺆﻣﻞ ﺑﻦ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻋﻦ ﺣﻤﺎﺩ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﻋﻦ ﺃﻳﻮﺏ ﻗﺎﻝ : »ﺩﺧﻞ
ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻴﺮﻳﻦ ﻳﻮﻣﺎ ﺭﺟﻞ ﻓﻘﺎﻝ : ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺃﻗﺮﺃ ﻋﻠﻴﻚ ﺁﻳﺔ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ، ﻻ
ﺃﺯﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺃﻗﺮﺃﻫﺎ ﺛﻢ ﺃﺧﺮﺝ . ﻓﻮﺿﻊ ﺃﺻﺒﻌﻴﻪ ﻓﻲ ﺃﺫﻧﻴﻪ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ : ﺃﺣﺮِّﺝُ ﻋﻠﻴﻚ ﺇﻥ
ﻛﻨﺖ ﻣﺴﻠﻤﺎ ﻟﻤﺎ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻲ . ﻗﺎﻝ : ﻓﻘﺎﻝ : ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺇﻧﻲ ﻻ ﺃﺯﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺃﻗﺮﺃ
ﺛﻢ ﺃﺧﺮﺝ، ﻗﺎﻝ : ﻓﻘﺎﻡ ﺑﺈﺯﺍﺭﻩ ﻳﺸﺪﻩ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺗﻬﻴﺄ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ . ﻓﺄﻗﺒﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻘﻠﻨﺎ : ﻗﺪ
ﺣﺮَّﺝَ ﻋﻠﻴﻚ ﺇﻻ ﺧﺮﺟﺖ، ﺃﻓﻴﺤﻞ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗُﺨﺮﺝ ﺭﺟﻼً ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻪ؟ ﻗﺎﻝ : ﻓﺨﺮﺝ . ﻓﻘﻠﻨﺎ : ﻳﺎ
ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﻟﻮ ﻗﺮﺃ ﺁﻳﺔ، ﺛﻢ ﺧﺮﺝ؟ ﻗﺎﻝ : ﺇﻧﻲ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻮ ﻇﻨﻨﺖ ﺃﻥ ﻗﻠﺒﻲ ﻳﺜﺒﺖ ﻋﻠﻰ
ﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﺑﺎﻟﻴﺖ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺃ، ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﺧﻔﺖ ﺃﻥ ﻳﻠﻘﻲ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﺷﻴﺌﺎ ﺃﺟﻬﺪ ﺃﻥ
ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻲ ﻓﻼ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ .«
ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺃﺳﺪ ﻗﺎﻝ : ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺿﻤﺮﺓ ﻋﻦ ﺳﻮﺩﺓ ﻗﺎﻝ : ﺳﻤﻌﺖ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻭﻫﻮ
ﻳﻘﻮﻝ : » ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﻋﻠﻰ ﻫﻮﻯ ﻓﺘﺮﻛﻪ، ﺇﻻ ﺁﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺷﺮ ﻣﻨﻪ .« ﻗﺎﻝ ﻓﺬﻛﺮﺕ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻟﺒﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﻓﻘﺎﻝ : ﺗﺼﺪﻳﻘﻪ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
» ﻳﻤﺮﻗﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﺮﻭﻕ ﺍﻟﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻣﻴﺔ، ﺛﻢ ﻻ ﻳﺮﺟﻌﻮﻥ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﻬﻢ
ﺇﻟﻰ ﻓﻮﻗﻪ .«
ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺃﺳﺪ ﻗﺎﻝ : ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻋﻦ ﺣﻤﺎﺩ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﻋﻦ ﺯﻳﺪ ﻋﻦ ﺃﻳﻮﺏ
ﻗﺎﻝ : » ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻞ ﻳﺮﻯ ﺭﺃﻳﺎ ﻓﺮﺟﻊ ﻋﻨﻪ، ﻓﺄﺗﻴﺖ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﻓﺮﺣﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﺧﺒﺮﻩ ﻓﻘﻠﺖ :
ﺃﺷﻌﺮﺕ ﺃﻥ ﻓﻼﻧﺎ ﺗﺮﻙ ﺭﺃﻳﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻯ؟ ﻓﻘﺎﻝ : ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺘﺤﻮﻝ . ﺇﻥ ﺁﺧﺮ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﺷﺪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻪ ﻳﻤﺮﻗﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻻ ﻳﻌﻮﺩﻭﻥ ﺇﻟﻴﻪ .«
] ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ : ﻣﻔﻴﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪ ﻓﻲ ﻛﻔﺮ ﺗﺎﺭﻙ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ، ﺹ -312 31

بارك الله فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.