تخطى إلى المحتوى

الذين يدعون علم الواقع و الاهتمام بالجهاد وشأن الأمة يزهدون الناس في احكام الشريعة 2024.

  • بواسطة
ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺯﻳﺪ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ " ﺷﺮﺡ
ﺍﻟﺴﻨﻦ " ﻋﻨﺪ ﺷﺮﺣﻪ ﻋﻠﻰ " ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺩﻡ ﺍﻟﺤﻴﺾ
ﻭﺍﻻﺳﺘﺤﺎﺿﺔ "
….. ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ – ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ- ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ
ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ، ﻭﻣﻦ
ﺛَﻢَّ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻣﺎ ﻳﺘﺒﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﻃﻮﺍﻑ ﻭﻣﺲ ﺍﻟﻤﺼﺤﻒ
ﻓﻲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ، ﻓﻴﻬﺎ ﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ
ﻳﻬﺘﻤﻮﻥ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ
ﺑﺎﻟﺤﻴﺾ ﻭﺍﻟﻨﻔﺎﺱ ﻭﺍﻻﺳﺘﺤﺎﺿﺔ ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ .
ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺘﻘﺪﻭﻥ ﺍﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻦ
ﺑﺎﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ، ﻳﻘﻮﻝ : ﺩﻋﻮﺍ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻨﻔﺎﺱ ﻭﺣﻜﻢ
ﺍﻟﺤﻴﺾ ﻭﺍﻻﺳﺘﺤﺎﺿﺔ ﺍﺗﺮﻛﻮﻩ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ! ﻻ ﺗﻌﻠﻤﻮﻩ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ!
ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ! ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻛﺬﺍ! ﻭﻳﺮﻳﺪﻭﻥ
ﺑﺎﻟﺠﻬﺎﺩ: ﻋﻠﻰ ﻣﺬﻫﺒﻬﻢ، ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺍﻟﻔﻮﺿﻮﻱ، ﺣﺮﺏ
ﺍﻟﻌﺼﺎﺑﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻜﺘﻼﺕ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺴﺮِّﻱ ﻭ.. ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺩﻋﻮﻩ
ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ! ﻓﺎﺳﻤﻊ ﺃﻓﺎﺿﻞ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺭﻭﻭﺍ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺑﺎﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ، ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﺒﻲ – ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -، ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﻳﻮﻛﻞ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ!
ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻳﻌﻴﻬﺎ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ، ﻭﻳﺤﻔﻈﻮﻧﻬﺎ،
ﻭﻳﻔﻬﻤﻮﻥ ﻣﺪﻟﻮﻻﺗﻬﺎ، ﻭﻳﺒﻴﻨﻮﻧﻬﺎ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ، ﻭﻳﺒﻴﻨﻮﻧﻬﺎ
ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ. ﻓﻠﻴﺲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻋﺘﺰﺍﻝ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺾ
ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻔﺎﺱ، ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺃﻫﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﺃﻭﺳﻊ، ﻟﻬﺎ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﻣﺎ
ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳَﻌﻴﺒﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻃﻼﺏ ﺍﻟﻌﻠﻢ
ﺍﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻦ ﺑﺄﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﻭﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻨﺠﺎﺳﺔ ﻭﺃﺣﻜﺎﻡ
ﺍﻟﻤﻮﺍﻧﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻧﻔﺴﻬﺎ، ﻻ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ
ﺇﻟﻴﻬﺎ .
ﻣﻨﻬﺎ- ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ- ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﺇﺫﺍ ﻃﻠﻖ
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﻭﻫﻲ ﺣﺎﺋﺾ، ﻓﻴﻪ ﻛﻼﻡ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ
ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺼﺤﺔ. ﺛﻢ ﺇﺫﺍ ﺣﺎﺿﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺛﻼﺙ
ﺣﻴﻀﺎﺕ ﻃﻠﻘﻬﺎ ﻓﺤﺎﺿﺖ ﺛﻼﺙ ﺣﻴﻀﺎﺕ، ﺍﻧﺘﻬﺖ، ﺑﺎﻧﺖ
ﻣﻨﻪ ﺑﻴﻨﻮﻧﺔ ﺻﻐﺮﻯ ﺃﻭ ﻛﺒﺮﻯ ﺑﺤﺴﺐ ﻃﻼﻗﻪ ﻟﻬﺎ . ﺛﻢ
ﺍﻟﻤﻴﺮﺍﺙ، ﺇﺫﺍ ﺑﺎﻧﺖ ﻣﻨﻪ ﻻ ﻣﻴﺮﺍﺙ ﻟﻬﺎ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﺗَﺒِﻦْ ﻓﻠﻬﺎ
ﺍﻟﻤﻴﺮﺍﺙ ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺪﺓ. ﻭﺃﺣﻜﺎﻡ ﻛﺜﻴﺮ ﺟﻠﻴﻠﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺸﺄﻥ
ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ، ﺍﻟﺤﻴﺾ، ﺍﻻﺳﺘﺤﺎﺿﺔ، ﺍﻟﻨﻔﺎﺱ، ﻭﺃﻫﻢ ﺷﻲﺀ
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﺼﺢ ﺇﻻ
ﺑﻄﻬﺎﺭﺓ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ – ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ":- ﻣﻔﺘﺎﺣﻬﺎ
ﺍﻟﻄَّﻬﻮﺭ ﻭﺗﺤﺮﻳﻤﻬﺎ ﺍﻟﺘﻜﺒﻴﺮ ﻭﺗﺤﻠﻴﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ "1 ﻭﻗﻮﻝ
ﺍﻟﻨﺒﻲ – ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ": – ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻼﺓ
ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺇﺫﺍ ﺃﺣﺪﺙ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻮﺿﺄ "2 ﻳﻌﻨﻲ ﻳﺘﻄﻬﺮ، ﻭﻗﺎﻝ ": ﻻ
ﺻﻼﺓ ﺇﻻ ﺑﻄﻬﻮﺭ "3، ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ .
ﻓﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪَّﻋﻮﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﺠﻬﺎﺩ
ﻭﺷﺄﻥ ﺍﻷﻣﺔ ﻳﺰﻫِّﺪﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺼﻠﺢ
ﺍﻷﻣﺔ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻘﻴﻢ ﺃﺣﻮﺍﻟﻬﺎ ﺫﻛﻮﺭﺍً ﻭﺇﻧﺎﺛﺎً ﺇﻻ ﺑﺎﻷﺣﻜﺎﻡ
ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ، ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺑﻴﺎﻥ ﻣﺎ
ﻳﻨﺎﻗﻀﻪ ﺃﻭ ﻳﻨﻘﺺ ﻣﻦ ﻛﻤﺎﻟﻪ، ﻭﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ،
ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺷﺮﻃﻬﺎ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﻟﺼﻮﻡ،
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﻟﺤﺞ، ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﻑ ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ
ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻠﻄﻬﺎﺭﺓ ﺩﺧﻞ ﻋﻈﻴﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺼﺤﺔ
ﻭﺍﻟﺒﻄﻼﻥ. ﻫﺬﻱ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ.
ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻫﺬﺍ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻴﺾ ﻏﻴﺮ ﺍﻻﺳﺘﺤﺎﺿﺔ،
ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻣﺨﺘﻠﻒ. ﻓﺎﻟﺤﻴﺾ ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺀ ﺍﻣﺘﻨﻌﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﻦ
ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻄﻮﺍﻑ ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ، ﻭﻣﻦ ﻣﺲّ ﺍﻟﻤﺼﺤﻒ ﻷﻧﻬﺎ
ﻟﻴﺴﺖ ﻃﺎﻫﺮﺓ، ﻭﺍﻣﺘﻨﻊ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﻤﺎﻋﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﺘﻬﻲ
ﻋﺪﺓ ﺣﻴﻀﺘﻬﺎ ﻭﺗﻐﺘﺴﻞ، ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺣﺮﺍﻣﺎً ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺃﺻﺒﺢ ﺣﻼﻻ.
ﺃﻣﺎ ﺍﻻﺳﺘﺤﺎﺿﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺭﻛﻀﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﻭ ﻫﻮ ﻋﺮﻕ
) ﻛﻠﻤﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻔﻬﻮﻣﺔ( ﻳﻨﻔﺠﺮ ﻓﻼ )ﻛﻠﻤﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻔﻬﻮﻣﺔ( ﺍﻟﺪﻡ
ﻻ ﻳﻨﻜﻒ ﻳﻈﻞ ﻳﺴﻴﻞ، ﻓﻠﻬﺎ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺍﺕ، ﺇﻥ ﺍﻏﺘﺴﻠﺖ
ﻟﻠﻔﺮﺿﻴﻦ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﻭﺍﻟﻌﺼﺮ ﻭﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻭﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﻭﺻﻠَّﺖ ﺟﻤﻌﺎً
ﻓﻬﺬﺍ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ – ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ – ﺃَﺣَﺐُّ
ﺍﻷﻣﺮﻳﻦ، ﻭﺇﻥ ﺗﻮﺿﺄﺕ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﻏﺘﺴﺎﻝ ﻟﻜﻞ ﻓﺮﻳﻀﺔ ﺑﻌﺪ
ﺩﺧﻮﻝ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻭﺻﻠَّﺖ ﻓﺼﻼﺗﻬﺎ ﺻﺤﻴﺤﺔ، ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺤﺎﺿﺔ ﻻ
ﺗﺘﺮﻙ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺣﺘﻰ ﺗُﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺤﺎﺿﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﻴﻀﺔ، ﻓﺈﺫﺍ
ﺟﺎﺀﺕ ﺍﻟﺤﻴﻀﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﺤﺎﺿﺔ ﻭﺩﻣﻬﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﺗَﻤﻴَّﺰ ﺍﻟﺪﻡ، ﺟﺎﺀ
ﺩﻡ ﻟﻮﻧﻪ ﺃﺳﻮﺩ، ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻴﺾ ﻋﻠﻰ ﺩﻡ ﺭﻗﻴﻖ ﺃﺻﻔﺮ
ﻓﺘﻌﺮﻑ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﺎﺿﺔ ﺗﻤﻴِّﺰ ﺑﺎﻟﻠﻮﻥ، ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻡ
ﺍﻟﺠِﺒِﻠَّﺔ ﺍﻟّﻲ ﻫﻮ ﺩﻡ ﺍﻟﺤﻴﺾ ﺗﻌﺮﻓﻪ ﺑﺴﻮﺍﺩﻩ ﻭﻟﻪ ﻣﻘﺪﻣﺎﺕ
ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻳﻌﺮﻓﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﻐﺺ، ﻭﻟﻪ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺃﻳﻀﺎً ﺗﺨﺘﻠﻒ
ﻋﻦ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺩﻡ ﺍﻻﺳﺘﺤﺎﺿﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻬﺎ ﺍﻻﺳﺘﺤﺎﺿﺔ ﺭﺍﺋﺤﺔ
ﺗﺆﺫﻱ، ﻓﺘَﻜُﻒّْ، ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﺎﺿﺔ ﺗﻜﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ. ﻓﺈﺫﺍ
ﺍﻧﺼﺮﻓﺖ ﺍﻟﺤﻴﻀﺔ ﺳﻮﺍﺀً ﺗﻌﺮﻑ ﻣﺪﺗﻬﺎ ﺃﻭ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺑﻨﺎﺕ
ﺟﻨﺴﻬﺎ، ﻓﺘﻌﺎﻣَﻞ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺻﺤﺔ
ﺟﻤﺎﻋﻬﺎ، ﻭﺻﺤﺔ ﺻﻼﺗﻬﺎ، ﻭﻃﻮﺍﻓﻬﺎ ﺍﻟﺒﻴﺖ، ﻭﻣﺲ
ﺍﻟﻤﺼﺤﻒ، ﻭﻏﻴﺮﻩ.
ﻓﻬﺬﻱ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺩﻗﻴﻘﺔ، ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻭﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻬﺎ
ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺮﺭ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻬﺎ
ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ، ﻭﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﻃﺎﻟﺐ

ﻋﻠﻢ، ﻭﻳﺨﻄﺊ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻣَﻦ ﻳﺰﻫِّﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ
ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻀﻼﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻃﻼﺏ
ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻟﻴﻌﺮﻓﻮﺍ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻠﻪ . ﻫﺬﻱ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻜﻢ،
ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻳﺰﻫﺪﻭﻫﻢ: ﺍﺗﺮﻛﻮﺍ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺤﻴﺾ ﻭﺍﻟﻨﻔﺎﺱ
ﺍﺗﺮﻛﻮﻩ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟﺠﻬﺎﺩ! ﻛﻼﻡ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺗﻀﻴﻴﻊ ﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ، ﻗﺒﻞ
ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻓُﺮﺿﺖ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ. ﻭﻛﻴﻒ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﺆﺩﻱ ﺻﻼﺗﻪ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﻃﻬﺎﺭﺗﻪ؟
ﻭﻛﻴﻒ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﺆﺩﻱ ﺻﻼﺗﻬﺎ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻥ
ﺗﻌﺮﻑ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﻃﻬﺎﺭﺗﻬﺎ ﻭﺗﻤﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻻ ﺗﺼﺢ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗﺼﺢ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﺇﻻ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ
ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ؟ ﻓﺎﻟﺬﻱ ﻳﺰﻫِّﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﺎﻫﻞ ﺃﻭ ﻣﻀﻠِّﻞ ﻟﻠﻨﺎﺱ،
ﻳﻀﻠﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
ﻭﺟﺎﺀﺕ ﺑﻪ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﻳﻘﻮﻝ : ﺍﺗﺮﻛﻮﻩ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ .
__________________
"1 ﻣﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﻄﻬﻮﺭ، ﻭﺗﺤﺮﻳﻤﻬﺎ ﺍﻟﺘﻜﺒﻴﺮ، ﻭﺗﺤﻠﻴﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ " ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ) ﺑﺎﺏ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺃﻥ ﻣﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﺍﻟﻄﻬﻮﺭ 3(ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ) ﺑﺎﺏ ﻣﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﻄﻬﻮﺭ 276-275(ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ .

ﺍﻟﻠﻔﻂ . ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﺑﻠﻔﻆ " ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺻﻼﺓ ﺑﻐﻴﺮ ﻃﻬﻮﺭ ، ﻭﻻ ﺻﺪﻗﺔ ﻣﻦ ﻏﻠﻮﻝ " ﺻﺤﺤﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ)ﺟﺎﻣﻊ
ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ1(.
ﻣﻔﺮﻏﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ]ﻫﻨﺎ
2 ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ) 6954 ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺤﻴﻞ( ، ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ) 55 ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ( ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ. 3ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻤﻠﻘﻦ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﻝ : ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺮﻭﻑ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺰﻳﻠﻌﻲ ﻓﻲ ﺗﺨﺮﻳﺞ ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ : ﻏﺮﻳﺐ ﺑﻬﺬﺍ

جزااك الله خيرااا شرح رائع

رحمك الله…….ورزقك ذرية طيبة من غير ضراء مضرية ولا فتنة مضلة انه سميع الدعااااااااء اااااااامييييين
اللهم ااااااااامين جزاااك الله خيراااا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.