وبشر المخبتين 2024.


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال الله تعالى: "وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ.الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ" [الحج : 34 ، 35]

{وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ} بخير الدنيا والآخرة.

والمخبت: الخاضع لربه، المستسلم لأمره، المتواضع لعباده.

ثم ذكر صفات المخبتين فقال:

{ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ } أي: خوفا وتعظيما، فتركوا لذلك المحرمات، لخوفهم ووجلهم من الله وحده.

{ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ } من البأساء والضراء، وأنواع الأذى، فلا يجري منهم التسخط لشيء من ذلك، بل صبروا ابتغاء وجه ربهم، محتسبين ثوابه، مرتقبين أجره.

{ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ } أي: الذين جعلوها قائمة مستقيمة كاملة، بأن أدوا اللازم فيها والمستحب، وعبوديتها الظاهرة والباطنة.

{ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ } وهذا يشمل جميع النفقات الواجبة، كالزكاة، والكفارة، والنفقة على الزوجات والمماليك، والأقارب، والنفقات المستحبة، كالصدقات بجميع وجوهها، وأتي بـ { من } المفيدة للتبعيض، ليعلم سهولة ما أمر الله به ورغب فيه، وأنه جزء يسير مما رزق الله، ليس للعبد في تحصيله قدرة، لولا تيسير الله له ورزقه إياه. فيا أيها المرزوق من فضل الله، أنفق مما رزقك الله، ينفق الله عليك، ويزدك من فضله.

من تفسير السعدي رحمه الله.

وقال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" [هود : 23]

قول تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا } بقلوبهم، أي: صدقوا واعترفوا، لما أمر الله بالإيمان به، من أصول الدين وقواعده.

{ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } المشتملة على أعمال القلوب والجوارح، وأقوال اللسان.

{ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ } أي: خضعوا له، واستكانوا لعظمته، وذلوا لسلطانه، وأنابوا إليه بمحبته، وخوفه، ورجائه، والتضرع إليه.

{ أُولَئِكَ } الذين جمعوا تلك الصفات

{ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } لأنهم لم يتركوا من الخير مطلبا، إلا أدركوه، ولا خيرا، إلا سبقوا إليه.

من تفسير السعدي (1 / 380)

وذكر ابن القيم رحمه الله من منازل إياك نعبد وإياك نستعين منزلة الإخبات.

فقال:

الخبت في أصل اللغة : المكان المنخفض من الأرض وبه فسر ابن عباس رضي الله عنهما وقتادة لفظ المخبتين وقالا : هم المتواضعون

وقال مجاهد : المخبت المطمئن إلى الله عز و جل قال : والخبت : المكان المطمئن من الأرض

وقال الأخفش : الخاشعون

وقال إبراهيم النخعي : المصلون المخلصون

وقال الكلبي : هم الرقيقة قلوبهم

وقال عمرو بن أوس : هم الذين لا يظلمون وإذا ظلموا لم ينتصروا

وهذه الأقوال تدور على معنيين :

التواضع والسكون إلى الله عز وجل ولذلك عدي بإلى تضمينا لمعنى الطمأنينة والإنابة والسكون إلى الله تعالى .

مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين (2 / 3-6)

بارك الله فيك أختي
جزاكي الله سبحانه و تعالى كل خير على الافادة غاليتي ام عبد الرحمان
بارك الله فيك أختي
بارك الله فيك على التفسير الرائع للآية
جزاك الله خيرا

بارك الله فيك موضوع قيم

بارك الله فيك ونفع بك غاليتي

وبشر المخبتين . 2024.

الجيرياالجيريا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبشر المخبتين ..
خالد رُوشه
الجيرياالجيريا

الإخبات: هو التواضع والسكون ،

والمخبتون هم المتواضعون ، الساكنون إلى الله , الخاشعون , المخلصون , اصحاب القلوب الرقيقة .

وكما ترى أيها القارئ الكريم فإن وصفهم وصفاتهم يملؤه الفضل وتحيطه المكرمات ,

االجيريا

ويرسم صورة رائعة في الذهن عن المخبتين الصالحين
وفكم هم متواضعون لربهم سبحانه ,
تطمئن نفوسهم لطريق الإنابة والإيمان ,
وتسكن قلوبهم وجوارحهم في الطاعات , وترق قلوبهم مع التذكرة .
ا

وهناك مقابلة قرآنية كريمة تدعو للنظر والتدبر , بين الظالمين المتكبرين والصالحين المخبتين ,

والحقيقة أنها مقابلة تعبيرية تصف واقعا حقيقيا يحصل في كل زمان وفي غيرما مكان ,
بين مريدي الدنيا الظالمين المتكبرين ومريدي الآخرةالصالحين المخبتين وتصف مآلهم وعاقبتهم جميعا :

قال تعالى:
" وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ

وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى

الظَّالِمِينَ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُمْ بِالْآخِرَةِ

هُمْ كَافِرُونَ أُولَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ

دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ

وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ, إِنَّ الَّذِينَ

آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ

فِيهَا خَالِدُونَ"

وآية أخرى تبشر المخبتين وتصفهم وصفًا في غاية الفضل والروعة , وأحسب أن هذا الوصف يلقي في القلب فورًا
محبة الإخبات لله سبحانه ومحبة المخبتين :

قال تعالى ((وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ

مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ الَّذِينَ

إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي

الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ))

وآية ثالثة تؤكد على أن الإخبات هو
عمل قلبي بالاساس يبدو على الجوارح فينتظم حركتها وسكناتها

يقول سبحانه : ((وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا

بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ))

ونستطيع من خلال تدبر الآيات الثلاث السابقات ان نقف على

صفات المخبتين , فهم خاشعون , خائفون من عذاب ربهم , صابرون على الطاعات وصابرون عن المعاصي , مؤدون لفرائض الله سبحانه , منفقون مما رزقهم ربهم سبحانه مجتنبون للآثام , أصحاب قلوب رقيقة وعيون دامعة ونفوس طاهرة طيبة .

والحقيقة أنها صفات كريمة للغاية، جعلت النبي صلى الله عليه

وسلم يدعو بها في دعائه

فكان يقول : " رب أعني ولا تعن علي وانصرني ولا تنصر علي

وامكر لي ولا تمكر علي واهدني ويسر الهدى لي وانصرني على من

بغى علي رب اجعلني لك شكارا لك ذكارا لك رهابا لك مطواعا لك

مخبتا إليك أواها منيبا تقبل توبتي وأجب دعوتي واهد قلبي وثبت حجتي وسدد لساني واسلل سخيمة قلبي "

رواه الحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما.

ولكن كيف يصل العبد الصالح إلى الإخبات؟
إن للإخبات علامات ودلالات في طريق السير :

أ- إذا غلبت عصمته شهوته، فيقهر شهوته باعتصامه بالله سبحانه، فلا يتردد على الذنب إقبالاً وإدبارًا، بل لقد عصمه الله من أن يقبل عليه، ولو أقبل عليه فإنه فورًا يعاود حزم أمره على الجدية في الإقبال على الله والاعتصام به.

ب- إذا غلبت نيته غفلته، فأيقظ نفسه دائمًا من غفلته بنيته الصالحة فيذكر نفسه دائمًا بمسئوليته، وعهده مع ربه، فيترك غفلته، ويقبل على عبادته.

ج- إذا غلبت محبته لربه شعوره بالوحدة والوحشة والتفرد، فائتنس بربه وبمحبته وذكره وطاعته، ولم يبال بكثرة عدد أهل اللهو والذنب، فهو لا يستوحش أبدًا من قلة الصالحين من حوله.

د- أن يستمر في لوم نفسه، وتهذيبها، وتنقيتها من أمراضها، وقصرها على الطاعة، وقمع شهواتها وهواها.

فمن اتصف بهذا الوصف مع كمال توحيده وإخلاصه كان من ا

لمخبتين، فإذا ذكر الله اضطرب قلبه خوفًا ورجاءً، ورهبة ورغبة،

وإذا أصابه من أمر الدنيا شيء يضره رضي به وصبر عليه وحمد

الله واسترجع، فتراه مقيمًا للصلاة على أكمل صورة، متمًا لركوعها

وسجودها، خاشعًا فيها، مطمئنًا، متواضعًا، ساكنًا، ثم إذا بالدنيا عنده

لا تساوي شيئًا، فهو ينفق مما آتاه الله إنفاق الطامع في الجنة

المستغني عن الدنيا، المشتاق إلى لقاء الله.

بارك الله فيك أختي ام اسماء كلمات تشرح النفس مع الصباح .
اللهم ا جعلنا من المخبتين ان شاء الله .
في ميزان حسناتك ان شاء الله .
رائع يا ام اسماء
جزاك الله خيرا

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على هذا الطرح القيم
بارك الله فيكِ أختي

جزاك الله خيرا
بوركتي حبيبتي ام اسماء على هذا الموضوع القيم
مروركن اسعدني حبيباتي وردودكن الطيبة زادت اهمية للموضوع

بارك الله فيكن.

ابدعتي غاليتي