ﻣﻘﺪﻣﺔ
ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ، ﻧﺤﻤﺪﻩ ﻭﻧﺴﺘﻌﻴﻨﻪ ﻭﻧﺴﺘﻐﻔﺮﻩ ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺷﺮﻭﺭ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﻣﻦ ﺳﻴﺌﺎﺕ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ .
ﻣﻦ ﻳﻬﺪﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻼ ﻣﻀﻞ ﻟﻪ ، ﻭﻣﻦ ﻳﻀﻠﻞ ﻓﻼ ﻫﺎﺩﻱ ﻟﻪ ، ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ، ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ
ﻣﺤﻤﺪﺍً ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ .
}ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺍﺗَّﻘُﻮﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺣَﻖَّ ﺗُﻘَﺎﺗِﻪِ ﻭَﻻ ﺗَﻤُﻮﺗُﻦَّ ﺇِﻟَّﺎ ﻭَﺃَﻧْﺘُﻢْ ﻣُﺴْﻠِﻤُﻮﻥَ ){ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ (102:
}ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟﻨَّﺎﺱُ ﺍﺗَّﻘُﻮﺍ ﺭَﺑَّﻜُﻢُ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺧَﻠَﻘَﻜُﻢْ ﻣِﻦْ ﻧَﻔْﺲٍ ﻭَﺍﺣِﺪَﺓٍ ﻭَﺧَﻠَﻖَ ﻣِﻨْﻬَﺎ ﺯَﻭْﺟَﻬَﺎ ﻭَﺑَﺚَّ ﻣِﻨْﻬُﻤَﺎ ﺭِﺟَﺎﻻً ﻛَﺜِﻴﺮﺍً ﻭَﻧِﺴَﺎﺀً ﻭَﺍﺗَّﻘُﻮﺍ
ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺗَﺴَﺎﺀَﻟُﻮﻥَ ﺑِﻪِ ﻭَﺍﻟْﺄَﺭْﺣَﺎﻡَ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻛَﺎﻥَ ﻋَﻠَﻴْﻜُﻢْ ﺭَﻗِﻴﺒﺎً ){ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ (1:
}ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺍﺗَّﻘُﻮﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻗُﻮﻟُﻮﺍ ﻗَﻮْﻻً ﺳَﺪِﻳﺪﺍً . ﻳُﺼْﻠِﺢْ ﻟَﻜُﻢْ ﺃَﻋْﻤَﺎﻟَﻜُﻢْ ﻭَﻳَﻐْﻔِﺮْ ﻟَﻜُﻢْ ﺫُﻧُﻮﺑَﻜُﻢْ ﻭَﻣَﻦْ ﻳُﻄِﻊِ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﺭَﺳُﻮﻟَﻪُ
ﻓَﻘَﺪْ ﻓَﺎﺯَ ﻓَﻮْﺯﺍً ﻋَﻈِﻴﻤﺎً { )ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ (71-70: .
ﻭﺑﻌﺪ : ﻓﻬﺬﻩ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ (1) ﺍﻟﻨﻔﻊ ﻭﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﻟﻠﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻳﺠﻴﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻭﻫﻮ ﻓﻀﻴﻠﺔ
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻧﺎﺻﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻧﻔﻊ ﺑﻪ ، ﻳﺠﻴﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺆﺍﻝ ﻳﺪﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻐﻴﻮﺭﻳﻦ
ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻤﻠﻮﻧﻪ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻭﻳﺸﻐﻠﻮﻥ ﻓﻜﺮﻫﻢ ﺑﻪ ﻟﻴﻼً ﻭﻧﻬﺎﺭﺍً ﻭﻣﺠﻤﻞ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻫﻮ :
ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺨﺬﻭﻧﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻬﻢ ﻭﻳﻀﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ
ﺍﻟﻼﺋﻖ ﺑﻬﻢ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻣﻢ ؟
ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻧﻔﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﻣﻔﺼﻠﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ . ﻭﻟﻤﺎ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺔ ، ﺭﺃﻳﻨﺎ
ﻧﺸﺮﻫﺎ . ﻓﺄﺳﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﻊ ﺑﻬﺎ ﻭﺃﻥ ﻳﻬﺪﻱ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺤﺐ ﻭﻳﺮﺿﻰ ﺇﻧﻪ ﺟﻮﺍﺩ ﻛﺮﻳﻢ .
ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺃﻭﻻً ﻳﺎ ﺩﻋﺎﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ
ﺳﺆﺍﻝ : ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻻ ﺷﻚ ﺃﻧﻜﻢ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﺑﺄﻥ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﻭﺍﻗﻊ ﻣﺮﻳﺮ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﺑﺎﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ، ﻭﻣﺴﺎﺋﻞ
ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ، ﻭﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﻭﺇﻫﻤﺎﻝ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﺑﻘﺎﻉ ﺍﻷﺭﺽ ﻃﺒﻘﺎً ﻟﻠﻌﻘﻴﺪﺓ
ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﻠﺤﺖ ﺑﻪ ﺍﻷﻣﺔ ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﻟﻴﻢ ﻻ ﺷﻚ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﻭﻟﺪ ﻏﻴﺮﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺨﻠﺼﻴﻦ ﻭﺭﻏﺒﺔ
ﻓﻲ ﺗﻐﻴﻴﺮﻩ ﻭﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﺨﻠﻞ ، ﺇﻻ ﺃﻧﻬﻢ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺇﺻﻼﺡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ؛ ﻻﺧﺘﻼﻑ ﻣﺸﺎﺭﺑﻬﻢ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ
ﻭﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ – ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻠﻢ ﺫﻟﻚ ﻓﻀﻴﻠﺘﻜﻢ – ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺍﺩﻋﺖ
ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻭﺍﻟﻔﻼﺡ ، ﺑﻞ ﺗﺴﺒﺒﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ
ﻟﻸﻣﺔ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﻭﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﻨﻜﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﺋﺐ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ، ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻨﺎﻫﺠﻬﺎ ﻭﻋﻘﺎﺋﺪﻫﺎ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻷﻣﺮ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ؛ ﻣﻤﺎ ﺗﺮﻙ ﺍﻷﺛﺮ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺮﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ – ﻭﺧﺼﻮﺻﺎً ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻣﻨﻬﻢ –
ﻓﻲ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ، ﻭﻗﺪ ﻳﺸﻌﺮ ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﻟﻤﺘﻤﺴﻚ ﺑﻤﻨﻬﺎﺝ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﺍﻟﻤﺘﺒﻊ ﻟﺴﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ،
ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻟﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻹﺳﻼﻡ ؛ ﻗﺪ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﺣﻤﻞ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺇﺻﻼﺣﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﻋﻼﺟﻪ .
ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﻧﺼﻴﺤﺘﻜﻢ ﻷﺗﺒﺎﻉ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ؟
ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﻨﺎﻓﻌﺔ ﺍﻟﻨﺎﺟﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ؟
ﻭﻛﻴﻒ ﺗﺒﺮﺃ ﺫﻣﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ؟
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ
ﻳﺠﺐ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺃﻭﻻً ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﺳﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ :
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ – ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺫﻛﺮﻩ ﺁﻧﻔﺎً – ﻣﻦ ﺳﻮﺀ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ، ﻧﻘﻮﻝ : ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﻟﻴﻢ ﻟﻴﺲ
ﺷﺮﺍً ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺑﻌﺚ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ؛ﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ
ﺑﻴﻨﻨﺎ ، ﻭﻛﻤﺎﻟﻬﺎ ، ﻭﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻖ ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﺪﻱ ﺑﻪ ، ﻭﺗﺪﻋﻮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ :ﻋﻘﻴﺪﺓ ،
ﻭﻋﺒﺎﺩﺓ ، ﻭﺳﻠﻮﻛﺎً ، ﻭﻣﻨﻬﺠﺎً ، ﻭﻻ ﺷﻚ ﺑﺄﻥ ﻭﺍﻗﻊ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻣﻤﺎﺛﻞ ﻟﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻃﻮﺍﺋﻒ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ .!
ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻧﻘﻮﻝ : ﺍﻟﻌﻼﺝ ﻫﻮ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻌﻼﺝ ،ﻭﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﻫﻮ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ، ﻓﺒﻤﺜﻞ ﻣﺎ ﻋﺎﻟﺞ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ، ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻴﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ – ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ – ﺃﻥ ﻳﻌﺎﻟﺠﻮﺍ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻟﻤﻌﻨﻰ " ﻻ ﺇﻟﻪ
ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ " ، ﻭﻳﻌﺎﻟﺠﻮﺍ ﻭﺍﻗﻌﻬﻢ ﺍﻷﻟﻴﻢ ﺑﺬﺍﻙ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﻭﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﻧﻔﺴﻪ . ﻭﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬﺍ ﻭﺍﺿﺢ ﺟﺪﺍً ؛ ﺇﺫﺍ ﺗﺪﺑﺮﻧﺎ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ
ﻭﺟﻞ } ﻟَﻘَﺪْ ﻛَﺎﻥَ ﻟَﻜُﻢْ ﻓِﻲ ﺭَﺳُﻮﻝِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺃُﺳْﻮَﺓٌ ﺣَﺴَﻨَﺔٌ ﻟِﻤَﻦْ ﻛَﺎﻥَ ﻳَﺮْﺟُﻮ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﺍﻟْﻴَﻮْﻡَ ﺍﻟْﺂﺧِﺮَ ﻭَﺫَﻛَﺮَ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻛَﺜِﻴﺮﺍً {
)ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ (21: .
ﻓﺮﺳﻮﻟﻨﺎ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻫﻮ ﺍﻷﺳﻮﺓ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ﻭﻓﻲ ﻛﻞ
ﻭﻗﺖ ﻭﺣﻴﻦ ، ﻭﻳﻘﺘﻀﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺒﺪﺃ ﺑﻤﺎ ﺑﺪﺃ ﺑﻪ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻫﻮ ﺇﺻﻼﺡ ﻣﺎ ﻓﺴﺪ ﻣﻦ ﻋﻘﺎﺋﺪ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺃﻭﻻً ، ﻭﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﺗﻬﻢ ﺛﺎﻧﻴﺎً ، ﻭﻣﻦ ﺳﻠﻮﻛﻬﻢ ﺛﺎﻟﺜﺎً .ﻭﻟﺴﺖ ﺃﻋﻨﻲ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﻓﺼﻞ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﺪﺀﺍً
ﺑﺎﻷﻫﻢ ﺛﻢ ﺍﻟﻤﻬﻢ ، ﺛﻢ ﻣﺎ ﺩﻭﻧﻪ ! ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍً ﻛﺒﻴﺮﺍً ، ﻭﺃﻋﻨﻲ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ، ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻷﺻﺢ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ : ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﻨﻬﻢ ؛ﻷﻥ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﺍﻟﻴﻮﻡ – ﻣﻊ ﺍﻷﺳﻒ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ – ﻳﺪﺧﻞ
ﻓﻴﻬﻢ ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺮ ﻣﺪﻗﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ، ﻓﺼﺎﺭﻭﺍ ﻳﻌﺪﻭﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺩﻋﺎﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ، ﻭﺇﺫﺍ ﺗﺬﻛﺮﻧﺎ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ – ﻻ ﺃﻗﻮﻝ : ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﺟﻤﻴﻌﺎً – ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻝ : "ﻓﺎﻗﺪ ﺍﻟﺸﻲﺀ
ﻻ ﻳﻌﻄﻴﻪ " / ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﺄﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍً ﻳﻌﺪﻭﻥ ﺑﺎﻟﻤﻼﻳﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺗﻨﺼﺮﻑ ﺍﻷﻧﻈﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﻢ
ﺣﻴﻦ ﻳﻄﻠﻖ ﻟﻔﻈﺔ : ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ . ﻭﺃﻋﻨﻲ ﺑﻬﻢ : ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ، ﺃﻭ : ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ " ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﺄﻛﺜﺮﻫﻢ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ
ﻭﺟﻞ : } ﻭَﻟَﻜِﻦَّ ﺃَﻛْﺜَﺮَ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﻻ ﻳَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ ){ﻷﻋﺮﺍﻑ : ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ (187 .
ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺩﻋﻮﺗﻬﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻗﺪ ﺃﻋﺮﺿﻮﺍ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻷﺻﻞ ﺍﻷﻭﻝ – ﺃﻭ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺍﻷﻫﻢ – ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ
ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻛﺮﺕ ﺁﻧﻔﺎً ، ﻭﺃﻋﻨﻲ : ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ، ﻭﺃﻋﺮﺿﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺃ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻞ ﺑﺪﺃ ﺑﻪ ﻛﻞ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ، ﻭﻗﺪ ﺑﻴﻨﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻘﻮﻟﻪ : ﻝ } ﻭَﻟَﻘَﺪْ ﺑَﻌَﺜْﻨَﺎ ﻓِﻲ ﻛُﻞِّ ﺃُﻣَّﺔٍ ﺭَﺳُﻮﻻً ﺃَﻥِ ﺍﻋْﺒُﺪُﻭﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ
ﻭَﺍﺟْﺘَﻨِﺒُﻮﺍ ﺍﻟﻄَّﺎﻏُﻮﺕَ ){ ﺍﻟﻨﺤﻞ : ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ (36 . ﻓﻬﻢ ﻻ ﻳﻌﻨﻮﻥ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻷﺻﻴﻞ ﻭﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ –
ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺟﻤﻴﻌﺎً – ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻡ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻭﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ﺃﻻ ﻭﻫﻮ
ﻧﻮﺡ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ ، ﻭﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻷﺣﻜﺎﻡ
ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻼﺕ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﻷﻧﻪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺨﺎﺗﻢ ﻟﻠﺸﺮﺍﺋﻊ ﻭﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﻟﺒﺚ ﻧﻮﺡ
ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ ﺇﻻ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎً ﻳﺼﺮﻑ ﻭﻗﺘﻪ ﻭﺟﻞ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﻟﻠﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺃﻋﺮﺽ ﻗﻮﻣﻪ ﻋﻦ
ﺩﻋﻮﺗﻪ ﻛﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ – ﻋﺰ ﻭﺟﻞ – ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﺤﻜﻢ ﺍﻟﺘﻨﺰﻳﻞ } ﻭَﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﻻ ﺗَﺬَﺭُﻥَّ ﺁﻟِﻬَﺘَﻜُﻢْ ﻭَﻻ ﺗَﺬَﺭُﻥَّ ﻭَﺩّﺍً ﻭَﻻ ﺳُﻮَﺍﻋﺎً ﻭَﻻ
ﻳَﻐُﻮﺙَ ﻭَﻳَﻌُﻮﻕَ ﻭَﻧَﺴْﺮﺍً { )ﻧﻮﺡ (23: .
ﻓﻬﺬﺍ ﻳﺪﻝ ﺩﻻﻟﺔ ﻗﺎﻃﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺃﻫﻢ ﺷﻲﺀ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﺇﻟﻰ " ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺤﻖ " ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻪ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻫﻮ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﻫﻮ ﻣﻌﻨﻰ ﻗﻮﻟﻪ – ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ – }:ﻓَﺎﻋْﻠَﻢْ ﺃَﻧَّﻪُ ﻻ ﺇِﻟَﻪَ ﺇِﻟَّﺎ ﺍﻟﻠَّﻪُ ){ﻣﺤﻤﺪ : ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ (19 .
ﻫﻜﺬﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻤﻼً ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﺎً .
ﺃﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ : ﻓﻼ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺑﺤﺚ ، ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻤﻜﻲ ﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻌﻠﻪ ﻭﺩﻋﻮﺗﻪ
ﻣﺤﺼﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻓﻲ ﺩﻋﻮﺓ ﻗﻮﻣﻪ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ .
ﺃﻣﺎ ﺗﻌﻠﻴﻤﺎً : ﻓﻔﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ – ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ – ﺍﻟﻮﺍﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺭﺳﻞ ﻣﻌﺎﺫﺍً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ : " ﻟﻴﻜﻦ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﺗﺪﻋﻮﻫﻢ ﺇﻟﻴﻪ : ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻓﺈﻥ ﻫﻢ ﺃﻃﺎﻋﻮﻙ
ﻟﺬﻟﻚ (1)"….. . ﺇﻟﺦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ .ﻭﻫﻮ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻭﻣﺸﻬﻮﺭ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ .
ﺇﺫﺍً ، ﻗﺪ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺃﻥ ﻳﺒﺪﺅﻭﺍ ﺑﻤﺎ ﺑﺪﺃ ﺑﻪ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ، ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ
ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺮﻗﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﺟﺪﺍً ﺑﻴﻦ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ – ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺇﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻔﻬﻤﻮﻥ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﺑﻠﻐﺘﻬﻢ – ، ﻭﺑﻴﻦ
ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ : ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ؛ ﻷﻧﻬﻢ ﻗﺎﺋﻠﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻣﺬﺍﻫﺒﻬﻢ ﻭﻃﺮﺍﺋﻘﻬﻢ ﻭﻋﻘﺎﺋﺪﻫﻢ ، ﻓﻜﻠﻬﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ : ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺃﻥ ﻳﻔﻬﻤﻮﺍ –
ﺃﻛﺜﺮ – ﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﻓﺮﻕ ﺟﻮﻫﺮﻱ – ﺟﺪﺍً – ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻷﻭﻟﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺇﺫﺍ
ﺩﻋﺎﻫﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ : ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺴﺘﻜﺒﺮﻭﻥ ، ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺒﻴﻦ ﻓﻲ ﺻﺮﻳﺢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ (2) ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺴﺘﻜﺒﺮﻭﻥ ؟ ؛ ﻷﻧﻬﻢ ﻳﻔﻬﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺘﺨﺬﻭﺍ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧﺪﺍﺩﺍً ﻭﺃﻻ ﻳﻌﺒﺪﻭﺍ ﺇﻻ
ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻫﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ ﻏﻴﺮﻩ ، ﻓﻬﻢ ﻳﻨﺎﺩﻭﻥ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﺴﺘﻐﻴﺜﻮﻥ ﺑﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ؛ ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺬﺭ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ،
ﻭﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺍﻟﺬﺑﺢ ﻟﻐﻴﺮﻩ ﻭﺍﻟﺘﺤﺎﻛﻢ ﻟﺴﻮﺍﻩ …. ﺇﻟﺦ .
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺸﺮﻛﻴﺔ ﺍﻟﻮﺛﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻔﻌﻠﻮﻧﻬﺎ ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻟﻮﺍﺯﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ
ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ – ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ – ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﺘﺒﺮﺅﻭﺍ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ؛ ﻟﻤﻨﺎﻓﺎﺗﻬﺎ ﻟﻤﻌﻨﻰ " ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ الله
….تابع
ﺃﻣﺎ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﻬﺪﻭﻥ ﺑﺄﻥ " ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ " ﻓﻬﻢ ﻻ ﻳﻔﻘﻬﻮﻥ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﺟﻴﺪﺍً ، ﺑﻞ ﻟﻌﻠﻬﻢ ﻳﻔﻬﻤﻮﻥ
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻓﻬﻤﺎً ﻣﻌﻜﻮﺳﺎً ﻭﻣﻘﻠﻮﺑﺎً ﺗﻤﺎﻣﺎً ؛ ﺃﺿﺮﺏ ﻟﺬﻟﻚ ﻣﺜﻼً : ﺑﻌﻀﻬﻢ (3) ﺃﻟﻒ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﻰ " ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ "
ﻓﻔﺴﺮﻫﺎ ": ﻻ ﺭﺏ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ !! " ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﻪ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ
ﻳﻨﻔﻌﻬﻢ ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﻫﺬﺍ ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ }: ﻭَﻟَﺌِﻦْ ﺳَﺄَﻟْﺘَﻬُﻢْ ﻣَﻦْ ﺧَﻠَﻖَ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﻭَﺍﺕِ ﻭَﺍﻟْﺄَﺭْﺽَ ﻟَﻴَﻘُﻮﻟُﻦَّ ﺍﻟﻠَّﻪ ){ ﻟﻘﻤﺎﻥ : ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ .(25
ﻓﺎﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺄﻥ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﺧﺎﻟﻘﺎً ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺠﻌﻠﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧﺪﺍﺩﺍً ﻭﺷﺮﻛﺎﺀ ﻓﻲ
ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ ، ﻓﻬﻢ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺮﺏ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻟﻜﻦ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﻌﺒﻮﺩﺍﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺭﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ – ﻫﺬﺍ
ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ – ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻤﺎﻩ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻟﻐﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ….}: ﻭَﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺍﺗَّﺨَﺬُﻭﺍ ﻣِﻦْ ﺩُﻭﻧِﻪِ ﺃَﻭْﻟِﻴَﺎﺀَ ﻣَﺎ ﻧَﻌْﺒُﺪُﻫُﻢْ ﺇِﻟَّﺎ
ﻟِﻴُﻘَﺮِّﺑُﻮﻧَﺎ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺯُﻟْﻔَﻰ ){…. ﺍﻟﺰﻣﺮ : ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ .(3
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﻗﻮﻝ : " ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ " ﻳﻠﺰﻡ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﺒﺮﺅ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ، ﺃﻣﺎ
ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ؛ ﻓﻘﺪ ﻓﺴﺮﻭﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ " ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ " ﺑـ : " ﻻ ﺭﺏ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ !! " ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺎﻝ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ : ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ " ، ﻭﻋﺒﺪ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻏﻴﺮﻩ ؛ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ ﺳﻮﺍﺀ ، ﻋﻘﻴﺪﺓ ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻇﺎﻫﺮﻩ ﺍﻹﺳﻼﻡ ؛ ﻷﻧﻪ
ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻔﻈﺔ : ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻬﻮ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻣﺴﻠﻢ ﻟﻔﻈﻴﺎً ﻇﺎﻫﺮﺍً ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻤﺎ ﻳﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً – ﺑﺼﻔﺘﻨﺎ ﺩﻋﺎﺓ
ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ- ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺟﻬﻞ ﻣﻌﻨﻰ " ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ " ﻭﻫﻮ ﻭﺍﻗﻊ ﻓﻲ ﺧﻼﻓﻬﺎ ؛
ﺑﺨﻼﻑ ﺍﻟﻤﺸﺮﻙ ؛ ﻷﻧﻪ ﻳﺄﺑﻰ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ": ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ " ﻓﻬﻮ ﻟﻴﺲ ﻣﺴﻠﻤﺎً ﻻ ﻇﺎﻫﺮﺍً ﻭﻻ ﺑﺎﻃﻨﺎً ﻓﺄﻣﺎ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻫﻢ ﻣﺴﻠﻤﻮﻥ ﻷﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ": ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺎﻟﻮﻫﺎ ﻋﺼﻤﻮﺍ ﻣﻨﻲ ﺩﻣﺎﺀﻫﻢ ﻭﺃﻣﻮﺍﻟﻬﻢ
ﺇﻻ ﺑﺤﻘﻬﺎ ﻭﺣﺴﺎﺑﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ .(4)"
ﻟﺬﻟﻚ ، ﻓﺈﻧﻲ ﺃﻗﻮﻝ ﻛﻠﻤﺔ – ﻭﻫﻲ ﻧﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ ﻣﻨﻲ – ، ﻭﻫﻲ : ﺇﻥ ﻭﺍﻗﻊ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺷﺮ ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻥ
ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻟﻤﻌﻨﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ
ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻔﻬﻤﻮﻥ ، ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻻ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ، ﺃﻣﺎ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ، ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ، ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ : ﻻ ﺇﻟﻪ
ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻻ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ –ﺣﻘﺎً – ﺑﻤﻌﻨﺎﻫﺎ (5) ، ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺄﻧﺎ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺃﻭﻝ ﻭﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ – ﺣﻘﺎً – ﻫﻮ
ﺃﻥ ﻳﺪﻧﺪﻧﻮﺍ ﺣﻮﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭﺣﻮﻝ ﺑﻴﺎﻥ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﺑﺘﻠﺨﻴﺺ ، ﺛﻢ ﺑﺘﻔﺼﻴﻞ ﻟﻮﺍﺯﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺑﺎﻹﺧﻼﺹ ﻟﻠﻪ
ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺑﻜﻞ ﺃﻧﻮﺍﻋﻬﺎ ، ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻟﻤﺎ ﺣﻜﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻗﻮﻟﻪ : } … ﻣَﺎ ﻧَﻌْﺒُﺪُﻫُﻢْ ﺇِﻟَّﺎ
ﻟِﻴُﻘَﺮِّﺑُﻮﻧَﺎ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺯُﻟْﻔَﻰ … ){ ﺍﻟﺰﻣﺮ : ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ (3 ، ﺟﻌﻞ ﻛﻞ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺗﻮﺟﻪ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻔﺮﺍً ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ : ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ
ﺍﻟﻠﻪ ؛ ﻟﻬﺬﺍ ؛ ﺃﻧﺎ ﺃﻗﻮﻝ ﺍﻟﻴﻮﻡ : ﻻ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻣﻄﻠﻘﺎً ﻣﻦ ﺗﻜﺘﻴﻞ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻣﻦ ﺗﺠﻤﻴﻌﻬﻢ ، ﺛﻢ ﺗﺮﻛﻬﻢ ﻓﻲ ﺿﻼﻟﻬﻢ ﺩﻭﻥ
ﻓﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ، ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻔﻴﺪﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻵﺧﺮﺓ ! ﻧﺤﻦ ﻧﻌﻠﻢ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ":
ﻣﻦ ﻣﺎﺕ ﻭﻫﻮ ﻳﺸﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺨﻠﺼﺎً ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﺣﺮﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺪﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ " ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺃﺧﺮﻱ ": ﺩﺧﻞ
ﺍﻟﺠﻨﺔ (6)" . ﻓﻴﻤﻜﻦ ﺿﻤﺎﻥ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻟﻤﻦ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻣﺨﻠﺼﺎً ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺪ ﻷﻱ ﻭﻋﺬﺍﺏ ﻳﻤﺲ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ، ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪ
ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ، ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﻌﺬﺏ ﺑﻨﺎﺀً ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺍﺭﺗﻜﺐ ﻭﺍﺟﺘﺮﺡ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻭﺍﻵﺛﺎﻡ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺳﻴﻜﻮﻥ
ﻣﺼﻴﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﺠﻨﺔ ، ﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ؛ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ ، ﻭﻟﻤﺎ ﻳﺪﺧﻞ
ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻗﻠﺒﻪ ؛ ﻓﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﻔﻴﺪﻩ ﺷﻴﺌﺎً ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ، ﻗﺪ ﻳﻔﻴﺪﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ
ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻗﻮﺓ ﻭﺳﻠﻄﺎﻥ ، ﻭﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻓﻼ ﻳﻔﻴﺪ ﺷﻴﺌﺎً ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺋﻼً ﻟﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻓﺎﻫﻢ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﺃﻭﻻً ، ﻭﻣﻌﺘﻘﺪﺍً
ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺛﺎﻧﻴﺎً ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﻗﺘﺮﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ؛ ﺃﻇﻦ
ﺃﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﻬﺎ ﻏﺎﻓﻠﻮﻥ ! ﻭﻫﻲ : ﻻ ﻳﻠﺰﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻞ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﺮﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﻳﻦ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮ
ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺆﻣﻨﺎً ، ﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﺻﺎﺩﻕ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺪﻋﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪ ﻟﻬﻢ ﺑﻬﺎ ﺭﺑﻨﺎ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ
ﺣﻴﻦ ﻗﺎﻝ …}:ﻳَﻌْﺮِﻓُﻮﻧَﻪُ ﻛَﻤَﺎ ﻳَﻌْﺮِﻓُﻮﻥَ ﺃَﺑْﻨَﺎﺀَﻫُﻢْ {…. )ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ : ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ .(146 ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﺃﻏﻨﺖ ﻋﻨﻬﻢ
ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﻴﺌﺎً ﻟﻤﺎﺫﺍ ؟ ﻷﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺼﺪﻗﻮﻩ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺪﻋﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺗﺴﺒﻘﻪ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﻻ
ﺗﻜﻔﻲ ﻭﺣﺪﻫﺎ ، ﺑﻞ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﺮﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻹﺫﻋﺎﻥ ، ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻮﻟﻰ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﻣﺤﻜﻢ ﺍﻟﺘﻨﺰﻳﻞ :
}ﻓَﺎﻋْﻠَﻢْ ﺃَﻧَّﻪُ ﻻ ﺇِﻟَﻪَ ﺇِﻟَّﺎ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻭَﺍﺳْﺘَﻐْﻔِﺮْ ﻟِﺬَﻧْﺒِﻚَ ){…… ﻣﺤﻤﺪ : ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ .(19
ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ، ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ : ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ ؛ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻀﻢ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺑﺈﻳﺠﺎﺯ ﺛﻢ
ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ، ﻓﺈﺫﺍ ﻋﺮﻑ ﻭﺻﺪﻕ ﻭﺁﻣﻦ ؛ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﺪﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻛﺮﺕ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺁﻧﻔﺎً ، ﻭﻣﻨﻬﺎ
ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﺸﻴﺮﺍً ﺇﻟﻰ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮﺗﻪ ﺁﻧﻔﺎً : " ﻣﻦ ﻗﺎﻝ : ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻧﻔﻌﺘﻪ
ﻳﻮﻣﺎً ﻣﻦ ﺩﻫﺮﻩ .(7)"
ﺃﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻣﻨﺠﻴﺔ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ – ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻛﺮﺭﻩ ﻟﻜﻲ ﻳﺮﺳﺦ ﻓﻲ
ﺍﻷﺫﻫﺎﻥ – ﻭﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﻗﺎﻡ ﺑﻤﻘﺘﻀﺎﻫﺎ ﻣﻦ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻭﺍﻻﻧﺘﻬﺎﺀ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ
ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻭﻗﺎﻡ ﺑﻤﺎ ﻳﻘﺘﻀﻴﻪ ﻭﻳﺴﺘﻠﺰﻣﻪ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﻠﺒﻴﺔ – ﻭﺍﻟﻈﺎﻫﺮﻳﺔ ﺣﺴﺐ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ
ﻭﻓﻴﻪ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻣﺤﻞ ﺑﺴﻄﻪ (8)- ؛ ﻭﻫﻮ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﺸﻴﺌﺔ ، ﻭﻗﺪ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺟﺰﺍﺀ ﻣﺎ ﺍﺭﺗﻜﺐ ﺃﻭ ﻓﻌﻞ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﺃﻭ ﺃﺧﻞ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ، ﺛﻢ ﺗﻨﺠﻴﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺃﻭ ﻳﻌﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺑﻔﻀﻞ ﻣﻨﻪ ﻭﻛﺮﻣﻪ ، ﻭﻫﺬﺍ
ﻣﻌﻨﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻡ ﺫﻛﺮﻩ : " ﻣﻦ ﻗﺎﻝ : ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻧﻔﻌﺘﻪ ﻳﻮﻣﺎً ﻣﻦ ﺩﻫﺮﻩ (9)" ، ﺃﻣﺎ ﻣﻦ
ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﻔﻘﻪ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ، ﺃﻭ ﻓﻘﻪ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ؛ ﻓﻬﺬﺍ ﻻ ﻳﻨﻔﻌﻪ ﻗﻮﻟﻪ : ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ،
ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺟﻠﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻵﺟﻠﺔ .
ﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺃﻭ ﺗﻜﺘﻞ ﺇﺳﻼﻣﻲ ﻳﺴﻌﻰ – ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﺣﺜﻴﺜﺎً – ﺇﻟﻰ ﻣﺎ
ﺗﺪﻧﺪﻥ ﺑﻪ ﻛﻞ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﻭ ﺟﻠﻬﺎ ، ﻭﻫﻮ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻜﻢ ﺑﻤﺎ
ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺃﺭﺽ ﻻ ﺗﺤﻜﻢ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺃﻭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺤﻘﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ
– ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺟﻤﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻌﻲ – ﺣﺜﻴﺜﺎً ﺇﻟﻰ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ – ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺒﺪﺀ ﺑﻤﺎ ﺑﺪﺃ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻭﺃﻋﻴﺪ ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﻻ ﺃﻋﻨﻰ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻷﻫﻢ ﻓﺎﻟﻤﻬﻢ ﻭﻣﺎ ﺩﻭﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﻭﻓﻬﻢ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺗﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺑﺈﻛﻤﺎﻟﻪ ﻟﺪﻳﻨﻪ ! ﺑﻞ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﺃﻥ
ﻳﺤﻤﻠﻮﺍ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻛُﻼً ﻻ ﻳﺘﺠﺰﺃ ، ﻭﺃﻧﺎ ﺣﻴﻦ ﺃﻗﻮﻝ ﻫﺬﺍ – ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻼﺻﺘﻪ : ﺃﻥ ﻳﻬﺘﻢ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻮﻥ
ﺣﻘﺎً ﺑﺄﻫﻢ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ، ﻭﻫﻮ ﺗﻔﻬﻴﻢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺍﻟﻨﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ " ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ " ،
ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﺮﻋﻲ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻳﻔﻬﻢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﻘﻂ ﺃﻥ ﻣﻌﻨﻰ ": ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ " ، ﻫﻮ ﻻ ﻣﻌﺒﻮﺩ
ﺑﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻘﻂ ! ﺑﻞ ﻫﺬﻩ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺃﻳﻀﺎً ﺃﻥ ﻳﻔﻬﻢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻌﺒﺪ ﺭﺑﻨﺎ – ﻋﺰ ﻭﺟﻞ –
ﺑﻬﺎ ، ﻭﻻ ﻳﻮﺟﻪ ﺷﻲﺀ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ، ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﺮﻥ ﺑﻴﺎﻧﻪ ﺃﻳﻀﺎً ﺑﺬﻟﻚ
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﻮﺟﺰ ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ، ﻭﻳﺤﺴﻦ ﺃﻥ ﺃﺿﺮﺏ ﻣﺜﻼً – ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺜﻞ ، ﺣﺴﺒﻤﺎ ﻳﺒﺪﻭ ﻟﻲ – ﻷﻥ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ
ﺍﻹﺟﻤﺎﻟﻲ ﻻ ﻳﻜﻔﻲ .
ﺃﻗﻮﻝ : ﺇﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪﻳﻦ ﺣﻘﺎً ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻮﺟﻬﻮﻥ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ،
ﺫﻫﻨﻬﻢ ﺧﺎﻝ ﻣﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎﺀ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ، ﻓﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ
ﺍﻟﻤﻮﺣﺪﻳﻦ ﻳﻤﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﻭﻫﻢ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺘﺒﻬﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﻀﻤﻨﺘﻪ ،
ﻣﻊ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻤﺎﻡ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ، ﺧﺬﻭﺍ ﻣﺜﻼً ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻌﻠﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ، ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺧﻠﻘﻪ ، ﺃﻧﺎ ﺃﻋﺮﻑ
ﺑﺎﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺃﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺇﺧﻮﺍﻧﻨﺎ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪﻳﻦ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﻴﻦ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﻣﻌﻨﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﺍﺳﺘﻮﻯ ﺩﻭﻥ
ﺗﺄﻭﻳﻞ ، ﻭﺩﻭﻥ ﺗﻜﻴﻴﻒ ، ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﺣﻴﻦ ﻳﺄﺗﻴﻬﻢ ﻣﻌﺘﺰﻟﻴﻮﻥ ﻋﺼﺮﻳﻮﻥ ،ﺃﻭ ﺟﻬﻤﻴﻮﻥ ﻋﺼﺮﻳﻮﻥ ، ﺃﻭ ﻣﺎﺗﺮﻳﺪﻱ ﺃﻭ ﺃﺷﻌﺮﻱ
ﻭﻳﻠﻘﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﺷﺒﻬﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻫﺮ ﺁﻳﺔ ﻻ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﻤﻮﺳﻮﺱ ﻭﻻ ﺍﻟﻤﻮﺳﻮﺱ ﺇﻟﻴﻪ ، ﻓﻴﺤﺎﺭ ﻓﻲ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ، ﻭﻳﻀﻞ
ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻌﻴﺪﺍً ، ﻟﻤﺎﺫﺍ؟ ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻠﻖ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﺽ ﻟﺒﻴﺎﻧﻬﺎ ﻛﺘﺎﺏ ﺭﺑﻨﺎ – ﻋﺰ ﻭﺟﻞ –
ﻭﺣﺪﻳﺚ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻓﺤﻴﻨﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ : ﺍﻟﻠﻪ – ﻋﺰ ﻭﺟﻞ – ﻳﻘﻮﻝ : } ﺃَﺃَﻣِﻨْﺘُﻢْ
ﻣَﻦْ ﻓِﻲ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀِ {…. ) ﺍﻟﻤﻠﻚ : ﺍﻵﻳﺘﺎﻥ .(16-15 ﻭ ﺃﻧﺘﻢ ﺗﻘﻮﻟﻮﻥ : ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺃﻧﻜﻢ ﺟﻌﻠﺘﻢ
ﻣﻌﺒﻮﺩﻛﻢ ﻓﻲ ﻇﺮﻑ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺔ !! ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻠﻘﻰ ﺷﺒﻬﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺃﻣﺎﻣﻪ
ﺃﺭﻳﺪ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﺃﻥ ﺃﺑﻴﻦ ﺃﻥ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺑﻜﻞ ﻟﻮﺍﺯﻣﻬﺎ ﻭﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺗﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻭﺍﺿﺤﺔ – ﻟﻸﺳﻒ ﻓﻲ ﺃﺫﻫﺎﻥ ﻛﺜﻴﺮ
ﻣﻤﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺑﺎﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ، ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺗﺒﻌﻮﺍ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﺍﻷﺷﻌﺮﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺎﺗﺮﻳﺪﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻬﻤﻴﺔ ﻓﻲ
ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ، ﻓﺄﻧﺎ ﺃﺭﻣﻲ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﺴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻮﺭﻩ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻠﺘﻘﻮﻥ ﻣﻌﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺇﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﺴﻬﻮﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺪﻋﻴﻬﺎ ﺑﻌﻀﻬﻢ ، ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ
ﺑﻴﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺟﺎﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﺍﻷﻭﻟﻴﻦ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﻟﻴﻘﻮﻟﻮﺍ : ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﺄﺑﻮﻥ ؛ ﻷﻧﻬﻢ ﻳﻔﻬﻤﻮﻥ
ﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ، ﻭﺑﻴﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﻳﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ؛ ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻻ ﻳﻔﻬﻤﻮﻥ
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻱ ﻫﻮ ﺍﻵﻥ ﻣﺘﺤﻘﻖ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ، ﻭﺃﻋﻨﻲ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻋﻠﻰ
ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺗﻪ ﻛﻠﻬﺎ ، ﻓﻬﺬﺍ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺎﻥ ، ﻭﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ }ﺍﻟﺮَّﺣْﻤَﻦُ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟْﻌَﺮْﺵِ ﺍﺳْﺘَﻮَﻯ ( ) ﻃـﻪ (5: .{
"ﺍﺭﺣﻤﻮﺍ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻳﺮﺣﻤﻜﻢ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ .(10)"ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﻛﻠﻤﺔ " ﻓﻲ " ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻟﻴﺴﺖ ﻇﺮﻓﻴﺔ ، ﻭﻫﻲ ﻣﺜﻞ " ﻓﻲ " ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﺃَﺃَﻣِﻨْﺘُﻢْ ﻣَﻦْ ﻓِﻲ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀِ {….
)ﺍﻟﻤﻠﻚ : ﺍﻵﻳﺘﺎﻥ .(16-15 ؛ ﻷﻥ " ﻓﻲ " ﻫﻨﺎ ﺑﻤﻌﻨﻰ " ﻋﻠﻰ " ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻛﺜﻴﺮ ﻭﻛﺜﻴﺮ ﺟﺪﺍً ؛ ﻓﻤﻦ ﺫﻟﻚ :
ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺍﻟﻤﺘﺪﺍﻭﻝ ﺑﻴﻦ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﻭﻫﻮ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﻃﺮﻗﻪ – ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ – ﺻﺤﻴﺢ ، ﻭﻣﻌﻨﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ": ﺍﺭﺣﻤﻮﺍ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ " ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﺤﺸﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺪﻳﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻷﺭﺽ ! ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ
ﺍﻷﺭﺽ ؛ ﻣﻦ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻭﺣﻴﻮﺍﻥ ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻄﺎﺑﻖ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ": … ﻳﺮﺣﻤﻜﻢ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ " ، ﺃﻱ :
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ، ﻓﻤﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻠﻤﺴﺘﺠﻴﺒﻴﻦ ﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﺤﻖ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﻨﺔ ﻣﻨﻪ ، ﻭﻳﻘﺮﺏ ﻫﺬﺍ : ﺣﺪﻳﺚ
ﺍﻟﺠﺎﺭﻳﺔ ﻭﻫﻲ ﺭﺍﻋﻴﺔ ﻏﻨﻢ ، ﻭﻫﻮ ﻣﺸﻬﻮﺭ ﻣﻌﺮﻭﻑ ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺃﺫﻛﺮ ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﻣﻨﻪ ؛ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺳﺄﻟﻬﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ": ﺃﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ؟ " ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ : ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ (11)" . ﻟﻮ ﺳﺄﻟﺖ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻛﺒﺎﺭ ﺷﻴﻮﺥ ﺍﻷﺯﻫﺮ – ﻣﺜﻼً – ﺃﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ؟
ﻟﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﻚ : ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ! ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﺠﺎﺭﻳﺔ ﺃﺟﺎﺑﺖ ﺑﺄﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ، ﻭﺃﻗﺮﻫﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻟﻤﺎﺫﺍ ؟ ؛
ﻷﻧﻬﺎ ﺃﺟﺎﺑﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻴﺶ ﺑﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺴﻤﻴﻪ ﺑﺘﻌﺒﻴﺮﻧﺎ ﺍﻟﻌﺼﺮﻱ ) ﺑﻴﺌﺔ ﺳﻠﻔﻴﺔ ( ﻟﻢ ﺗﺘﻠﻮﺙ ﺑﺄﻱ
ﺑﻴﺌﺔ ﺳﻴﺌﺔ – ﺑﺎﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ – ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺨﺮﺟﺖ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ – ﻣﻦ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ –
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﻻ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺸﺎﻋﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺗﻀﻢ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ
ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺗﻌﻢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻋﺮﻓﺖ ﺭﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻐﻨﻢ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻷﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﻠﻮﺙ ﺑﺄﻱ ﺑﻴﺌﺔ ﺳﻴﺌﺔ ؛ ﻋﺮﻓﺖ
ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎﺀﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﻫﻮ ﻣﺎﻟﻢ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻤﻦ ﻳﺪﻋﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ، ﻓﻼ
ﻳﻌﺮﻑ ﺃﻳﻦ ﺭﺑﻪ ! ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻣﺬﻛﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ، ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻗﻮﻝ : ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻮﺡ
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺤﻴﺚ ﻟﻮ ﺳﺄﻟﺖ – ﻻ ﺃﻗﻮﻝ : ﺭﺍﻋﻴﺔ ﻏﻨﻢ – ﺑﻞ ﺭﺍﻋﻲ ﺃﻣﺔ ﺃﻭ ﺟﻤﺎﻋﺔ ؛ ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﺤﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻛﻤﺎ
ﻳﺤﺎﺭ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻭﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺭﺣﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻗﻠﻴﻞ ﻣﺎ ﻫﻢ !!!
ﻓﺈﺫﺍً ، ﻓﺎﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺗﺜﺒﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﻣﻨﺎ ﺃﻻ ﻧﻤﺮ ﺑﺎﻵﻳﺎﺕ ﺩﻭﻥ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬﺪ
ﺍﻷﻭﻝ ؛ ﻷﻧﻬﻢ – ﺃﻭﻻً – ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻔﻬﻤﻮﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻴﺴﺮ ، ﻭﺛﺎﻧﻴﺎً ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻧﺤﺮﺍﻑ ﻭﺯﻳﻎ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻧﺒﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻟﻜﻼﻡ ، ﻓﻘﺎﻡ ﻣﺎ ﻳﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ، ﻓﺄﻭﺿﺎﻋﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻋﻤﺎ ﻛﺎﻥ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ ، ﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻧﺘﻮﻫﻢ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﺴﺮ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ
ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻷﻭﻝ ، ﻭﺃﻗﺮﺏ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻻ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻓﻴﻪ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﻭﻻ ﻳﻨﺘﻄﺢ ﻓﻴﻪ ﻋﻨﺰﺍﻥ – ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ – :
ﻣﻦ ﺍﻟﻴﺴﺮ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ﻳﺴﻤﻊ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺛﻢ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻲ
ﻳﺴﻤﻊ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ … ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻧﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺩ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮﻳﺔ ، ﻭﻧﺴﺄﻝ : ﻫﻞ
ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﻲﺀ ﺍﺳﻤﻪ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ؟ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ : ﻻ ، ﻭﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﻲﺀ ﺍﺳﻤﻪ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ؟
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ : ﻻ ، ﺃﻣﺎ ﺍﻵﻥ ﻓﻬﺬﺍﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻥ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻟﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ، ﻭﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﻓﺮﻭﺽ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ؛ ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻜﻲ ﻳﺘﻤﻜﻦ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺻﺤﻴﺤﺎً ﺃﻭ ﺿﻌﻴﻔﺎً ، ﻓﺎﻷﻣﺮ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﻴﺴﺮﺍً ﺳﻬﻼً ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻴﺴﺮﺍً
ﻟﻠﺼﺤﺎﺑﻲ ، ﻷﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻠﻘﻰ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺯﻛﻮﺍ ﺑﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ – ﻋﺰ ﻭﺟﻞ – ﻟﻬﻢ …. ﺇﻟﺦ .
ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﻣﻴﺴﻮﺭﺍً ﻟﻴﺲ ﻣﻴﺴﻮﺭﺍً ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺻﻔﺎﺀ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺛﻘﺔ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﻠﻘﻲ ، ﻟﻬﺬﺍ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﻫﺬﺍ
ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻣﻤﺎ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﺼﻔﺘﻨﺎ ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺤﻂ
ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻷﻭﻟﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺘﻠﻮﺙ ﺍﻟﻌﻘﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺒﺐ ﺇﺷﻜﺎﻻﺕ ﻭﺃﻭﺟﺪ ﺷﺒﻬﺎﺕ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﺍﻟﻤﻨﺤﺮﻓﻴﻦ ﻋﻦ
ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﺤﻖ ﺗﺤﺖ ﻣﺴﻤﻴﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻘﻂ ! ﻛﻤﺎ ﻳﺰﻋﻢ ﺫﻟﻚ
ﻭﻳﺪﻋﻴﻪ ﺍﻟﻤﻨﺘﺴﺒﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻜﻼﻡ .
ﻭﻳﺤﺴﻦ ﺑﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺬﻛﺮ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻭﻣﻨﻬﺎ : ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻟﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ، ﻗﺎﻝ ": ﻟﻠﻮﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺧﻤﺴﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﺟﺮ " ، ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻣﻨﺎ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﺃﻭ ﻣﻨﻬﻢ ؟ ﻗﺎﻝ : " ﻣﻨﻜﻢ (12)" .
ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻐﺮﺑﺔ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻷﻭﻝ ، ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﻏﺮﺑﺔ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻷﻭﻝ
ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻴﻦ ﺷﺮﻙ ﺻﺮﻳﺢ ﻭﺗﻮﺣﻴﺪ ﺧﺎﻝ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﺎﺋﺒﺔ ، ﺑﻴﻦ ﻛﻔﺮ ﺑﻮﺍﺡ ﻭﺇﻳﻤﺎﻥ ﺻﺎﺩﻕ ، ﺃﻣﺎ ﺍﻵﻥ ﻓﺎﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻓﺄﻛﺜﺮﻫﻢ ﺗﻮﺣﻴﺪﻩ ﻣﻠﻲﺀ ﺑﺎﻟﺸﻮﺍﺋﺐ ، ﻭﻳﻮﺟﻪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﺪﻋﻲ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ؛ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ
ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﻟﻬﺎ ﺃﻭﻻً ،ﻭ ﺛﺎﻧﻴﺎً : ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ : ﺇﻧﻨﺎ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻏﻴﺮ
ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ !! ﻷﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺩﻋﻮﺗﻪ ﺩﻋﻮﺓ ﺣﻖ ﺃﻭﻻً ، ﻓﻼ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ : ﻧﺤﻦ ﻋﺮﺏ
ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻧﺰﻝ ﺑﻠﻐﺘﻨﺎ ، ﻣﻊ ﺗﺬﻛﻴﺮﻧﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻜﺲ ﺍﻷﻋﺎﺟﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺳﺘﻌﺮﺑﻮﺍ ، ﺑﺴﺒﺐ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻋﻦ ﻟﻐﺘﻬﻢ ،
ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﺑﻌﺪﻫﻢ ﻋﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺭﺑﻬﻢ ﻭﺳﻨﺔ ﻧﺒﻴﻬﻢ ، ﻓﻬﺐ ﺃﻧﻨﺎ – ﻧﺤﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ – ﻗﺪ ﻓﻬﻤﻨﺎ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻬﻤﺎً ﺻﺤﻴﺤﺎً ،
ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﺄﻥ ﻧﻌﻤﻞ ﻋﻤﻼً ﺳﻴﺎﺳﻴﺎً ، ﻭﻧﺤﺮﻙ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﺤﺮﻳﻜﺎً ﺳﻴﺎﺳﻴﺎً ، ﻭﻧﺸﻐﻠﻬﻢ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻋﻤﺎ ﻳﺠﺐ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑﻪ ، ﻓﻲ ﻓﻬﻢ ﺍﻹﺳﻼﻡ : ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ، ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ، ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ !! ﻓﺄﻧﺎ ﻻ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ
ﺷﻌﺒﺎً ﻳﻌﺪ ﺑﺎﻟﻤﻼﻳﻴﻦ ﻗﺪ ﻓﻬﻢ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻬﻤﺎً ﺻﺤﻴﺤﺎً –ﺃﻋﻨﻲ : ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ، ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ، ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ –ﻭﺭﺑﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ.
ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻧﺤﻦ ﻧﺪﻧﺪﻥ ﺃﺑﺪﺍً ﻭﻧﺮﻛﺰ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻨﻘﻄﺘﻴﻦ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺘﻴﻦ ﺍﻟﻠﺘﻴﻦ ﻫﻤﺎ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻖ ، ﻭﻫﻤﺎ : ﺍﻟﺘﺼﻔﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ، ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﻳﻦ ﻣﻌﺎً ؛ ﺍﻟﺘﺼﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺼﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﻓﻬﻮ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ، ﻭﻫﺬﺍ – ﺑﺤﺪ ﺫﺍﺗﻪ – ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻋﻤﻼً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻭﻋﻈﻴﻤﺎً ﺃﻥ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ –
ﺃﻋﻨﻲ : ﺷﻌﺒﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ – ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻓﺘﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﺔ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ ، ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ، ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺃﺟﻼﺀ ﻓﻬﻤﻮﺍ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻬﻤﺎً ﺻﺤﻴﺤﺎً ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ، ﻟﻜﻨﻲ ﻻ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ
ﻓﺮﺩﺍً ﺃﻭ ﺍﺛﻨﻴﻦ ، ﺃﻭ ﺛﻼﺛﺔ ، ﺃﻭ ﻋﺸﺮﺓ ، ﺃﻭ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻣﻮﺍ ﺑﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﺘﺼﻔﻴﺔ ، ﺗﺼﻔﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ
ﺩﺧﻞ ﻓﻴﻪ ؛ ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ، ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ، ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ، ﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻨﻬﺾ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻗﻠﻴﻠﻮﻥ
ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﺘﺼﻔﻴﺔ ﻣﺎ ﻋﻠﻖ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺩﺧﻴﻞ ﻭﻳﺮﺑﻮﺍ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﻢ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﺳﻠﻴﻤﺔ ، ﻓﺎﻟﺘﺼﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻵﻥ
ﻣﻔﻘﻮﺩﺗﺎﻥ .
ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻟﻠﺘﺤﺮﻙ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺇﺳﻼﻣﻲ ﻻ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﺸﺮﻉ ﺁﺛﺎﺭ ﺳﻴﺌﺔ ﻗﺒﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﻘﻀﻴﺘﻴﻦ
ﺍﻟﻬﺎﻣﺘﻴﻦ ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﺤﻞ ﻣﺤﻞ ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺑﻠﺪ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﺸﺮﻉ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﺸﻮﺭﺓ ﺃﻭ ﻣﻦ
ﺧﻼﻝ ﺇﺑﺪﺍﺋﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺃﺣﺴﻦ ﺑﺎﻟﻀﻮﺍﺑﻂ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﻟﻐﺔ ﺍﻹﻟﺰﺍﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺸﻬﻴﺮ ، ﻓﺎﻟﺒﻼﻍ ﻳﻘﻴﻢ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻭﻳﺒﺮﺉ
ﺍﻟﺬﻣﺔ .
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﺢ ﺃﻳﻀﺎً ، ﺃﻥ ﻧﺸﻐﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻨﻔﻌﻬﻢ ؛ﺑﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ، ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ،ﻭ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ، ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻼﺕ .
ﻭﻗﺪ ﻳﻈﻦ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺮﻳﺪ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺼﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻛﻞ ! ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻻ ﻧﻔﻜﺮ ﻓﻴﻪ ﻭﻻ ﻧﺤﻠﻢ ﺑﻪ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻡ ؛ ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ؛ ﻭﻷﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺃﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ } ﻭَﻟَﻮْ ﺷَﺎﺀَ ﺭَﺑُّﻚَ ﻟَﺠَﻌَﻞَ ﺍﻟﻨَّﺎﺱَ
ﺃُﻣَّﺔً ﻭَﺍﺣِﺪَﺓً ﻭَﻻ ﻳَﺰَﺍﻟُﻮﻥَ ﻣُﺨْﺘَﻠِﻔِﻴﻦَ ){ ﻫﻮﺩ .(118:
ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻻ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻓﻴﻬﻢ ﻗﻮﻝ ﺭﺑﻨﺎ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻓﻬﻤﻮﺍ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻬﻤﺎً ﺻﺤﻴﺤﺎً ﻭﺭﺑﻮﺍ ﺃﻧﻘﺴﻬﻢ ﻭﺃﻫﻠﻴﻬﻢ ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ
ﺣﻮﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ
ﻓﺎﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﺍﻵﻥ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﺸﻐﻠﺔ ! ﻣﻊ ﺃﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﻨﻜﺮﻩ ، ﺇﻻ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﺘﺴﻠﺴﻞ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻲ ﻓﻲ ﺁﻥ
ﻭﺍﺣﺪ ، ﻧﺒﺪﺃ ﺑﺎﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ، ﻭﻧﺜﻨﻲ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺛﻢ ﺑﺎﻟﺴﻠﻮﻙ ؛ ﺗﺼﺤﻴﺤﺎً ﻭﺗﺮﺑﻴﺔ ﺛﻢ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﻳﻮﻡ ﻧﺪﺧﻞ ﻓﻴﻪ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺑﻤﻔﻬﻮﻣﻬﺎ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻩ : ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻷﻣﺔ ، ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻳﺮ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻷﻣﺔ ؟ ﻟﻴﺲ ﺯﻳﺪﺍً ،
ﻭﺑﻜﺮﺍً ، ﻭﻋﻤﺮﺍً ؛ﻣﻤﻦ ﻳﺆﺳﺲ ﺣﺰﺑﺎً ﺃﻭ ﻳﺘﺮﺃﺱ ﺣﺮﻛﺔ ، ﺃﻭ ﻳﻮﺟﻪ ﺟﻤﺎﻋﺔ !! ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺧﺎﺹ ﺑﻮﻟﻲ ﺍﻷﻣﺮ ؛ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺎﻳﻊ
ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ، ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺇﺩﺍﺭﺗﻪ ، ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺤﺪﻳﻦ –
ﻛﺤﺎﻟﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ – ﻓﻴﺘﻮﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻛﻞ ﻭﻟﻲ ﺃﻣﺮ ﺣﺴﺐ ﺣﺪﻭﺩ ﺳﻠﻄﺎﺗﻪ ، ﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﻧﺸﻐﻞ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﻟﻮ ﺍﻓﺘﺮﺿﻨﺎ ﺃﻧﻨﺎ
ﻋﺮﻓﻨﺎﻫﺎ ﺣﻖ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻓﻼ ﺗﻨﻔﻌﻨﺎ ﻣﻌﺮﻓﺘﻨﺎ ﻫﺬﻩ ؛ ﻷﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺇﺩﺍﺭﺗﻬﺎ ، ﻭﻷﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﻤﻠﻚ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻣﺔ ،
ﻭﻫﺬﺍ ﻭﺣﺪﻩ ﻋﺒﺚ ﻻ ﻃﺎﺋﻞ ﺗﺤﺘﻪ ، ﻭﻟﻨﻀﺮﺏ ﻣﺜﻼً ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺑﻼﺩ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻫﻞ
ﻳﻔﻴﺪ ﺃ ﻥ ﻧﺸﻌﻞ ﺣﻤﺎﺳﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺗﺠﺎﻫﻬﺎ ﻭﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﻤﻠﻚ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺇﺩﺍﺭﺗﻪ ﻣﻦ ﺇﻣﺎﻡ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﻋﻘﺪﺕ ﻟﻪ
ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ ؟ ! ﻻ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ، ﻭﻻ ﻧﻘﻮﻝ : ﺇﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﻮﺍﺟﺐ ! ﻭﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﻘﻮﻝ : ﺇﻧﻪ ﺃﻣﺮ ﺳﺎﺑﻖ ﻷﻭﺍﻧﻪ ، ﻭﻟﺬﻟﻚ
ﻓﻌﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺸﻐﻞ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﺃﻥ ﻧﺸﻐﻞ ﻏﻴﺮﻧﺎ ﻣﻤﻦ ﻧﺪﻋﻮﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﺩﻋﻮﺗﻨﺎ ؛ ﺑﺘﻔﻬﻴﻤﻬﻢ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ، ﻭﺗﺮﺑﻴﺘﻬﻢ ﺗﺮﺑﻴﺔ
ﺻﺤﻴﺤﺔ، ﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﻧﺸﻐﻠﻬﻢ ﺑﺄﻣﻮﺭ ﺣﻤﺎﺳﻴﺔ ﻭﻋﺎﻃﻔﻴﺔ ، ﻓﺬﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﺳﻴﺼﺮﻓﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻤﻜﻦ ﻓﻲ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ
ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﻜﻠﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ؛ ﻛﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ،ﻭﺗﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ، ﻭﺗﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ، ﻭﻫﻲ ﻣﻦ
ﺍﻟﻔﺮﻭﺽ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻌﺬﺭ ﺍﻟﻤﻘﺼﺮ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻭ ﺃﻣﺎ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻓﺒﻌﻀﻬﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻜﻔﺎﺋﻴﺔ ، ﻛﻤﺜﻞ ﻣﺎ
ﻳﺴﻤﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑـ ) ﻓﻘﻪ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ( ﻭﺍﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺤﻞ ﻭﺍﻟﻌﻘﺪ ، ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪﻭﺍ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻋﻤﻠﻴﺎً ، ﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ ﺣﻞ ﻭﻻ ﻋﻘﺪ ﻭﻳﺸﻐﻠﻮﺍ
ﺟﻤﻬﻮﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﻤﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻷﻫﻢ ، ﻓﺬﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﺻﺮﻓﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ! ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻤﺎ ﻧﻠﻤﺴﻪ ﻟﻤﺲ ﺍﻟﻴﺪ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ
ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ، ﺣﻴﺚ ﻧﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻧﺼﺮﻑ ﻋﻦ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ
ﺍﻟﻤﺘﻜﺘﻞ ﻭﺍﻟﻤﻠﺘﻒ ﺣﻮﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﻭﻳﻔﻬﻢ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ، ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ، ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ
ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ، ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺒﻌﺾ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﻳﻨﺸﻐﻠﻮﻥ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻜﻢ ﺑﻐﻴﺮ
ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ! ﻓﺼﺮﻓﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﻋﻦ ﺍﻷﻫﻢ ﻭﺍﺷﺘﻐﻠﻮﺍ ﺑﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻬﻤﺎ ً ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺍﻵﻥ .
ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺑﺮﺍﺀﺓ ﺫﻣﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻭ ﻣﺴﺎﻫﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﻟﻴﻢ ؛ ﻓﻨﻘﻮﻝ : ﻛﻞ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺤﺴﺒﻪ ، ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ، ﻭﻛﻤﺎ ﺃﺫﻛﺮ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ : ﺃﻥ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻗﺪ ﺃﻛﻤﻞ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺑﻜﺘﺎﺑﻪ ، ﻭﺟﻌﻠﻪ ﺩﺳﺘﻮﺭﺍً ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﻪ ، ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺎﻝ }: … ﻓَﺎﺳْﺄَﻟُﻮﺍ
ﺃَﻫْﻞَ ﺍﻟﺬِّﻛْﺮِ ﺇِﻥْ ﻛُﻨْﺘُﻢْ ﻻ ﺗَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ ){ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ : ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ (7 ﻓﺎﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺪ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻗﺴﻤﻴﻦ :
ﻋﺎﻟﻤﺎً ، ﻭﻏﻴﺮ ﻋﺎﻟﻢ ، ﻭﺃﻭﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﺎﻟﻢ ﻳﻮﺟﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮ ، ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﺑﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﻳﺴﺄﻟﻮﺍ ﺃﻫﻞ
ﺍﻟﻌﻠﻢ ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﻳﺠﻴﺒﻮﻫﻢ ﻋﻤﺎ ﺳﺌﻠﻮﺍ ﻋﻨﻪ ، ﻓﺎﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ – ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻄﻠﻖ – ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺑﺎﺧﺘﻼﻑ
ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ، ﻓﺎﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻻﺳﺘﻄﺎﻋﺔ ، ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺄﻝ ﻋﻤﺎ
ﻳﻬﻤﻪ ﺑﺤﻖ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺭﺍﻋﻴﺎً ؛ ﻛﺰﻭﺟﺔ ﺃﻭ ﻭﻟﺪ ﺃﻭ ﻧﺤﻮﻩ ، ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ – ﻣﻦ ﻛﻼ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﻴﻦ – ﺑﻤﺎ
ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ؛ ﻓﻘﺪ ﻧﺠﺎ ، ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﻘﻮﻝ : } ﻻ ﻳُﻜَﻠِّﻒُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻧَﻔْﺴﺎً ﺇِﻟَّﺎ ﻭُﺳْﻌَﻬَﺎ ){ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ : ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ (286 .
ﻧﺤﻦ – ﻣﻊ ﺍﻷﺳﻒ ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻣﺄﺳﺎﺓ ﺃﻟﻤﺖ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ، ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻟﻬﺎ ﻣﺜﻴﻼً ، ﻭﻫﻮ ﺗﺪﺍﻋﻲ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ، ﻛﻤﺎ ﺃﺧﺒﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ": ﺗﺪﺍﻋﻰ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻷﻣﻢ ﻛﻤﺎ
ﺗﺪﺍﻋﻰ ﺍﻷﻛﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﺼﻌﺘﻬﺎ " ، ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﺃﻣﻦ ﻗﻠﺔ ﻧﺤﻦ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ؟ ﻗﺎﻝ : " ﻻ ، ﺃﻧﺘﻢ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﻛﺜﻴﺮ ، ﻭﻟﻜﻨﻜﻢ
ﻏﺜﺎﺀ ﻛﻐﺜﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﻞ ، ﻭﻟﻴﻨﺰﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﻫﺒﺔ ﻣﻦ ﺻﺪﻭﺭ ﻋﺪﻭﻛﻢ ﻟﻜﻢ ، ﻭﻟﻴﻘﺬﻓﻦ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ ﺍﻟﻮﻫﻦ " ، ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻭﻣﺎ ﺍﻟﻮﻫﻦ
ﻳﺎﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ؟ ﻗﺎﻝ : " ﺣﺐ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻛﺮﺍﻫﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺕ (13)."
ﻓﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺇﺫﺍً ، ﺃﻥ ﻳﺠﺎﻫﺪﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻭﺗﺼﺤﻴﺢ
ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ، ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ، ﻛﻞ ﺣﺴﺐ ﻃﺎﻗﺘﻪ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ ، ﻷﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺠﻬﺎﺩ
ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﻲ ﺻﻒ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﺎﺩﺍﻣﻮﺍ ﻛﺤﺎﻟﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ، ﻣﺘﻔﺮﻗﻴﻦ ، ﻻ ﻳﺠﻤﻌﻬﻢ ﺑﻠﺪ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻻ ﺻﻒ ﻭﺍﺣﺪ ، ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻻ
ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻟﺼﺪ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺪﺍﻋﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﺬﻭﺍ ﻛﻞ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺷﺮﻋﻴﺔ
ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﺬﻭﻫﺎ ، ﻷﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﻤﻠﻚ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ، ﻭﻟﻮ ﺍﺳﺘﻄﻌﻨﺎ ، ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﺘﺤﺮﻙ ﻓﻌﻼً ، ﻷﻥ ﻫﻨﺎﻙ
ﺣﻜﻮﻣﺎﺕ ﻭﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﻭﺣﻜﺎﻣﺎً ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﺘﺒﻨﻮﻥ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﻻ ﺗﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ – ﻣﻊ
ﺍﻷﺳﻒ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ – ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﺤﻘﻖ – ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ _ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻷﻣﺮﻳﻦ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﻴﻦ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﺫﻛﺮﺗﻬﻤﺎ ﺁﻧﻔﺎً
ﻭﻫﻤﺎ ﺍﻟﺘﺼﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ، ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺟﺪﺍً ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﻻ ﻳﺘﺒﻨﻰ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻻ ﺗﺘﻔﻖ
ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ، ﻭﻳﺠﺘﻤﻌﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﺎﺱ ، ﻓﺄﻧﺎ ﺃﻋﺘﻘﺪ – ﻳﻮﻣﺌﺬ – ﺃﻧﻪ ﺳﻴﺼﺪﻕ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ
ﻭﺟﻞ }: ﻭَﻳَﻮْﻣَﺌِﺬٍ ﻳَﻔْﺮَﺡُ ﺍﻟْﻤُﺆْﻣِﻨُﻮﻥَ . ﺑِﻨَﺼْﺮِ ﺍﻟﻠَّﻪ )(ﺍﻟﺮﻭﻡ : ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ (5-4
ﺇﺫﺍً ، ﻭﺍﺟﺐ ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﺎ ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ ، ﻭﻻ ﻳﻜﻠﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﻧﻔﺴﺎً ﺇﻻ ﻭﺳﻌﻬﺎ ، ﻭﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻼﺯﻡ ﺑﻴﻦ ﺇﻗﺎﻣﺔ
ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ، ﻭﺑﻴﻦ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺤﻜﻢ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻷﻥ
ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ – ﻓﻴﻪ- ﻫﻮ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ، ﻭﻫﻨﺎﻙ – ﺑﻼ ﺷﻚ – ﺃﻣﻮﺭ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﺰﻟﺔ ﺧﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻄﺔ ، ﻓﻴﻌﺘﺰﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺷﻌﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺎﺏ ﻭﻳﻌﺒﺪ ﺭﺑﻪ ، ﻭﻳﻜﻒ ﻣﻦ
ﺷﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻴﻪ ، ﻭﺷﺮﻩ ﺇﻟﻴﻬﻢ ، ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻗﺪ ﺟﺎﺀﺕ ﻓﻴﻪ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺟﺪﺍً ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﺻﻞ ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ
ﻋﻤﺮ –ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ":-ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﺎﻟﻂ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻳﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﺫﺍﻫﻢ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺨﺎﻟﻂ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻻ
ﻳﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﺫﺍﻫﻢ .(14)" ﻓﺎﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ – ﺑﻼ ﺷﻚ – ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻹﻗﺎﻣﺔ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ، ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻏﺎﻳﺔ ﺑﺤﺪ
ﺫﺍﺗﻬﺎ .
ﻭﻣﻦ ﻋﺠﺎﺋﺐ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻬﺘﻤﻮﻥ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ، ﻭﻳﺪﻋﻮﻥ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻭﺍﺟﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ
ﻭﻣﻴﺴﻮﺭ ! ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻤﺠﺎﻫﺪﺓ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ؛ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﺻﻰ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ ": ﺃﻗﻴﻤﻮﺍ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ
ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻜﻢ ﺗﻘﻢ ﻟﻜﻢ ﻓﻲ ﺃﺭﺿﻜﻢ "
ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﻨﺤﻦ ﻧﺠﺪ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﻳﺨﺎﻟﻔﻮﻥ ﺫﻟﻚ ، ﺟﺎﻋﻠﻴﻦ ﺟﻞ ﺩﻋﻮﺗﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺇﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰﻭﺟﻞ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ ،
ﻭﻳﻌﺒﺮﻭﻥ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ : " ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﻴﺔ ﻟﻠﻪ ." ﻭﻻ ﺷﻚ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻭﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻭﻻ
ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻩ ، ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ؛ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻠﺪ ﻣﺬﻫﺒﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ، ﺛﻢ ﻳﻘﻮﻝ – ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺄﺗﻴﻪ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺼﺮﻳﺤﺔ
ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ :- ﻫﺬﺍ ﺧﻼﻑ ﻣﺬﻫﺒﻲ ! ﻓﺄﻳﻦ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﺴﻨﺔ؟ .!
ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺗﺠﺪﻩ ﻳﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ! ﻓﺄﻳﻦ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ؟ !ﻓﻬﻢ ﻳﻄﺎﻟﺒﻮﻥ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﺑﻤﺎ
ﻻ ﻳﻄﺎﻟﺒﻮﻥ ﺑﻪ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ، ﺇﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﻞ ﺟﺪﺍً ﺃﻥ ﺗﻄﺒﻖ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻋﻘﻴﺪﺗﻚ ، ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺩﺗﻚ ، ﻓﻲ
ﺳﻠﻮﻛﻚ ، ﻓﻲ ﺩﺍﺭﻙ ، ﻓﻲ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺃﺑﻨﺎﺋﻚ ، ﻓﻲ ﺑﻴﻌﻚ ، ﻓﻲ ﺷﺮﺍﺋﻚ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺟﺪﺍً ، ﺃﻥ ﺗﺠﺒﺮ ﺃﻭ ﺗﺰﻳﻞ
ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﺣﻜﺎﻣﻪ ﺑﻐﻴﺮ ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﺗﺘﺮﻙ ﺍﻟﻤﻴﺴﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺴﺮ؟ ! .
ﻫﺬﺍ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﺷﻴﺌﻴﻦ : ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺳﻮﺀ ﺗﺮﺑﻴﺔ ، ﻭﺳﻮﺀ ﺗﻮﺟﻴﻪ . ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺳﻮﺀ ﻋﻘﻴﺪﺓ
ﺗﺪﻓﻌﻬﻢ ﻭﺗﺼﺮﻓﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ ﻋﻦ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﺩﺍﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻬﻢ ، ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﻓﻼ ﺃﺭﻯ ﺇﻻ ﺍﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﻛﻞ ﺍﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑﺎﻟﺘﺼﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ، ﻛﻞ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺩ
ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ ، ﻭﻻ ﻳﻜﻠﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﻧﻔﺴﺎً ﺇﻻ ﻭﺳﻌﻬﺎ ، ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ .
ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ .
——————————————————————————–
(1) ﺃﺻﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺷﺮﻳﻂ ﻣﺴﺠﻞ ﺛﻢ ﻛﺘﺐ ، ﻭﻃﺒﻊ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ، ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺎﻡ 1419 ﻫـ .
(2) ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ : ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ (1395) ﻭﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺿﻊ ، ﻭﻣﺴﻠﻢ (19) ، ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ (1584) ، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ
(625) ، ﻛﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ .
(3) ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺼﺎﻓﺎﺕ }: ( ﺇِﻧَّﻬُﻢْ ﻛَﺎﻧُﻮﺍ ﺇِﺫَﺍ ﻗِﻴﻞَ ﻟَﻬُﻢْ ﻻ ﺇِﻟَﻪَ ﺇِﻟَّﺎ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻳَﺴْﺘَﻜْﺒِﺮُﻭﻥَ . ﻭَﻳَﻘُﻮﻟُﻮﻥَ ﺃَﺇِﻧَّﺎ
ﻟَﺘَﺎﺭِﻛُﻮ ﺁﻟِﻬَﺘِﻨَﺎ ﻟِﺸَﺎﻋِﺮٍ ﻣَﺠْﻨُﻮﻥٍ ( ) ﺍﻟﺼﺎﻓﺎﺕ (36-35:
(4) ﻫﻮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻬﺎﺷﻤﻲ ، ﺃﺣﺪ ﺷﻴﻮﺥ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ " ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺸﺎﺫﻟﻴﺔ " ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻣﻦ ﻧﺤﻮ 50 ﺳﻨﺔ .
(5) ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ : ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ (25) ﻭﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺿﻊ ، ﻭﻣﺴﻠﻢ (22) ، ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ، ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ .
(6) ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ، ﻭﻳﺬﺑﺤﻮﻥ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻳﺪﻋﻮﻥ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ، ﻭﻫﺬﺍ ﻭﺍﻗﻊ ﻭﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺎ ﺗﻌﺘﻘﺪﻩ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ،ﻭ
ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ، ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻄﺮﻕ ، ﻓﺎﻟﺤﺞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻭﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﺸﺮﻛﻴﺔ ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﺑﺎﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ
ﻭﺍﻟﺤﻠﻒ ﺑﻬﻢ ﻋﻘﺎﺋﺪ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻋﻨﺪﻫﻢ .
(7) ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ : ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺣﻤﺪ ) 5/236 ( ، ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ (4)ﺯﻭﺍﺋﺪ ، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ (3355) .
(8) ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ : ﺻﺤﺤﻪ ﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ (1932)ﻭﻋﺰﺍﻩ ﻷﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻷﻋﺮﺍﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﻌﺠﻤﻪ ﻭﺃﺑﻲ
ﻧﻌﻴﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻠﻴﺔ )5/46 ( ، ﻭﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﺳﻂ (6533) ، ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ .
(9) ﻫﺬﻩ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺤﺪ ﺍﻟﻔﺎﺻﻞ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﻭﺍﻟﻤﺮﺟﺌﺔ .
(10) ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ : ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ (4941) ، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ (1925) ، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﻪ (925) .
(11) ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ : ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ (537) ، ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ (930) ،ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ) 1/14 (18- ، ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ
ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ .
(12) ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ : ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ) 10/255 ( ﺭﻗﻢ (10394) ، ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻨﻪ . ﻭﻟﻪ ﺷﺎﻫﺪ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻘﺒﺔ ﺑﻦ ﻏﺰﻭﺍﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺰﺍﺭ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ) 7/282 (ﻭﻟﻪ
ﺷﺎﻫﺪ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﺛﻌﻠﺒﺔ ﺍﻟﺨﺸﻨﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ (4341) ، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ
(494) .
(13) ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ : ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ (4297) ، ﻭﺃﺣﻤﺪ )5/287 ( ، ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺛﻮﺑﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ، ﻭﺻﺤﺤﻪ
ﺑﻄﺮﻳﻘﻴﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ (958) .
(14) ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ : ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ (2507) ، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ (4032) ، ﻭﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻤﻔﺮﺩ (388) ،
ﻭﺃﺣﻤﺪ ) 5/365 ( ، ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺷﻴﺦ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ
(939)