تخطى إلى المحتوى

غالب المسلمين اليوم لا يفقهون معنى "لا الاه الا الله" . الشيخ الألباني رحمه الله 2024.

  • بواسطة
**ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻻ ﻳﻔﻘﻬﻮﻥ ﻣﻌﻨﻰ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻬﻤﺎً ﺟﻴﺪﺍً :

ﺃﻣﺎ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﻬﺪﻭﻥ ﺑﺄﻥ " ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ " ﻓﻬﻢ ﻻ ﻳﻔﻘﻬﻮﻥ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﺟﻴﺪﺍً ، ﺑﻞ ﻟﻌﻠﻬﻢ ﻳﻔﻬﻤﻮﻥ
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻓﻬﻤﺎً ﻣﻌﻜﻮﺳﺎً ﻭﻣﻘﻠﻮﺑﺎً ﺗﻤﺎﻣﺎً ؛ ﺃﺿﺮﺏ ﻟﺬﻟﻚ ﻣﺜﻼً : ﺑﻌﻀﻬﻢ (3) ﺃﻟﻒ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﻰ " ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ "
ﻓﻔﺴﺮﻫﺎ :" ﻻ ﺭﺏ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ !! " ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﻪ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ

ﻳﻨﻔﻌﻬﻢ ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﻫﺬﺍ ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ :{ ﻭَﻟَﺌِﻦْ ﺳَﺄَﻟْﺘَﻬُﻢْ ﻣَﻦْ ﺧَﻠَﻖَ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﻭَﺍﺕِ ﻭَﺍﻟْﺄَﺭْﺽَ ﻟَﻴَﻘُﻮﻟُﻦَّ ﺍﻟﻠَّﻪ }( ﻟﻘﻤﺎﻥ : ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ .
25)
ﻓﺎﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺄﻥ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﺧﺎﻟﻘﺎً ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺠﻌﻠﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧﺪﺍﺩﺍً ﻭﺷﺮﻛﺎﺀ ﻓﻲ
ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ ، ﻓﻬﻢ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺮﺏ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻟﻜﻦ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﻌﺒﻮﺩﺍﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺭﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ – ﻫﺬﺍ
ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ – ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻤﺎﻩ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻟﻐﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :{…. ﻭَﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺍﺗَّﺨَﺬُﻭﺍ ﻣِﻦْ ﺩُﻭﻧِﻪِ ﺃَﻭْﻟِﻴَﺎﺀَ ﻣَﺎ ﻧَﻌْﺒُﺪُﻫُﻢْ ﺇِﻟَّﺎ
ﻟِﻴُﻘَﺮِّﺑُﻮﻧَﺎ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺯُﻟْﻔَﻰ ….}( ﺍﻟﺰﻣﺮ : ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 3).
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﻗﻮﻝ : " ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ " ﻳﻠﺰﻡ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﺒﺮﺅ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ، ﺃﻣﺎ
ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ؛ ﻓﻘﺪ ﻓﺴﺮﻭﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ " ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ " ﺑـ : " ﻻ ﺭﺏ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ !! " ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺎﻝ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ : ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ " ، ﻭﻋﺒﺪ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻏﻴﺮﻩ ؛ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ ﺳﻮﺍﺀ ، ﻋﻘﻴﺪﺓ ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻇﺎﻫﺮﻩ ﺍﻹﺳﻼﻡ ؛ ﻷﻧﻪ
ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻔﻈﺔ : ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻬﻮ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻣﺴﻠﻢ ﻟﻔﻈﻴﺎً ﻇﺎﻫﺮﺍً ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻤﺎ ﻳﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً – ﺑﺼﻔﺘﻨﺎ ﺩﻋﺎﺓ
ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ – ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺟﻬﻞ ﻣﻌﻨﻰ " ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ " ﻭﻫﻮ ﻭﺍﻗﻊ ﻓﻲ ﺧﻼﻓﻬﺎ ؛
ﺑﺨﻼﻑ ﺍﻟﻤﺸﺮﻙ ؛ ﻷﻧﻪ ﻳﺄﺑﻰ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ :" ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ " ﻓﻬﻮ ﻟﻴﺲ ﻣﺴﻠﻤﺎً ﻻ ﻇﺎﻫﺮﺍً ﻭﻻ ﺑﺎﻃﻨﺎً ﻓﺄﻣﺎ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻫﻢ ﻣﺴﻠﻤﻮﻥ ﻷﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ :" ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺎﻟﻮﻫﺎ ﻋﺼﻤﻮﺍ ﻣﻨﻲ ﺩﻣﺎﺀﻫﻢ ﻭﺃﻣﻮﺍﻟﻬﻢ
ﺇﻻ ﺑﺤﻘﻬﺎ ﻭﺣﺴﺎﺑﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ "(4).
ﻟﺬﻟﻚ ، ﻓﺈﻧﻲ ﺃﻗﻮﻝ ﻛﻠﻤﺔ – ﻭﻫﻲ ﻧﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ ﻣﻨﻲ – ، ﻭﻫﻲ : ﺇﻥ ﻭﺍﻗﻊ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺷﺮ ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻥ
ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻟﻤﻌﻨﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ
ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻔﻬﻤﻮﻥ ، ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻻ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ، ﺃﻣﺎ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ، ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ، ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ : ﻻ ﺇﻟﻪ
ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻻ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ –ﺣﻘﺎً – ﺑﻤﻌﻨﺎﻫﺎ (5) ، ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺄﻧﺎ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺃﻭﻝ ﻭﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ – ﺣﻘﺎً – ﻫﻮ
ﺃﻥ ﻳﺪﻧﺪﻧﻮﺍ ﺣﻮﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭﺣﻮﻝ ﺑﻴﺎﻥ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﺑﺘﻠﺨﻴﺺ ، ﺛﻢ ﺑﺘﻔﺼﻴﻞ ﻟﻮﺍﺯﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺑﺎﻹﺧﻼﺹ ﻟﻠﻪ
ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺑﻜﻞ ﺃﻧﻮﺍﻋﻬﺎ ، ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻟﻤﺎ ﺣﻜﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻗﻮﻟﻪ : { … ﻣَﺎ ﻧَﻌْﺒُﺪُﻫُﻢْ ﺇِﻟَّﺎ
ﻟِﻴُﻘَﺮِّﺑُﻮﻧَﺎ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺯُﻟْﻔَﻰ … }( ﺍﻟﺰﻣﺮ : ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 3) ، ﺟﻌﻞ ﻛﻞ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺗﻮﺟﻪ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻔﺮﺍً ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ : ﻻ ﺇﻟﻪ
ﺇﻻ
ﺍﻟﻠﻪ ؛ ﻟﻬﺬﺍ ؛ ﺃﻧﺎ ﺃﻗﻮﻝ ﺍﻟﻴﻮﻡ : ﻻ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻣﻄﻠﻘﺎً ﻣﻦ ﺗﻜﺘﻴﻞ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻣﻦ ﺗﺠﻤﻴﻌﻬﻢ ، ﺛﻢ ﺗﺮﻛﻬﻢ ﻓﻲ ﺿﻼﻟﻬﻢ ﺩﻭﻥ
ﻓﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ، ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻔﻴﺪﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻵﺧﺮﺓ ! ﻧﺤﻦ ﻧﻌﻠﻢ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :"
ﻣﻦ ﻣﺎﺕ ﻭﻫﻮ ﻳﺸﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺨﻠﺼﺎً ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﺣﺮﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺪﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ " ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺃﺧﺮﻱ :" ﺩﺧﻞ
ﺍﻟﺠﻨﺔ "(6) . ﻓﻴﻤﻜﻦ ﺿﻤﺎﻥ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻟﻤﻦ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻣﺨﻠﺼﺎً ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺪ ﻷﻱ ﻭﻋﺬﺍﺏ ﻳﻤﺲ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ، ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪ
ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ، ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﻌﺬﺏ ﺑﻨﺎﺀً ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺍﺭﺗﻜﺐ ﻭﺍﺟﺘﺮﺡ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻭﺍﻵﺛﺎﻡ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺳﻴﻜﻮﻥ
ﻣﺼﻴﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﺠﻨﺔ ، ﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ؛ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ ، ﻭﻟﻤﺎ ﻳﺪﺧﻞ
ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻗﻠﺒﻪ ؛ ﻓﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﻔﻴﺪﻩ ﺷﻴﺌﺎً ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ، ﻗﺪ ﻳﻔﻴﺪﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ
ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻗﻮﺓ ﻭﺳﻠﻄﺎﻥ ، ﻭﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻓﻼ ﻳﻔﻴﺪ ﺷﻴﺌﺎً ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺋﻼً ﻟﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻓﺎﻫﻢ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﺃﻭﻻً ، ﻭﻣﻌﺘﻘﺪﺍً
ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺛﺎﻧﻴﺎً ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﻗﺘﺮﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ؛ ﺃﻇﻦ
ﺃﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﻬﺎ ﻏﺎﻓﻠﻮﻥ ! ﻭﻫﻲ : ﻻ ﻳﻠﺰﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻞ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﺮﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﻳﻦ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮ
ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺆﻣﻨﺎً ، ﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﺻﺎﺩﻕ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺪﻋﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪ ﻟﻬﻢ ﺑﻬﺎ ﺭﺑﻨﺎ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ
ﺣﻴﻦ ﻗﺎﻝ :{…ﻳَﻌْﺮِﻓُﻮﻧَﻪُ ﻛَﻤَﺎ ﻳَﻌْﺮِﻓُﻮﻥَ ﺃَﺑْﻨَﺎﺀَﻫُﻢْ ….} (ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ : ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 146). ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﺃﻏﻨﺖ
ﻋﻨﻬﻢ
ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﻴﺌﺎً ﻟﻤﺎﺫﺍ ؟ ﻷﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺼﺪﻗﻮﻩ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺪﻋﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺗﺴﺒﻘﻪ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﻻ
ﺗﻜﻔﻲ ﻭﺣﺪﻫﺎ ، ﺑﻞ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﺮﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻹﺫﻋﺎﻥ ، ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻮﻟﻰ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﻣﺤﻜﻢ ﺍﻟﺘﻨﺰﻳﻞ :
{ ﻓَﺎﻋْﻠَﻢْ ﺃَﻧَّﻪُ ﻻ ﺇِﻟَﻪَ ﺇِﻟَّﺎ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻭَﺍﺳْﺘَﻐْﻔِﺮْ ﻟِﺬَﻧْﺒِﻚَ ……}( ﻣﺤﻤﺪ : ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 19).
ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ، ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ : ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ ؛ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻀﻢ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺑﺈﻳﺠﺎﺯ ﺛﻢ
ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ، ﻓﺈﺫﺍ ﻋﺮﻑ ﻭﺻﺪﻕ ﻭﺁﻣﻦ ؛ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﺪﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻛﺮﺕ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺁﻧﻔﺎً ، ﻭﻣﻨﻬﺎ
ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﺸﻴﺮﺍً ﺇﻟﻰ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮﺗﻪ ﺁﻧﻔﺎً : " ﻣﻦ ﻗﺎﻝ : ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻧﻔﻌﺘﻪ
ﻳﻮﻣﺎً ﻣﻦ ﺩﻫﺮﻩ "(7).
ﺃﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻣﻨﺠﻴﺔ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ – ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻛﺮﺭﻩ ﻟﻜﻲ ﻳﺮﺳﺦ ﻓﻲ
ﺍﻷﺫﻫﺎﻥ – ﻭﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﻗﺎﻡ ﺑﻤﻘﺘﻀﺎﻫﺎ ﻣﻦ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻭﺍﻻﻧﺘﻬﺎﺀ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ
ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻭﻗﺎﻡ ﺑﻤﺎ ﻳﻘﺘﻀﻴﻪ ﻭﻳﺴﺘﻠﺰﻣﻪ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﻠﺒﻴﺔ – ﻭﺍﻟﻈﺎﻫﺮﻳﺔ ﺣﺴﺐ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ
ﻭﻓﻴﻪ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻣﺤﻞ ﺑﺴﻄﻪ -(8) ؛ ﻭﻫﻮ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﺸﻴﺌﺔ ، ﻭﻗﺪ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺟﺰﺍﺀ ﻣﺎ ﺍﺭﺗﻜﺐ ﺃﻭ ﻓﻌﻞ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﺃﻭ ﺃﺧﻞ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ، ﺛﻢ ﺗﻨﺠﻴﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺃﻭ ﻳﻌﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺑﻔﻀﻞ ﻣﻨﻪ ﻭﻛﺮﻣﻪ ، ﻭﻫﺬﺍ
ﻣﻌﻨﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻡ ﺫﻛﺮﻩ : " ﻣﻦ ﻗﺎﻝ : ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻧﻔﻌﺘﻪ ﻳﻮﻣﺎً ﻣﻦ ﺩﻫﺮﻩ "(9) ، ﺃﻣﺎ
ﻣﻦ
ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﻔﻘﻪ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ، ﺃﻭ ﻓﻘﻪ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ؛ ﻓﻬﺬﺍ ﻻ ﻳﻨﻔﻌﻪ ﻗﻮﻟﻪ : ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ،
ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺟﻠﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻵﺟﻠﺔ .
ﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺃﻭ ﺗﻜﺘﻞ ﺇﺳﻼﻣﻲ ﻳﺴﻌﻰ – ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﺣﺜﻴﺜﺎً – ﺇﻟﻰ
ﻣﺎ
ﺗﺪﻧﺪﻥ ﺑﻪ ﻛﻞ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﻭ ﺟﻠﻬﺎ ، ﻭﻫﻮ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻜﻢ ﺑﻤﺎ
ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺃﺭﺽ ﻻ ﺗﺤﻜﻢ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺃﻭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺤﻘﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ
– ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺟﻤﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻌﻲ – ﺣﺜﻴﺜﺎً ﺇﻟﻰ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ – ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺒﺪﺀ ﺑﻤﺎ ﺑﺪﺃ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ
ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ

جزاك الله خيرااا ورحمة الله شيخنا

لااله الا الله وحده لاشريك له خالق كل شيء ومليكه هوالاول فلاشيء قبله والاخر فلا شيء بعده لانحصي ثناءا عليه هو كما اثنا على نفسه.
جزاك الله خيرا اختي وانار قلبك ووفقك للبر والتقوى وجعلك من اصحاب الجنة لما تبدلينه في سبيل انارة العقول والقلوب
أسأل الله أن يهدينا إلى البر و طريق الحق
كاين بزاف من الناس يستعينون بغير الله أو يأتون بأمور بدعية و عندما تصححين لهم الخطأ يقولون أنا أؤمن بالله
شكرا لكِ أختي على الموضوع القيم طرحتِ فأبدعتِ
جعلها الله في ميزان حسناتك
موضوع مهم وفي غاية الخطورة لمن يقول بلسانه لا اله الا الله ثم ينبذ اوامر المشرع وهو الله وحده لا شريك له ويفضل عليها قوانين البشر واوامر البشر بحسب الاهواء والمعتقدات

لا اله الا الله هي لا معبود الا الله ولا حاكم الا الله ولا مطاع الا الله انتبهن يا اخوات انه لا طاعة لمخلوق في معصية الله الا من اكره غير باغ وكان مظطر ا

اللهم احشرنا في زمرة الموحدين العالمين والعاملين

بها

الجيريا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.