لماذا الإسلام في إنتشار مع شدة التضييق على أتباعه؟! 2024.

الجيريا

لماذا ينتشر الإسلام مع شدة التضييق على أتباعه؟!



للكاتب : د.بسام خضر الشطي
من يرى الحرب العسكرية والسياسية والمالية والاجتماعية على الإسلام ومحاولات التضييق على أتباعه يعلم بأن الصراع قائم بين الحق والباطل إلى قيام الساعة، والله سبحانه وتعالى تكفل بحفظ هذا الدين: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}، وأمر الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم بنشر الإسلام ولا يضره كيد الخصوم: {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون}.
وتعهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بنشر هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، ففي الحديث: «ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام وأهله، وذلاً يذل الله به الكفر وأهله».
وكان تميم الداري يقول: عرفت ذلك في أهل بيتي، لقد أصاب من أسلم فيهم الخير والشرف والعز، ولقد أصاب من كان منهم كافراً الذل والصغار والجزية.
وبشرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بالنصر والرفعة والتمكين لهذه الأمة، فقال: «بشر هذه الأمة بالسناء والنصر والرفعة في الدين والتمكين».
وإذا نظرنا إلى وسائل الأعداء للحيلولة دون انتشار الإسلام لوجدناها كثيرة، فهم ينفقون الأموال الطائلة على الإعلام وعلى التعليم والتطبيب والطعام وتوفير المأوى والوشاية بين الحاكم والمحكوم والأسلحة وإدخال جمعيات إلحادية وتنصيرية ونواد للنساء وأماكن للهو المحرم: {ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون}.

فما أسباب انتشار الإسلام رغم ضعف إمكانات أتباعه؟

1 – إرادة الله عز وجل لبعضهم بالهداية فيشرح صدره للإسلام ويتعرف عليه: {أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه}.
2 – إحسان بعضهم للغرب عن طريق المال وإنجاز المعاملة والأخلاق الحسنة والهدايا والزيارات ودفع شر عنه أو جلب منفعة مشروعة إليه.
3 – زواج الكثيرات من النساء غير المسلمات بالمسلمين ورؤيتهن المعاملة الطيبة والحقوق التي فقدنها، فضلاً مع تكوين الأسرة تكويناً محافظاً يتفق مع الفطرة.
4 – وجود الأقليات الإسلامية بين الكفار ونشرهم لهذا الدين العظيم، ومعايشة صبرهم وإخلاصهم ورفقهم وتعاونهم ونشرهم المحبة والألفة والإحسان والكرم؛ مما دفعهم للدخول في دين الله أفواجا.
5 – المناظرة والمجادلة بالتي هي أحسن والحكمة والموعظة بين علماء الإسلام وبين أحبارهم ورهبانهم، فعرفوا الحق بالحجة الدامغة والبرهان الساطع والدليل القاطع، ولذلك جاء النداء: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن}.
6 – جهود الدعاة إلى الله في نشر الإسلام، ووجدوا أن الداعية الإسلامي لا يريد مالا ولا ثناء، ولكن يريد الأجر من الله تبارك وتعالى.
7 – الفضائيات على قلة إمكاناتها إلا أنها حافظت على دورها الريادي في الإقناع بين العوام ووجدوا بغيتهم.
8 – قلة وجود النماذج الحقيقية عندهم وكثيرا ما تفشل وتعيش في أنانية أو تناقض نفسها أو تعيشهم في أوهام وكذب، بينما وجدوا النماذج في الإسلام ممن يحتذى به، ويعد نفسه سفيرا للإسلام.
9 – حالات الظلم التي وقعت على المسلمين من التنكيل والبطش والتعذيب والقتل والتحذيرات المبالغ فيها، فوجدوا أن هذا حسد من عند أنفسهم، ثم وقفوا وآزروا ونصروا المظلومين وتعلموا دينهم.. وحملات التشويه أعطت مفعولا قويا للمعرفة وملامسة الحق لقلوبهم؛ فكان ذلك سببا لهدايتهم.
10 – وجود الحقائق العلمية التي تحدث عنها هذا الدين في القرآن والسنة، فوجدوا أنها حقيقة موجودة قبل أن يكتشفوها؛ فلما عرفوها التزموا بهذا الدين.

11 – وجود الدافع الذاتي لدى الناس في التعرف على هذا الإسلام العظيم؛ فوجدوه منهج حياة لا تنقصه نواقص، ولا تحوطه الشبهات، ولا يعقب عليه، بل هو ثابت وكامل وراسخ وصالح؛ فلذلك أحبوا الإسلام ودخلوه عن قناعة وثبات.

الجيريا

سبحان الله من أسبوع كنت قد قرأت هذا الموضوع
لحرقة ما في قلبي ….

ورغم هذه المعاداة الظاهرة للإسلام
وما يطال أتباعَه من اضطهاد وتضييق
إلا أن المفاجأة التي تصدم الجميع
هي أن الإسلام يبقى هو الدِّين الأكبر
والأوسع انتشارًا في العالم،
باعتراف زعيم الفاتيكان
"بنديكت السادس عشر

يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ
اللهم اعز الاسلام والمسلمين

جعله الله في موازين حسناتك اختي بدرة

اعزك الله يا غالية يا بدرا يا بدر البدور واعز الاسلام وكم من عالم نسمع انه اسلم لما اكتشفه عن قدرة الخالق ويسمع انه مذكور في دين يسمى الاسلام

حقوق الإنسان في الإسلام 2024.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الخطبة للشيخ عائض القرني

لخطبة الأولى

عباد الله:
يقول – عز وجل – في محكم كتابه: الجيرياوإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمونالجيريا [التوبة:6].
وقال أيضاً: الجيريافبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنتم فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلينالجيريا [آل عمران:159].
وقال أيضاً: الجيرياوالكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنينالجيريا [آل عمران:134].
وقال الجيريا: ((المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، ولا يخذله، كل المسلم على المسلم حرام؛ دمه، وماله، وعرضه))[1].
أيها المسلمون:
نتحدث في هذه الخطبة عن حقوق الإنسان في الإسلام.
وإني لأتخيّل مسجد النبي الجيريا وقد امتلأ بالمصلين في صلاة الجمعة، وامتلأت الرحبات المجاورة للمسجد، وبدأ الخطيب يمشي نحو المنبر ليخطب في المسلمين.
وارتقى الخطيب درجات المنبر، وعليه ثيابه المرقعة الممزقة، ثم سلم على المسلمين وجلس.
أتدرون من هو الخطيب؟ إنه خليفة المسلمين عمر بن الخطاب الجيريا إنه الذي دوّخ الأكاسرة والقياصرة، إنه الذي داس إمبراطورية كسرى وقيصر تحت قدميه.
طوت الملائكة الصحف وجلست تستمع. والمسلمون ينصتون، فلا تتحرك شفة، ولا تسمع همساً، ولا ترى حركة ولا التفاتاً.
ويتحدث الخليفة في رمضان عن مشكلة المغالاة في المهور، وعن إمكانية تخفيضها، لما في ذلك من إرهاق للمقدمين على الزواج.
قال عمر: أيها الناس، ما إكثاركم في صداق النساء؛ وقد كان رسول الله الجيريا وأصحابه، وإنما الصدقات فيما بينهم أربعمائة درهم فما دون ذلك، ولو كان الإكثار في ذلك تقوى عند الله أو مكرمة، لم تسبقوهم إليها. فلا أعرفن ما زاد رجل في صداق امرأة على أربعمائة درهم.
لم نزل الجيريا فاعترضته امرأة من قريش… فقالت له: يا أمر المؤمنين، نهيت الناس أن يزيدوا النساء في صدقاتهن على أربعمائة درهم. قال: نعم. فقالت: أما سمعت ما أنزل الله يقول: الجيرياوآتيتم إحداهن قنطاراًالجيريا [النساء:20]. فقال: اللهم غفرانك..! كل الناس أفقه من عمر.
ثم رجع فركب المنبر فقال: يا أيها الناس، إن كنت نهيتكم أن تزيدوا النساء في صدقاتهن على أربعمائة درهم، فمن شاء أن يعطي من ماله ما أحب[2].
إنه يعيش الخلافة الراشدة بعدلها، إنه يعرف حقوق الإنسان، إنه يدرك وعي الأمة.
ينزل الله على نبيه، الجيريا، قوله: الجيرياوإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنهالجيريا [التوبة:6]. إن جاءك مشرك معه أطروحة، عنده شبهة، يريد أن يتكلم، فاستمع له وافتح له صدرك، وأسمعه كلام الله، لا تعنّفه، ولا تقده إلى الحبس، ولا تلقه في غياهب السجون.
والمواقف التي تدل على حقوق الإنسان في الإسلام كثيرة جداً.
أذكر منها ثلاثة، تبين قيمة الإنسان في الإسلام، وأنه ليس بهيمة، إنه إنسان سميع بصير، جعل الله له حقاً ورأياً وكلمة، عنده قلم يحمل إبداعاً، وقد يكون هذا الإنسان خيراً منك عند الله، وأقوم قيلاً.
الموقف الأول: أراد عليه الصلاة والسلام، أن يرجع إلى مكة ليفتحها، فكتم الأمر، إلا عن بعض أصحابه، وفشا في الناس أنه يريد حنيناً، فلما كان بالروحاء قال عليه الصلاة والسلام: ((اللهم عمّ عليهم خبرنا حتى نأخذهم بغتة)).
إذن فالأمر سرّ لا يجوز كشفه، ومع ذلك ينطلق أحد الصحابة، فيكتب رسالة خائنة، يخبر قريشاً بخبر رسول الله الجيريا وأنه سوف يغزوهم، ثم أعطى الرسالة امرأة فوضعتها في عقيصة رأسها.
ذهبت المرأة إلى قريش، وفي الطريق عند روضة خاخ، بين مكة والمدينة، أنزل الله الخبر من السماء، فانطلق فارسان من المسلمين، وأدركا هذه المرأة، وأخذا منها الكتاب.
خيانة مكشوفة، إفشاء لأسرار عسكرية، ومن الذي فعل ذلك، إنه حاطب بن أبي بلتعة، أحد الذين شهدوا بدراً، فاستدعاه عليه الصلاة والسلام، ليشهد على نفسه أمام الله، وأمام المسلمين، وأمام التاريخ، فقال عمر: يا رسول الله، إنه خان الله ورسوله، دعني لأضرب عنقه.
ولكن. .قتل الإنسان ليس سهلاً. .حبس الإنسان ليس سهلاً، مصادرة رأي الإنسان ليس سهلاً.
فيقول النبي عليه الصلاة والسلام: ((يا عمر وما يدريك، لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم))[3]، فأنزل الله – عز وجل -: الجيريايا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوّي وعدوكم أولياءالجيريا [الممتحنة:1].
ويستمر الرسول عليه الصلاة والسلام في طريقه نحو الفتح، فيفتح الله عليه مكة في رمضان، ويلقاه أبو سفيان بن الحارث الذي قاتله، وسبه، وأخذ ماله، وأخرجه من داره، يلقاه أبو سفيان. فيسلم عليه ثم يقول: يا رسول الله: الجيرياتالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئينالجيريا [يوسف:91]. فتسيل دموعه، عليه الصلاة والسلام، ويجيب: الجيريالا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمينالجيريا [يوسف:92].
فيدخل عليه الصلاة والسلام مكة فاتحاً منتصراً، يسحق الأصنام ويحطّم الشرك والوثنية.
ولما أذن المؤذن لصلاة الظهر، أخذ الجيريا بأصابعه الشريفة حلق باب الكعبة، وهزها وقال: الحمد لله الذي نصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، يا معشر قريش: ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا: أخٌ كريم وابن أخٍ كريم، قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء[4].
نعم، إنها حقوق الإنسان، إن من حقك أن تعيش محترماً؛ في كلمتك، وفي رأيك، وفي بيتك، وفي قلمك، وفي مالك، لا تعيش خوفاً ولا بطشاً، ولا إرهاباً ولا تخويفاً، وهذا ما كفله الإسلام لجميع المسلمين على حد سواء، لا فرق بين أبيض وأسود، ولا غني وفقير، ولا كبير وصغير؛ الكل في ميزان الإسلام سواء.
وموقف ثان: أتت ثياب من اليمن، فوزعها أمير المؤمنين عمر على الناس، كل مسلم له ثوب، وبقي ثوب لأمير المؤمنين فلبسه، فوصل الثوب إلى ركبتيه، فقال لابنه عبد الله: يا عبد الله، أعطني ثوبك الذي هو حصتك، فأعطاه ثوبه، فوصل عمر الجيريا ثوبه بثوب ابنه عبد الله ولبسهما.
وصعد الخليفة يخطب في الناس، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس اسمعوا لما سوف أحدثكم عنه.
لكن سلمان له رصيد من الإيمان، فهو ليس بقرشي، ولا هاشمي، ولا عربي، ولا هو من قرابة الخليفة حتى ينال حصانة دبلوماسية لئلا تناله الأيدي، فهو فارسي أوصله الإسلام إلى شرف: ((سلمان منا آل البيت))[5]. فيصرخ سلمان: والله لا نسمع، ولا نعي، قال عمر الجيريا: ولم؟ قال: لأنك تلبس ثوبين، وتلبسنا ثوباً واحداً، أين العدالة؟ قال عمر الجيريا: يا عبد الله: قم فأجب، فقام عبد الله والناس سكوت، فقال: إن أبي رجل طوال لا يكفيه ثوب، فأعطيته ثوبي، فوصله بثوبه ولبسهما. وهنا قال سلمان: يا أمير المؤمنين الآن قل نسمع، وأمر نطع.
إن هذا هو الإسلام الذي حرّر الناس من عبادة العباد، إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا، إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان، إلى عدل الإسلام.
وثالث المواقف: أن عمر الجيريا أراد أن يختبر جرأة الناس في الحق، أراد أن يُشطّب على سجلات النفاق والمجاملة والكذب والمدح بغير حق، فوقف على المنبر، ثم قطع الخطبة وقال: ما أنتم قائلون لو رأيتموني حدتُ عن الطريق هكذا.. ماذا ستفعلون لو انحرفت عن المنهج الرباني؟ ما موقفكم لو ظلمت وطغيت؟
لو كان هؤلاء غير رعية عمر لقالوا: أنت لا تخطئ، أنت لا تضل ولا تنسى. .أنت نور الزمان وكوكبة الفلك، وبركة الوقت.. كيف تخطئ والغيث ينزل بسببك من السماء!!
أما رعية عمر فليسوا من هذا النوع من البشر فيقف أعرابي في آخر المسجد، ويأخذ سيفه من جانب السارية، ويرفعه إلى السماء ليراه أمير المؤمنين، ويقول: والله يا أمير المؤمنين، لو رأيناك حدت عن الطريق هكذا.. لقلنا بالسيوف هكذا، قال عمر وعيناه تذرفان فرحاً: الحمد لله الذي جعل في رعيتي من إذا حدت عن الطريق هكذا قاموا عليّ بالسيوف هكذا.
إن الأمة الممسوخة، هي التي لا تبدي الرأي البناء الصادق، الذي لا يهدّم أمناً، ولا يثير فتنة، ولا يلعب بمقدرات الناس، أما الأمة الواعية فهي التي تقوّم الانحراف، وتقول للمخطئ أخطأت، وللظالم ظلمت، وللمصيب أصبت، وللعادل عدلت. يقول عليه الصلاة والسلام: ((إذا تهيبت أمتي أن تقول للظالم فقد تُودع منها))[6].
أي سقطت من عين الله، فلا يرضاها أمة شاهدة، ولا يرضاها أمة رائدة، ولا أمة وسطاً.
أيها المسلمون:
هذه هي حقوق الإنسان، حقوق الأسود، حقوق الأبيض، حقوق الأحمر، حقوق الشعث الغبر، الذين ينامون على الرمضاء، ويلتحفون بالسماء، حقوق الذين يريدون أن يتحدثوا وينصحوا ويوجهوا.
أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وليّ الصالحين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على إمام المتقين، وقدوة الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه والتابعين.
عباد الله:
إن الله – عز وجل – قد أكمل لنا الدين وأتمّ علينا النعمة برسالة محمد عليه الصلاة والسلام، فقال تعالى: الجيريااليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناًالجيريا [المائدة:3].
وصح عنه عليه الصلاة والسلام، أنه قال: ((تركتكم على البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك))[1].
ذهب عمر رضي الله عنه وأرضاه – إلى قرية من قرى اليهود، فوجد فيها كتاب التوراة، فأخذ منها نسخة، وأتى بها النبي الجيريا، فلما رآها النبي الجيريا غضب، وقال عمر – الجيريا -: ((أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب، والذي نفسي بيده، لو أن موسى، الجيريا، كان حياً، ما وسعه إلا أن يتبعني))[2].
أما أتى الجيريا بالقرآن والسنة؟ أما أدى الأمانة وبلغ الرسالة؟ أما أكمل الله به الدين وأتم به النعمة؟ فلا يحتاج عبد إلى عقيدة، أو عبادة، أو معاملة، أو سلوك، إلا وجد ذلك في الكتاب والسنة!!
أما علمنا رسولنا الجيريا كيف نأكل، وكيف نشرب، وكيف ننام؟ فمالنا نصد عن منهج الله؟ ومالنا لا نتبع أوامر رسول الله؟
شعوبك في شرق البلاد وغربها كأصحاب كهف في عميق ثبات
بأيمـانهم نوران ذكـرٌ وسـنةٌ فما بالهـم في حالك الظلمات!!
أيها الناس: لقد انتشر بين كثير من الناس في بلادنا، دفتر صغير، اسمه: ((حجاب الحصن الحصين))؛ خزعبلات، وضلالات، الجيرياظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نورالجيريا [النور:40].
هذا الدفتر، ألّفه أحد المشعوذين، أو الكهنة، أو السحرة، فيه كلام باطل، وشرك بالله – عز وجل – جاءني به بعض الشباب، وهو منتشر في القرى، والمدن والبوادي.
يزعم هذا السفيه الأحمق الذي افترى هذا الكلام، أنه ينفع في أمور كثيرة؛ إذا وضعته المرأة في حرير، ووضعته في رأسها، وكانت لا تتزوج، جاءها الخطّاب من كل مكان!!
وإذا وضعه صاحب الدكان، وعلقه في دكانه، جاءه الزبائن بالعشرات، ولا يحترق دكانه!!
وإذا وضعه الإنسان في البيت، لا يحترق!!
سبحان الله! الجيريانبئوني بعلم إن كنتم صادقينالجيريا [الأنعام:143].
الجيرياقل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقينالجيريا [البقرة:111].
لقد حذر الله من هذه الخرافات ونهى عن هذه الشعوذة الجيرياولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين الجيريا بل الله فاعبد وكن من الشاكرينالجيريا [الزمر:65-66].
الجيرياواتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزاً الجيريا كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضداًالجيريا [مريم:81-82].
الجيرياواتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئاً وهم يُخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً ولا يملكون موتاً ولا حياةً ولا نشوراًالجيريا [الفرقان:3].
فلماذا هذه الضلالات؟ ولماذا هذه البدع؟ ولماذا هذا التشويه لوجه الإسلام؟
الإسلام جميل، الإسلام قيّم، الإسلام حق، الإسلام صدق، فلا يتصور، ولا يجوز أن تنشر هذه الخزعبلات والشعوذة في الأرض التي بعث فيها إمام التوحيد محمد عليه الصلاة والسلام، فكيف نجد من ينشر مثل هذا الكلام على الرجال والنساء، والعجائز، والأطفال، والشباب، ليردوهم عن الدين الصحيح، والمنهج الأقوم.
صح عنه الجيريا أنه قال: ((من أتى عرّافاً[3] فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين ليلة))[4].
وصح عنه عليه الصلاة والسلام، أنه قال: ((من أتى عرافاً، أو كاهناً، فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد))[5]. تمائم، وخيوط، ودبل، وطلاسم، وشعوذة، وسحر، وكهانة، أهذا هو الإسلام؟
رأى النبي الجيريا رجلاً في يده حلقةٌ من صفر، فقال: ((ما هذه الحلقة؟)) قال: هذه من الواهنة[6]. قال: ((انزعها، فإنها لا تزيدك إلا وهناً))[7].
وزاد أحمد: ((فإنك لو مت وهي عليك، ما أفلحت أبداً ))[8].
وصح عنه الجيريا أن قال: ((من تعلّق تميمة، فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة، فلا ودع الله له))[9].
والتميمة؛ إما ورقة يكتب فيها غير القرآن، وحتى القرآن على الصحيح لا يعلّق، فكيف إذا كان طلاسم، وسحر، وشعوذة؟!
إن هؤلاء الكهنة والمشعوذين، يتخذون هذا الأمر تجارة، يأكلون به أموال الناس بالباطل، ويصدونهم عن دين الله، ويخرجونهم من دينهم وإيمانهم، وإسلامهم.
أيها الناس: قبل أيام، ذهب رجل إلى اليمن، ليلتقي هناك ببعض السحرة، لأن ابنته مريضة، فذهب إلى السحرة لتشفى ابنته!! ودفع لهم أموالاً طائلة. قلنا له: خسرت دينك وآخرتك، وكفرت بالله العظيم تماماً، وخسرت دنياك أيضاً، بما أنفقته من الأموال الطائلة، ولم يحصل لابنتك الشفاء الذي كنت ترجو. الجيرياخسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبينالجيريا [الحج:11].
وصدق رسول الله الجيريا: ((من تعلق تميمة، فلا أتم الله له))، لا في الدنيا ولا في الآخرة، لا أتم له مطلوبه، ولا شفى مريضه، ولا نجح راسبه، ولا ردّ غائبه،، ولا رزقه، ولا سد دينه، لأنه عادى الله، وعاد عن طريقه، وأعرض عن سبيله.
((ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له)) والودع: صدف يخرج من البحر، يعلق في بعض البيوت، فمن فعل ذلك: ((فلا ودع الله له))، لا حفظه الله، ولا رعاه، ولا تولاه، لا في الدنيا، ولا في الآخرة.
فيا أمة محمد عليه الصلاة والسلام، يا أبناء من نشر التوحيد في العالم، أمثل هذه الخرافات والسخافات تنشر بين أيديكم؟ من ينشر الإسلام في العالم إذن؟ من يخبر الناس بصفاء هذا الدين، وصدق هذا الدين، ووضوح هذا الدين؟
يأتي المشعوذون، والسحرة، والكهنة، فيشوّهون وجه الإسلام الجميل، فأين حماة الدين؟ وأين حراس العقيدة؟
الجيرياقل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضرّ هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمةٍ هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون الجيريا [الزمر:38].
سبحان الله، ما أجلّ الله، إذا مرضت شفاك، وإذا طلبت أعطاك، وإذا دعوت أجابك: الجيرياوإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدونالجيريا [البقرة:186].
فاتصل بالله مباشرة، وعليك بالسجود، فإن العبد أقرب ما يكون إلى ربه – تبارك وتعالى – وهو ساجد.
لقد أساءت الأمة أيما إساءة، يوم شوهت وجه التوحيد، بهذه الشركيات والبدع المنكرة، يوم عرضت الإسلام على الأمم ممسوخاً ناقصاً مبتوراً، حتى استهزأ عبدة الكأس والمرأة الداعرة، والشهوة الرخيصة بالإسلام وأهله، فزعموا أن الإسلام خزعبلات، وأنه دروشة، وأنه همجية وبربرية، والإسلام من ذلك براء، لكن شوهه بعض أبنائه، الذين ما فهموه حق فهمه، وما عرفوه حق معرفته.
أيها المسلمون: حذار حذارِ من هذه الأمور، فإنها نبذٌ للعقيدة، وطرح للتوحيد، وضرب للإسلام في صميم القلب، ومعنى ذلك أن نفقد ديننا، وأخلاقنا، وسيرتنا.
أيها الموحدون: أنكروا هذا المنكر، وحاربوه، واشجبوه، وانهوا عنه، ومن وجد منكم أحداً من هؤلاء، فليرفع أمره إلى السلطان، وإلى القضاة، وإلى ولاة الأمر، وليأخذ على أيدي هؤلاء السفهاء، وليفضحهم أمام الناس، فإنهم أعداء الرسل، وبسببهم حل الجفاف، والمرض، والسلب والنهب، والقطيعة، وقسوة القلوب، وفساد ذات البين، وعقوق الأبناء.
نسأل الله أن يطهر البلاد منهم، الله احفظ علينا إسلامنا وتوحيدنا وإيماننا، اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئاً ونحن نعلم، ونستغفرك مما لا نعلم.
عباد الله: وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال: الجيرياإن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً الجيريا [الأحزاب:56].
وقد قال الجيريا: ((من صلى علي صلاة، صلى الله عليه بها عشراً))[10].
اللهم صل على نبيك وحبيبك محمد، واعرض عليه صلاتنا وسلامنا في هذه الساعة المباركة يا رب العالمين، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين، والصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك ومنّك يا أكرم الأكرمين.

هذا عيدنا أهل الإسلام . 2024.

هذا عيدنا أهل الإسلام … تقبل الله منا ومنكم "

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله و صحبه و من والاه وبعد :
نسأل الله العظيم أن يتقبل منا و منكم صيامنا و قيامنا و من هنا ننتهز الفرصه لنرفع أسمى آيات التهاني والتبريك متمنين لكم الصحة والعافية وأن يعيده الله عليكم باليمن والبركات .
نذكركم بأن من علامات قبول العمل هو عمل الحسنة بعدها فلا تنسوا أنفسكم من المواصلة على قيام الليل وصيام النوافل كالست من شوال والإثنين والخميس وثلاثة ايام من كل شهر وخاصة الأيام البيض من الشهر وختم القرآن ..
ومما ينبغي أن يعنى به في العيد وفي غيره ثلاثة أمور :
1/ تفقد الأرامل والمساكين ، وإدخال الفرحة عليهم :
فقد ثبت في الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :«السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» .

2/ تفقد الأيتام :
وهذا من الإحسان إليهم ، وقد كتب الله ذلك علينا وعلى غيرنا من الأمم السابقة ..
قال تعالى :{ وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ} [النساء :36] ، وقال :{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ} [البقرة: 83] .
3/ والعيد فرصة لنعفو ونصفح عمن أساء إلينا ..
ففي سنن ابن ماجه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ : قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صل اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ :«كُلُّ
مَخْمُومِ الْقَلْبِ صَدُوقِ اللِّسَانِ» . قَالُوا : صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ ، فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ ؟ قَالَ :«هوَ التَّقِيُّ ، النَّقِيُّ ، لَا إِثْمَ فِيهِ ، وَلَا بَغْيَ ، وَلَا غِلَّ ، وَلَا حَسَدَ» .
أسأل الله أن يملأ أيامكم فرحا وسروراً
وصل الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

السلام عليكم برك الله فيك

الجيرياالجيريا

حمل امانةالإسلام و كيفية خدمة هذا الدين؟ 2024.

كيف تخدم الإسلام
1– تخدم الإسلام إذا صح منك العزم وصدقت النية :فإن الله عز وجل يبارك في العمل الخالص لوجهه الكريم حتى وإن كان قليلاً ، والإخلاص إذا تمكن من طاعة ما حتى وإن كانت قليلة أو يسيرة في عين صاحبها ولكنها خالصة لله تعالى يكمل فيه إخلاصه وعبوديته لله ، فيغفر الله به كبائر كما في حديث البطاقة .

2– تخدم الإسلام إذا عرفت الطريق وسرت معه : الطريق المستقيم هو سلوك طريق نبينا محمد في أمر الدعوة ومبتدئها ووسائلها وطرقها والصبر على ذلك مع الرفق بالناس ورحمتهم فهم مرضى المعاصي والذنوب .

3- تخدم الإسلام : إذا استفدت من جميع الظروف المتاحة والإمكانيات المتوفرة :وهذه نعمة عظيمة فكل الوسائل مباحة إلا ما حرمها الله عز وجل ، ونحن ندعو بكل الوسائل المشروعة مراعين الأدلة الشرعية والآداب المرعية .

4– تخدم الإسلام : إذا قدمت حظ الإسلام على حظوظك النفسية والمادية :خدمة هذا الدين معناه قيامك ببذل الغالي والنفيس من مال وجهد ووقت وفكر وغيرها ، أرأيت من يحب رياضة ( كرة القدم ) مثلاً ، كيف يُفرغ جهده ووقته وماله لمحبوبته تلك ! وأنت أولى بذلك منه ولا شك .

5- تخدم الإسلام : إذا سلكت سبل العلماء والدعاة والمصلحين : فاستصحب الصبر وتحمل التعب والنصب فأنت في عبادة عظيمة هي مهمة الأنبياء والمرسلين ومن سار على أثرهم .

6– تخدم الإسلام : إذا ابتعدت عن الكسل والضعف والخور : فإن هذا الدين دين العزيمة والهمة والشجاعة والإقدام ، ولا يضر الدعوة إلا خمول كسول ، أو متهور جهول .

7- تخدم الإسلام : إذا ربطت قلبك بالله عز وجل وأكثرت من الدعاء والاستغفار ومداومة قراءة القرآن ، فليس أنفع في جلاء القلوب وصقل الأرواح وجعلها تعمل ولا تكل ، وتكدح ولا تمل من الإكثار من ذكر الله عز وجل والتقرب إليه بالطاعات ونوافل العبادات .

8- تخدم الإسلام : إذا ارتبطت بالعلماء العاملين : الذين لهم قدم صدق وجهاد معلوم في نصرة هذا الدين ، فإن السير تحت علمهم وتوجيههم فيه خير عظيم ، ونفع عميم .

9- تخدم الإسلام : إذا نظمت الوقت بشكل يومي وأسبوعي وشهري : فهناك أعمال تقضيها في اليوم ، وأخرى في الأسبوع ، وثالثة شهرية ، ورابعة سنوية .

مثال اليومي : دعوة من تراهم كل يوم ، وأسبوعي : من تقابلهم كل أسبوع ، وشهري : مثل اجتماع الأسرة العائلي الشهري ، وسنوي : مثل اللقاءات الكبيرة السنوية أو السفر إلى الحج أو العمرة وهكذا .

10- تخدم الإسلام : إذا وهبته جزءاً من همك ، وأعطيته جزءاً من وقتك وعقلك وفكرك ومالك ، وأصبح هو شغلك الشاغل وهمك وديدنك ، فإن قمت فللإسلام ، وإن سرت فللإسلام ، وإن فكرت فللإسلام ، وإن دفعت فللإسلام ، وإن جلست فللإسلام .

11– تخدم الإسلام : كلما وجدت باباً من أبواب الخير سابقت إليه وسرت إلى الإسهام بالعمل فيه … لا تتردد ولا تؤخر ولا تُسوف الجيريا.الجيرياالجيريا

تخدم الإسلام : إذا ربطت قلبك بالله عز وجل وأكثرت من الدعاء والاستغفار ومداومة قراءة القرآن ، فليس أنفع في جلاء القلوب وصقل الأرواح وجعلها تعمل ولا تكل ، وتكدح ولا تمل من الإكثار من ذكر الله عز وجل والتقرب إليه بالطاعات ونوافل العبادات

لو قام بها كل انسان لعاشت امة محمد بالف سلام

بارك الله فيك اختي ربي يقدرنا على فعل الخير
السلام عليكم
موضوع رائع وطرح موفق
صدقت فمن علق قلبه بالله وجعل نصب عينيه رفع راية الدين فسينجح باذن الله
لان من ينصر الدين ينصره الله
بارك الله فيك
اللهم اجعلنا واولادنا ممن وهبتهم الاخلاص والتفاني في خدمة الاسلام

موضوع قيم وانتقاء مميز بارك الله فيك

تخدم المراة دينها و اسلامها اذا اخذت بعين الاعتبار و الجد تربية اولادها تربية اسلامية صحيحة و تعمل كل ما بوسعها لتحفيظهم القران و تعاليم الدين وتحذرهم من شر الفتنة و اتباعنا الاعمى للغرب فيكل شئ حتى نسينا لمن ننتسب
جزاك الله خيرا على الموضوع القيم
ربي يجازيك اختي علي الموضوع
بوركت على الطرح القيم حبيبتي
أسأل الله أن يجعلنا في خدمة ديننا بأقولنا و أعمالنا

بارك الله فيك اختي
إن أول تكليف في الإسلام الدعوة، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ} [المدثر: 1، 2]. فالانتساب إلى الإسلام يتطلب من كل فرد بذل الجهد؛ من أجل أن تكون كلمة الله هي العليا.
كان الرسول وحيدًا يدعو إلى الله على بعيره، وهو نبي الرحمة، وحمل همَّ الدين حتى كادت نفسه أن تخرج بسبب إعراض بعض مَن يدعوهم إلى الإسلام، قال تعالى: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا} [الكهف: 6].
وأبو بكر الصديق -رضي الله عنه- يحمل همَّ الدين من أول يوم أسلم، فيسلم على يديه ستة من العشرة المبشرين بالجنة. وكان الصحابة -رضي الله عنهم- من أول يوم إسلامهم وهم ينشرون الدين بالحكمة والموعظة الحسنة .
وخالد بن الوليد -رضي الله عنه- بعد أن جاهد وأبلى بلاء حسنًا في الإسلام، يقول وقد كبرت به السن وهو مريض على الفراش يعاتب نفسه كيف يموت هذه الميتة، ولم يمت داعيًا أو غازيًا في سبيل الله.
نعم مَنْ مِنَّا قبلَ أنْ ينامَ يفكِّر بأمْرِ هذا الدِّينِ ؟؟ يقلِّب جَنْبَه يميناً و يساراً ، تُرَى ماذا قدَّمتُ لهذا الدِّينِ ؟؟ ماذا أعطاني الله و ماذا أعطيتُ لهذا الدِّينِ ؟؟ ماذا قدَّمتُ ؟؟ عندما قالَ الله تباركَ و تعالى :" … إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ … (7) " سورة محمَّد ، تُرَى هل نصرتُ الله ؟؟ هل نصرتُ الدِّينَ حتَّى ينصرني الله تباركَ و تعالى ؟؟
أسألُ الله جلَّ في عُلاهُ أنْ يجعلَنا ممنْ يحملُ هَمَّ هذا الدِّينِ و يدعو إليه و ينشرُه بين النَّاسِ و يعملُ به.

بارك الله فيك أختي

خطأ شائع يا أهل الإسلام 2 2024.

بسم الله الرحمان الرحيم.ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل وتوفي في 12 من ربيع الثاني(متفق عليه في يوم وفاته).فمثلا نفرض انه جاء احد المستشرقين او نصراني درس الدين الإسلامي وتزامن مجيئه مع 12 من الربيع الثاني.بالله عليكم ما يقول :"يحتفلون بموت نبيهم:",والله إني لأعجب من قوم لا يعرفون عن نبيهم إسماءه سوى محمد وإذا غضب احدهم على شخص اسمه محمد قال له يا مندب.ولا يعرفون متى ولد ومتى توفي و من هم أولاده وبناته.وأزواجه.ولا أصحابه و لا يتبعونه فيما أمر ولا ينتهون عما نهى وزجر و يحتفلون ببدعة أخترعها لهم الفاطميون(الباطنيون الذين يحرفون القرآن)./والذين حكموا مصر و ينتسبون الى شخص اسمه عبيد الله بن ميمون القداح وقال عنه المؤرخون هو مجوسي دس نفسه في المسلمين ليزعزع لهم دينهم وهو من اخترع هذا المولد بدعوى الحب.و مولد علي بن ابي طالب ومولد الحسن والحسين ومولد فاطمة الزهراء./و إذا قلت لهم هذا يخص الرسول لماذا لم يحتفل به هو اتحبونه اكثر مما يحب نفسه اتحبونه اكثر من اصحابه وبناته وزوجاته…من المفروض يامن تدعون حبه فرقوا أولا بين يوم ميلاده ويوم وفاته والله إني لأعجب……..والسلام عليكم

بارك الله فيك و جزاك خيرا
صدقت و الله
الجيريا شكرا لك على هذا
شكرا لك

عقيدة الإنسان في الإسلام 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الأخوة الكرام، إن من لوازم الإيمان بالله وتوحيده أن تستقيم على أمره، وألح وأكرر: أن دروس العقيدة ليست أن تعلم ما ينبغي أن نعتقد، ولكن أن تعلم ما ينبغي أن نعتقد، وما ينبغي أن تكون عليه بناءً على هذه العقيدة، جانب ينبغي أن تعتقده، وجانب ينبغي أن تكون عليه.
موقع الاستقامة من الدين:
تصور سيارة، وقد سمِّيت سيارة من أجل أن تسير، جهزت بكل شيء إلا المحرك، فالمحرك يجعلها تسير، فإذا ألغي المحرك ألغيت السيارة، يجب أن نعلم جميعاً أن موقع الاستقامة من الدين كموقع المحرك من السيارة، فإذا تعطل هذا المحرك ألغيت صفة السيارة.

إنّ كل نشاطات المسلم إن لم تكن الاستقامة مرافقة لها فلا قيمة لها إطلاقاً، بل ينقلب الدين إلى ثقافة، أو إلى تراث، أو إلى فلكلور، أو إلى عادات، أو إلى تقاليد، أما الدين فهو التزام.
هذا الراعي الذي سأله ابن عمر: بعني هذه الشاة، وخذ ثمنها؟ قال: ليست لي، قال له: قل لصاحبها: ماتت، وخذ ثمنها؟ قال: والله إنني لفي أشد الحاجة إلى ثمنها، ولو قلت لصاحبها: ماتت، أو أكلها الذئب لصدقني، فإني عنده صادق أمين، ولكن أين الله؟
هذا الراعي ثقافته محدودة جداً، ما عنده مكتبة ضخمة، ولا مؤلفات أبداً، لكنه خاف من الله،

فوضع يده على جوهر الدين، والذي يحمل شهادات لا تعد ولا تحصى، وله مؤلفات كبيرة جداً، وله اسم لامع جداً في سماء المعرفة، ولم يكن مستقيماً، فإنّ هذا الراعي أفقه منه، كفى بالمرء علماً أن يخشى الله، وكفى به جهلاً أن يعصيه.

قال الله تعالى:
(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)
[سورة فصلت: 30]
(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)
[سورة الأحقاف: 13]
(فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ)
[سورة هود: 112]

إن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، الاستقامة حدية، كما يطبقها النبي عليه الصلاة والسلام وهو سيد الخلق يجب أن يطبقها المؤمن، وهو أدنى مرتبة في الإيمان، وأقلّ مؤمن يجب أن يستقيم كاستقامة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنها حدية، كما لو أن أعلى طبيب في الأرض إذا أراد أن يعطي حقنة يعقمها، وأقلّ ممرّض في العالم إن أراد أن يعطي حقنة يعقمها تعقيماً حدياً ينطبق على أعلى طبيب، وعلى أدنى ممرض،

قال تعالى:
(قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ)
[سورة فصلت: 6]
(وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً)
[سورة الجن: 16]
جميل جداً أن تعبد الله العبادات الشعائرية، جميل جداً أن تتقن صلاتك، جميل جداً أن تتقن صيامك، أن تتقن حجك، أن تتقن إنفاق الزكاة، والأجمل من هذا كله أن تكون مستقيماً قبل أن تصلي.
لذلك عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيِّ قَالَ:
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قُلْ لِي فِي الْإِسْلَامِ قَوْلًا لَا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا غَيْرَكَ قَالَ قُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ فَاسْتَقِم
[مسلم]

يعني قل لي قولاً جامعاً مانعاً، قل لي قولاً موجزاً يكفيني، قل لي قولاً أستغني به عن كل قوي فقال عليه الصلاة والسلام:
قُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ فَاسْتَقِم

لا شيء من نشاطات المسلم يعدل أن تستقيم على أمر الله بعد سلامة العقيدة، لأن كل ثمار الدين لا تقطف إلا بعد الاستقامة، ومن دون استقامة يغدو الإسلام تراثاً وعادات وتقاليد، بل يغدو أقرب إلى الفلكلور منه إلى التشريع.

في بعض الروايات أن أعرابيًا سأل رسولَ الله صلى الله عليه وسلم مثل هذا السؤال، فلما قال له:
قل آمن بالله، ثم استقم، قال: أريد أخف من ذلك، قال: إذاً فاستعد للبلاء
إن رأينا الاستقامة صعبةً إذاً فلنستعد للبلاء.

هناك إنسان معه التهاب حاد في المعدة، سأل الطبيب: ماذا تنصحنى أن آكل؟ قال: ممنوع إلا بضعة أكلات بطاطا، ورز، وتفاح فقط، قال له: هذه صعبة، قال: استعد لعملية جراحية، إن لم تقبل هذه الحمية الشديدة فاستعد لعملية جراحية،
البشارة للمستقيمين،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

استقيموا ولن تحصوا
[ابن ماجه عن ثوبان بسند صحيح]

حقيقة الاستقامة:
أيها الإخوة، مرة ثانية، مع أن هذا المثل أردده كثيراً، التجارة لها آلاف النشاطات، لكنها مضغوطة كلها بكلمة واحدة، الربح، فإن لم تربح فلست تاجراً، كذلك هناك آلاف النشاطات في الدين، تقام مؤتمرات، تؤلف كتب، تلقى محاضرات، نراعي التراث الإسلامي، الحضارة الإسلامية، الفن الإسلامي، كل هذه النشاطات وقد تزيد على مئة ألف نشاط تضغط كلها في كلمة واحدة، الاستقامة، فإن لم تكن هذه الاستقامة فكل هذه النشاطات لا قيمة لها.

أنا أتكلم بهذا الكلام، ولا أبالغ، لكن من أجل أن توفروا أوقاتكم، من أجل أن تضعوا يدكم على جوهر الدين، ما لم تلتزم، ما لم تكن وقافاً عند حدود الله، ما لم تأتمر بما أمر، ما لم تنته عما عنه نهى وزجر، ما لم يرَك الله حيث أمرك، ما لم يفتقدك حيث نهاك، ما لم تخش الله في كسب مالك، ما لم تخش الله في إنفاق مالك، ما لم تخش الله في توزيع ثروتك، ما لم تخش الله في تطليق زوجتك، ما لم تخش الله في زواجك، ما لم تخش الله في احتفالاتك، في أفراحك، في أتراحك، ما لم تخش الله في سفرك، ما لم تخش الله في إقامتك، ما لم ترعَ منهج الله، فلا قيمة لكل أعمالك، لأن الطريق إلى الله مسدود، والخط الذي ينبغي أن يكون ساخناً بينك وبين الله مقطوع.

هذه حقيقة الاستقامة، لها الموقع الأول في الدين، ما لم تكن مستقيماً فلا قيمة لكل انتماءاتك الإسلامية، الآن هناك كلمات كثيرة، يقال لك: عنده خلفية إسلامية، خير إن شاء الله، عنده أرضية إسلامية، عنده نزعة إسلامية، عنده فكر إسلامي، عنده ثقافة إسلامية، عنده اهتمامات إسلامية، عنده توجهات إسلامية، عنده عاطفة إسلامية، لكنه ليس مسلماً،

ما لم تستقم فلا تفكر أن تقطف من ثمار الدين شيئاً
ما لم تقف عند الحلال والحرام، ما لم تتورع أن تأكل درهماً من حرام فلن تفلح، وترك دانق من حرام خير من ثمانين حجة بعد حجة الإسلام.
أنا أؤكد لك بالدليل يوم سئل النبي عليه الصلاة والسلام عن المفلس:
أتَدْرُونَ مَنْ الْمُفْلِسُ؟ قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ لَا لَهُ دِرْهَمَ وَلَا دِينَارَ وَلَا مَتَاعَ، قَالَ: الْمُفْلِسُ مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ يَأْتِي بِصَلَاةٍ، وَصِيَامٍ، وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ عِرْضَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُقْعَدُ، فَيَقْتَصُّ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ، فَطُرِحَ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّار
[مسلم، الترمذي]

هو يصلي، قال تعالى:
(إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ)
[سورة التوبة: 54]
يصلون.
من حج بمال حرام، و ضع رجله في الركاب، وقال: لبيك اللهم لبيك، ينادى: أن لا لبيك، ولا سعديك، وحجك مردود عليك.

(قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ)
[سورة التوبة: 53]
مَن لم يدع قول الزور، والعملَ به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه .

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ
[البخاري]

هذه حقيقة، أنت تطلب من الله الكرامة، وهو يطلب منك الاستقامة، أنت مسلم حينما تستقيم، وإلا فأنت مثقف، عندك ثقافة إسلامية، ما لم نجد إسلامك في عملك.

الاستقامه كما فهمها الصحابة:
سيدنا أبو بكر قال:
الاستقامة ألا تشرك بالله شيئاً
سيدنا الصديق فهم الاستقامة على أنها التوحيد، وهذا فهم سديد، أنت حينما توحد لا تكذب، حينما توحد لا تنافق، حينما توحد لا تتضعضع أمام غني، أنت حينما توحد لا تغش المسلمين، الأمر بيد الله، هو الرزاق، هو الحافظ، علاقة الاستقامة بالتوحيد علاقة يسموها علاقة عضوية، أنت مستقيم بقدر ما أنت موحد، وأنت ضعيف الاستقامة بقدر ضعف توحيدك، الرزاق هو الله، فحينما يكذب الإنسان من أجل الرزق معنى هذا أنه غير موحد، حينما ينافق من أجل الحفاظ على منصبه معنى هذا أنه غير موحد، سيدنا الصديق فهم الاستقامة على أنها التوحيد.

سيدنا عمر قال:
الاستقامة أن تستقيم على الأمر والنهي، ولا تروغ روغان الثعلب
أما سيدنا الفاروق ففهِم الاستقامة على أن تأتمر بما أمر، وأن تنتهي عما عنه نهى وزجر، الاستقامة الأمر والنهي،

سيدنا عثمان
قال: استقاموا أخلصوا العمل لله
سيدنا عثمان رضي الله عنه فهم الاستقامة على أنها الإخلاص، كل صحابي فهمها من زاوية، الإخلاص، الإنسان بذكاء قد يمثل، لكن المخلص هو المستقيم، الاستقامة التي تفعلها، وتجاهد نفسك وهواك من أجلها لا تقبل إلا إذا كنت مخلصاً.

سيدنا علي قال:
استقاموا أدوا الفرائض

سيدنا علي فهم الاستقامة على أن تؤدي الفرائض، وما تقرب إلي عبدي بأحب إلي مما افترضته عليه، صلى قيام الليل، وفاتته صلاة الفجر، لا، صلاة الفجر أولى، لأنها فرض، ما تقرب إلي عبدي بأحب إلي مما افترضته عليه.
ابن عمر قال:

دينكَ دينك، إنه لحمك ودمك، خذ عن الذين استقاموا، خذ عن الذين استقاموا عقيدتهم وتصوراتهم، خذ عن الذين استقاموا، ولا تأخذ عن الذين مالوا

تعريف الاستقامة:
أيها الإخوة الكرام: من أدق تعريفات الاستقامة:
هي فعل ما ينبغي فعله، وترك ما ينبغي تركه
هذا هو الدين، الدين حركة، الدين سلوك، الدين التزام، إنه طاعة طوعية، ممزوجة بمحبة قلبية، أساسها معرفة يقينية، تفضي إلى سعادة أبدية.

يتبع……

الاستقامة سلوك الصراط المستقيم، ويشمل فعل الطاعات كلها، الظاهرة والباطنة، وترك المنهيات كلها الظاهرة والباطنة، وتتعلق الاستقامة بالأقوال، والأفعال، والأحوال، والنيات.

تعانةً، وعلى أمر الله تطبيقاً،

الاستقامة كلمة جامعة آخذة بمجامع الدين: هي القيام بين يدي الله على حقيقة الصدق والوفاء، والاستقامة فضلاً عن صحة العقيدة والثبات على الحق.

من جوانب الاستقامة:
لو تعمقنا في معنى استقاموا لوجدنا أنها تعني

1. استقامة العقيدة:
ومن صحت عقيدته صح عمله وقُبل عمله، ومن فسدت عقيدته فسد عمله ولم يقبل عمله الطيب، لأنه ذو عقيدة فاسدة، فلعل في معنى قول الله عز وجل:
(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا)
[سورة الأحقاف]

أي صحت عقيدتهم، فإن صحت العقيدة صح العمل،
أن توحد الله، وألا ترى مع الله أحداً، أن ترى رؤية عميقة ثابتة واضحة صارخة أن الأمر بيد الله وحده،
(وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ)
[سورة هود]

(مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً)
[سورة الكهف]

(وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ)
[سورة الزخرف]
(لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ)
[سورة الأعراف]
(اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ)
[سورة الزمر]

هذا أهم شيء في الاستقامة العقدية، أو الاستقامة الاعتقادية، أن تعتقد أن الله واحد، وأنه وحده المتصرف.

أيها الإخوة الكرام،ما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد، وأن نهاية العلم التوحيد، نهاية نهاية العلم أن توحد الله، وأن توحيد الله مضمون رسالات السماء كلها.

(وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25))
[سورة الأنبياء]

الإنسان متى يعصي؟ حينما يرى جهة غير الله تنفع وتضر، تعطي وتمنع ترفع وتخفض، تعز وتذل، إذاً يرضيها بمعصية الله، أما حينما لا يرى مع الله أحداً يرى يد الله وحدها تعمل، يرى الله في السماء إلهًا،وفي الأرض إلهًا، يرى الله خلّاق وفعّالاً، حينما يوقن المرء أن الأمر كله بيد الله، لابد من أن يتجه إليه وحده.

فالمؤمن الموحد لا يرجو غير الله ولا يتوكل إلا على الله ولا يعقد الأمل إلا على الله ولا يخاف إلا الله ولا يحب إلا الله، فإذا أحب المؤمنين فمن حبه لله، إن أحب أنبيائه المرسلين فمن حبه لله، إن أحب الأعمال الصالحة فمن حبه لله، هذا حب في الله وقد فرق بعض العلماء الكبار الحب في الله عن الحب مع الله، شتان بين الحب في الله وبين الحب مع الله، الحب في الله عين التوحيد، والحب مع الله عين الشرك. فلا تتخذ غير الله رباً ولا ولياً ولا حكماً هذا توحيد الألوهية، أن تكون مستقيماً على أمر الله، قانعاً بما أتاك الله، راضياً بما قسمه الله لك، لا تعتمد إلا على الله لا ترجو إلا الله، لا تفرح إلا بما عند الله، لا تخاف إلا من الله، لا ترى في الأرض جهة تعمل إلا الله.

أيها الإخوة الكرام، لذلك هناك نفاق يخرج من الملة أي من الدين، النفاق الاعتقادي، هو عكس الاستقامة الاعتقادية، أن تقول مالا تعتقد، أن تجامل الناس فيما يعتقدون وأنت لا تعتقد ذلك، هذا هو النفاق الاعتقادي الذي يخرج من الملة وهذا الذي قال الله عنه:
(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ)
[سورة النساء]

وما من مؤمن ورع إلا ويخشى على نفسه من النفاق، وهذا التابعي الجليل الذي التقى بأربعين صحابياً ما منهم واحد إلا وهو يظن نفسه منافقاً من شدة خوفه من الله وورعه.

أيها الإخوة الكرام، هناك نفاق عملي، أن تأتي أفعالك على غير أقوالك أن تأتي أقوالك على غير معتقداتك هذا نفاق اعتقادي يخرج من الملة أشد من الكفر، أما أن تأتي أفعالك خلاف كلامك هذا نفاق عملي، هذا صاحبه وقع في معصية كبيرة لكن يرجى له التوبة،

2. الاستقامة أن تثبت على الحق:
الاستقامة أن تثبت على الحق هذه ثورة التي تظهر عند بعض الشباب ثم تهمد، هذا الإقبال ثم الإدبار، هذا الالتفات ثم التولي، هذه الموجة الطارئة التي تصيب بعض الشباب هذه لا تعني أنهم مستقيمون على أمر الله، الاستقامة تعني الثبات.
(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً)
[سورة الأحزاب]

ينبغي أن تكون مستقيماً في الرخاء وفي الشدة، في إقبال الدنيا وفي إدبارها، في المنشط والبركة، حينما تكون شاباً كسيدنا أسامة، وحينما تكون شيخاً كأبي أيوب الأنصاري، الاستقامة تعني الثبات، الإنسان يستقيم إذا كان فقيراً أحياناً، ويفسق إذا اغتنى، يستقيم إذا كان أعزبَ، ويقصر إذا كان متزوجاً، يستقيم إذا كانت الدنيا منصرفة عنه، فإذا أقبلت عليه قد لا يستقيم، من معاني الاستقامة: الثبات.

(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً)
ماذا قال بعضهم في غزوة الخندق؟

أيعدنا صاحبكم أن تفتح علينا بلاد قيصر وكسرى وأحدنا لا يأمن أن يقضي حاجته؟

(مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً)
[سورة الأحزاب]

لذلك لا بد من امتحانات، من أجل فرز المؤمنين.
(مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ)
[سورة آل عمران]

لابد من فرز، وأحياناً بعض الشدائد هي التي تفرز.
(إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً)
[سورة الأحزاب]

أما الذين في قلوبهم مرض فقالوا:
(مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورا)
[سورة الأحزاب]

أول معنى من معاني الاستقامة: الثبات في المنشط وفي المكر، في العسر واليسر، في الشباب والشيخوخة، في إقبال الدنيا وفي إدبارها، قبل الزواج وبعد الزواج، قبل التجارة وبعد التجارة، ومن معاني الاستقامة: أن تقف عند حدود الله لأن تجاوز الحدود طغيان، وهذا يتناقض مع الاستقامة.

أيها الإخوة: إن الاستقامة في التحليل الدقيق ليست سوى تمحور المسلم حول مبادئه ومعتقداته، مهما كلف ذلك من عنت ومشقة، حقيقة التدين التمحور حول المبدأ مهما كلف من ثمن،
سيدنا عمر حينما جاءه جَبَلة مسلماً رحب به، فلما طغى وضرب بدوياً، وهشم أنفه، وشكاه البدوي إلى عمر، استدعى الملك الغساني جبلة، قال له: أرضِ الفتى، لابد من إرضائه، والقصة طويلة، قال جبلة: كان وهماً في خلدي أنني عندك أقوى وأعز، أنا مرتد إذا أرغمتني، قال عمر:
عنق المرتد بالسيف تحز، عالم نبنيه، كل صدع فيه بشبا السيف يداوى، وأعز الناس بالعبد بالصعلوك تساوى

لقد ضحى بملك، ولم يضحِ بمبدأ، هذه المجتمعات التي يمكن أن ترقى إلى أعلى عليين، المبادئ فيها كل شيء، و المصالح ليست بشيء، لكن المجتمعات حينما تتخلف تصبح المصالح كل شيء، ولو ضحينا بكل المبادئ الإنسانية، إما أن يكون المبدأ محوراً، وإما أن تكون المصلحة محوراً.

أيها الإخوة الكرام: حقيقة الاستقامة تمحور حول المبادئ والمعتقدات، مهما كلف من عنت ومشقة، ومهما ضيّع صاحبها من فرص ومكاسب.

أيها الإخوة الكرام: من الثابت أن المرء إذا أراد أن يعيش وفق مبادئه، ورغب إلى جانب ذلك أن يحقق مصالحه إلى الحد الأقصى فإنه بذلك يحاول الجمع بين نقيضين، هذا مستحيل، مستحيل أن تتمسك تمسكاً تاماً بمبادئك، وأن تحقق مصالحك في أعلى درجة، هما نقيضان لا يجتمعان،

قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
مَنْ أَحَبَّ دُنْيَاهُ أَضَرَّ بِآخِرَتِهِ وَمَنْ أَحَبَّ آخِرَتَهُ أَضَرَّ بِدُنْيَاهُ
[أحمد]
فلابد من امتحان صعب.

سئل الإمام الشافعي: أندعو الله بالتمكين أم بالابتلاء، فقال:
لن تمكنوا قبل أن تبتلوا

أيها الإخوة: إن تحقيق المصلحة على حساب المبدأ يعد انتصاراً لشهوة أو لمصلحة آنية، أما الانتصار للمبدأ على حساب المصلحة فإنه تربع على قمة من الشعور بالسعادة، والرضا، والنصر، والحكمة، والانسجام، والثقة بالنفس، وقد أثبتت المبادئ أنها قادرة على أن تكرِّر الانتصار للمرة تلو المرة، كما أثبت الجري خلف الشهوات دون قيد ولا رادع أنه يحقق نوعاً من المتع والمكاسب الآنية، لكنه لا يفتأ أن يرتد على صاحبه بالتدمير الذاتي، حيث ينمو الظاهر على حساب فساد الباطن،

ويتألف الشكل على حساب المضمون، فحينما تنتصر لمبدأك تشعر بسعادة لو وزعت على أهل بلد لكفتهم، تشعر بالانسجام بين ما تعمل وما تعتقد، تشعر بقيمتك كإنسان، تشعر أنك تحمل رسالة، تشعر أنك المخلوق الأول، تشعر أنك تنتمي إلى رب الأرض والسماوات، تشعر أنك رباني، وحينما تنتصر لمصلحتك على حساب مبدئك تستمتع بالحياة قليلاً:

(قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ)
[سورة النساء: الآية 77]

وتتعذب كثيراً، وتنهار من الداخل، وتدمِّر ذاتك.

أيها الإخوة الكرام: إن المبدأ يشبه نظارة ملونة، إذا وضعناها على أعيننا فإن كل شيء يتلّون بلونها، فصاحب المبدأ له طريقته الخاصة في الرؤيا، والإدراك، والتقويم، إنه حينما يرى الناس يتسابقون على الاستحواذ على مكسب دنيوي يستغرب ذلك، ويترفع عن ذلك، لأن مبدأه يقول له شيئاً آخراً غير ما تقوله الغرائز للآخرين، وإذا رأى الناس يخلطون في المال الحرام تقززت نفسه، لأنه يعلم ضخامة العقوبة التي تنتظر أولئك، وإذا أصيب بمصيبة فإنه يتجلد، ويتصبر، لأنه يرجو المثوبة عليها من الله تعالى.

أيها الإخوة الكرام: الحياة درس بليغ، وامتحان صعب، وهذه هي الحقيقة.

أيها الإخوة: لو نظرنا إلى الناس، فهناك من همّه الأكبر النجاح في عمله، والمحافظة على سمعته، وهناك من يتمحور حول المتعة، فهو يبحث عنها في كل ناد وواد، وهناك من يتمحور حول المال، فهو يجوب العالم بحثاً عنه، وهناك من يبحث عن السيطرة والنفوذ، فهو مستعد لأن يفعل كل شيء في سبيل التمكن والتحكم، وتجد ثلّة قليلة بين هذا الطوفان من البشر استهدفت أن تحيا لله، وأن تبحث عن رضوانه، ومن ثَمّ فإنه يمكن أن تفسّر كل أنشطتها ومقاصدها في ضوء هذا المحور، وهذه الثلّة هي التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يفصح عن محورها باعتباره رائداً لها وموجهاً وهادياً:
(قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
[سورة الأنعام: الآية 162]

هناك من همّه الشهوة، هناك من همّه الشهرة، هناك من همّه تكديس الأموال، هناك من همّه السيطرة، هناك من همّه رضوان الله عز وجل والتقرب إليه، وشتان بين هؤلاء وبين هذا النموذج:

(قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)
[سورة الأنعام]

أيها الإخوة الكرام: دائماً وأبداً أردّد هذه المقولة: الحقيقة المُرّة أفضل ألف مَرة من الوهم المريح، إن الذين يعلنون الولاء للمبادئ كثيرون جداً في العالم، بل هم أكثر أهل الأرض، الإعلان بالولاء للمبادئ، ولكن لا تجد في سلوكهم، ولا في مواقفهم، ولا في حركتهم اليومية ما يؤكد هذا الولاء للحق، بل ليس عندهم برهان على ما يدّعون، يمكن أن نقول: إن أكثر الناس ديّنون، وأنا أعني ما أقول، ديناً معلناً، وديناً حقيقياً، ودين المرء الحقيقي هو الذي يمحور حياته من أجله، الإنسان منطقي، والإنسان يحرص على مكانته، يتحدث بالقيم، يعلن ولاءه للمبادئ، ولكن لا تجد في حركته اليومية ما يؤكد هذا الولاء، لذلك لكل إنسان دينان، دين حقيقي، ودين معلن، هذا الذي يتحدث عنه في المجالس هو الدين المعلن، أما الذي يمارسه كل يوم في خلوته وجلوته هو الدين الحقيقي، وسوف نحاسب على الدين الحقيقي.

أيها الإخوة: حقيقة مذهلة، إن من طبيعة المبدأ أنه يمد أصحابه بقوى وإمكانات خارقة وخارجة عن إمكاناتهم الحقيقية، تجد إنساناً صاحب مبدأ، له إنجاز لا يصدق، هذا الإنجاز لا يتناسب مع إمكاناته، لكن الله أمدّه بقدرات استثنائية، لأنه صدّق معه.
إن من طبيعة المبدأ أن يمد أصحابه بقوى وإمكانات خارقة وخارجة عن أرصدتهم الفعلية، ولذا فإن التضحيات الجلية لا تصدر إلا عن أصحاب المبادئ، وأصحاب المبادئ هم أنفع الناسِ للناسِ.

أيها الإخوة الكرام: التمحور حول المبدأ هو الذي يمنح الحياة معنى، يجعلها تختلف عن حياة السوائم الذليلة، التي تحيا من أجل التكاثر ومجرد البقاء.

المبدأ هو الذي يضفي على تصرفاتنا الانسجام والمنطقية، ويجعلها واضحة مفهومة.

أيها الإخوة الكرام: ولابد من واقعية من حين إلى آخر، نحن لا ننكر أن الظروف الصعبة توهن من سيطرة المبدأ على السلوك، لكن تلك الظروف هي التي تمنحنا العلامة الفارقة بين أناس تشبعوا بمبادئهم حتى اختلطت بدمائهم ولحومهم، وأناس لا تكون المبادئ بالنسبة لهم أكثر من تكبيل شكلي لبشريتهم.

3. استقامة الجوارح:

للعين عبادتها وللأذن عبادتها، ولليد وللرجل، هذه الجوارح كل جارحة ينبغي أن تضبط بمنهج الله عز وجل.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
لَا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ وَلَا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ…
[مسند الإمام أحمد]

المعاصي التي يجترحها اللسان لا تعد ولا تحصى، بعض الأئمة الكبار أحصى منها عدداً كبيراً، هناك الغيبة والنميمة والهمز واللمز والاحتقار والسخرية والمحاكاة وما إلى ذلك، فحينما يستقيم لسان الإنسان يستقيم قلبه، لذلك من الذي ينجو من عذاب الله؟ من عد كلامه من عمله ‍! أما المقصرون، بعض المنافقين يقول باللغة الدارجة: كله حكي بحكي.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ لَا يَرَى بِهَا بَأْسًا يَهْوِي بِهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا فِي النَّارِ
[سنن الترمذي]

ورد أن قذف محصنة يعدل، أي يستحق صاحبه العذاب مائة سنة ! قصف محصنة يهدم عمل مئة سنة ! وهذا باللسان فقط، وحينما يتوهم الناس أن معاصيهم فقط أن يشربوا الخمر، وأن يزنوا،وأن يسرقوا، وأن يقتلوا، وما سوى ذلك من اللمم، هذا الذي ضيعهم،وهذا الذي مزقهم،وهذا الذي أفسد حياتهم،وهذا الذي حجبهم عن الله عز وجل،

لَا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ وَلَا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ…

ويقول عليه الصلاة والسلام:
… أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ
[صحيح البخاري]
فلابد من أن يكون قلبك مستقيماً.
(يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)
[سورة الشعراء]

من أجمل ما قاله العلماء عن القلب السليم: هو قلب لا يشتهي شهوة لا ترضي الله، هو قلب لا يقبل خبراً يتناقض مع وحي الله، هو قلب لا يحكم غير شرع الله، ولا يعبد غير الله.

ما معنى قول النبي الكريم في الحديث:
…وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ …
[صحيح البخاري]

أي لا يرى إلا بنور الله، ضبط عينه عن أي نظرة لا ترضي الله، وإن قلنا:العين بداية البصيرة لا يعتقد،ولا يرى حقيقة إلا وفق ما جاء به الوحيان، الكتاب والسنّة، وأما سمعه لا ينظر إلى باطل،ولا إلى كذب،ولا إلى بهتان، ولا إلى غيبة،ولا إلى نميمة،ولا إلى كلام يتناقض مع كلام الله،ولا يصغي إلى اقتراحات تتناقض مع أصل الدين، يسمع بنور الله.

كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ
ولا يفعل شيئاً لا يرضي الله بيده،
وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا
وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا
ولا يتجه إلى مكان لا يرضي الله يتجه نحو مساجد الله، نحو حفل يرضي الله، نحو إصلاح بين زوجين، نحو دعوة إلى الله، حركته في سبيل الله، وأعماله مضبوطة بمنهج الله، ورؤيته وسمعه وفق وحي الله.

4. الاستقامة ألا تطغى:
أيها الإخوة الكرام
(فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا)
[سورة هود]
نقف وقفة متأنية عند كلمة: ولا تطغوا، لا تطغوا نهي يشير إشارة واضحة إلى أكبر عقبة تعترض سبيل الاستقامة، يبدو أن من طبيعة البسط، من طبيعة القوة، من طبيعة الغنى، من طبيعة التمكن في الأرض الطغيان، ولا تطغوا.

أيها الإخوة: قال تعالى:
(وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ)
[سورة الشورى: الآية 27]
(كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى)
[سورة العلق]
أن رأى نفسه قوياً، غنياً، صحيحاً، ممكّناً في الأرض، يبدو هذا من خصائص النفس، أنها إذا استغنت متوهمة عن ربها، أو قويت، أو اغتنت، أو كان حولها أناس كثيرون تعتزّ بهم طغت، وبغت، لذلك يذكرنا الله عز وجل فيقول:
(فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا)
[سورة هود: الآية 112]
أيها الإخوة: الطغيان مجاوزة الحد، هذا الطغيان يتجسد في صور متعددة، فبغي القوة البطشُ بالضعفاء، وبغيُ الجاه والنفوذ الظلمُ وأكلُ الحقوق، و بغيُ العلم اعتمادُ العالم على ما لديه من شهرة ومكانة، مما يدفعه إلى القول بغير دليل، ورد أقوال المخالفين من غير حجة ولا برهان، طغيانُ المال التبذيرُ والإسرافُ والتوسعُ الزائد في المتع والمرفهات:
(فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ)
[سورة هود: الآية 112]

أيها المستقيم، إما أن تكون غنياً، قوياً، عالماً كبيراً، ممكّناً في الأرض، فأكبر منزلق ينتظرك أن تطغى، أن تتجاوز الحد، لثقة بمالك، أو بعلمك، أو بشهرتك، أو بقوتك:

(فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا)
[سورة هود: الآية 112]
وقد يكون المستقيم ضعيفاً فقيراً، في أدنى درجات السلم الاجتماعي، على خلاف الحالة الأولى، هذا المستقيم الضعيف، هذا الذي يشعر بحاجة إلى كل شيء، ما منزلقه؟ منزلق آخر:
(وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا)
[سورة هود: الآية 113]

أيها الإخوة: أصحاب الطموحات، أصحاب التطلعات المصلحية، الضعفاء، مَن يمرون بظروف صعبة قد ينزلقون إلى مصانعة الظالمين، ومداهنة الأشرار، وإشعارهم بالرضا عما هم فيه، كي يستفيدوا من قوتهم، وما لديهم من متاع في تحسين أحوالهم، وتحقيق مكاسبهم، مع أن طبيعة الاستقامة والالتزام بهذه الحال تقتضي المناصحة والهجر، والضغط الأدبي، والتحذير من التمادي، هذا كله منافٍ للركون، لكن الشيطان يبرهن دائماً أنه يملك خبرات متميزة في تزيين الباطل، فقد يدّعي إنسان مؤمن، وهو مستقيم أنه من الحكمة أن يفعل كذا وكذا، هو ليس من الحكمة، ولكن من تزيين الشيطان، فالقوي، والغني، والمتمكن من العلم منزلقه الطغيان، والضعيف المحتاج الذي يحتاج إلى تحقيق مصالحه منزلقه ممالأة الظلمة.

(فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا)
كأن الله سبحانه وتعالى بهذا النهي الذي جاء بعد الأمر عرّف مضمون الأمر، الاستقامة ألا تطغى، ألا تتجاوز الحدود، من تجاوز الحدود فهو من الحضرة مطرود، ألا تطغى على من حولك، ألا تطغى عليهم بلسانك ولا بفعلك ولا بمعاملتك ولا بنظراتك ولا بسوء ظنك.

الاستقامة ليست نسبية:
فالاستقامة أيها الإخوة: ليست نسبية، ولكنها حدّية، أما الانحراف نسبي إذا قلت هذا المستودع محكم، للإحكام حالة واحدة، أما إذا قلت غير محكم عدم الإحكام نسبي، قد يفرغ ما فيه في ساعة، وقد يفرغ ما فيه في سنة، وقد يفرغ ما فيه في خمس سنوات، عدم الإحكام نسبي، أما الإحكام حّدي.

نتائج الاستقامة:
قال الله تعالى:
(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ)
[سورة فصلت الآية: 30-31]
أقف عند كلمة
(أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا)
[سورة فصلت]
هذا الزمن هناك ماض، وهناك حاضر، وهناك مستقبل
(أَلَّا تَخَافُوا)
من المستقبل، لا يوجد مفاجآت.
(قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا)
[سورة التوبة الآية: 51]
المؤمن بعين الله، بحفظه، برعايته، لأن توقع المصيبة مصيبةٌ أكبر منها، أنت من خوف الفقر في فقر، من خوف المرض في مرض
(أَلَّا تَخَافُوا)
هذه الكلمة غطت المستقبل
(وَلَا تَحْزَنُواوَلَا تَحْزَنُوا)
لا تندم على ما فات وهذه الكلمة غطت الماضي، فالمستقيم يمنحه الله حالة عجيبة لا يخشى من المستقبل، ولا يندم على الماضي
(أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا)
لذلك ليس في قاموس المؤمن لو،
لا تقل لو أني فعلت كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن كلمة لو تفتح عمل الشيطان
(تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا)
الآن:
(وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ)
لكرامة المؤمن عند الله يجعل الله له نعم الدنيا متصلة بنعم الآخرة، في الدنيا
(أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا)
فإذا وافته المنية
(وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)
ومن آثار الاستقامة:
(وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً)
[سورة الجن]
أكبر دافع إلى الاستقامة هو الإيمان بالآخرة:
قال الله تعالى:
(وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ)
[سورة المؤمنون]
تبين أنه أكبر دافع إلى أن تستقيم أن تؤمن بالآخرة، هناك حساب.

خلاصة القول:
أيها الأخوة، الاستقامة من لوازم الإيمان، لعلي ألححت أكثر مما يجب: على أن العقيدة الصحيحة ليست أن تعلم ما ينبغي، لكن العقيدة الصحيحة الكاملة أن تعلم ما ينبغي أن تعتقد، وأن تكون على ما ينبغي أن تكون، من استقامة، ومن توكل، ومن توحيد، ومن مراقبة، ومن أعمال صالحة، دائماً اسأل نفسك: أين أنا من صفات المؤمن الناجي؟.
أيها الأخوة الكرام، يقول عليه الصلاة والسلام:
إنما العلم بالتعلم، وإنما الكرم بالتكرم، وإنما الحلم بالتحلم
وروعة هذا الدرس: أن ينقلب إلى سلوك، إلى سمت حسن، إلى صمت واع، إلى نطق بذكر الله،

أمرت أن يكون صمتي فكراً، ونطقي ذكراً، ونظري عبرة
أي لا يكون المسلم مسلماً، إلا إذا كان متميزاً بأخلاقه، وسمته، وهيبته، وسكونه.

والحمد الله رب العالمين

منقول عن:
العقيدة – العقيدة من مفهوم القران والسنة – الدرس ( 28-40) : مستلزمات التوحيد -8- المراقبة والإستقامة
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ:

الموضوع كله للاخت المتفائلة برحمة الله قمت بتقسميه لانه طويل جدا

من الاحسن ان يقسم مثل هذا الموضوع الى كم من جزء لتتم الاستفادة منه الجيريا

توجيهات الإسلام في موضوع الزينة 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

هناك توجيهات ووصايا في موضوع الزينة، دلت عليها النصوص الشرعية، ولا ريب أنَّ الأخذَ بهذه الوصايا والآداب سعادة للمرأة المسلمة، وصلاح للمجتمع بأسره، وأرجو ألاّ يغيب عن بال المرأة [ ] أنَّ امتثال أوامرِ الشرع تثاب عليه، متى كان ذلك طاعةً لله ولرسوله -صلى الله عليه وسلم- وأنَّ تركها الواجبات أو فعلها المحرمات يجعلها تستحقُ العقاب..

ولنذكر بعضاً من هذه التوجيهات في موضوع الزينة:

مراعاة الضوابط التي حددها الإسلام:

حدد الإسلام شروطاً في موضوع زينة المرأة: كاللباس، والحلي، والطيب، فلابد أن تكون المرأة [ ] المسلمة في هذه وغيرها واقفةً عند حدود الشرع، تنفذُ الأوامر، ولا تقربُ النواهي، وهذا من مقتضيات الإيمان، ومن علامات استقامة القلب [ ] والجوارح، وهو دليلٌ على سعادة المرءِ في دنياه وأخراه.

وفيما شرعهُ الإسلام الكفاية والمصلحة دون التطلع إلى روافد أخرى، قال -تعالى-: (اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسلاَمَ دِينًا)(3) سورة المائدة وهذه الشروط سنفصلها إن شاء الله -تعالى- في هذا الكتاب إذ هي من الأهمية بمكان.

عدم الإسراف في مطالب الزينة:

وهذا ضابطٌ مهمٌ أفردتهُ لذلك، وإلاَّ فهو داخلٌ في عموم ما قبله فأقول: يمنع الإسلام الإسراف في كل شيء، ومنه الإسراف في مطالب الحياة.
والجري وراءَ شهواتالدنيا] ولذاتها، مما يسببُ فساد الأمم، وخراب الديار

.
ولا جدال في أن ظاهرة الإسراف في الزينة موجودة.. إسراف في الملابس، إسراف في الحلي.. إسراف في أدوات التجميل، إسراف في متابعة المستحدثات المستجدات.
والإسلام ينهى عن ذلك كله، فهو ينهى عن الإسراف في الأكل، والشرب، وينهى عن الإسراف في الإنفاق


.

قال -تعالى- : (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين)(الأعراف:31) ويذكر -تعالى- من صفات عباد الرحمن: (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً)(الفرقان:67).

وقال النبي[ ] –صلى الله عليه وسلم- (كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا في غير إسراف ولا مخيلة)(1).

قال في فتح الباري: "والإسراف: مجاوزة الحد في كل فعلٍ, أو قول، وهو في الإنفاق أشهر"(2).

وقال المقري في قواعده: في تعريف السرف: "وهو الزيادةُ على مقدار الضرورة والحاجة، وما أذن فيه من التكملة"(3).

والإسرافُ يكون في كثرة الإنفاق، ويكون بالإنفاقِ من الحرام، ويكون فيما أنفقَ في غير وجهه المأذون فيه شرعاً، وهذه الأحوال يختلف حكمها

.
والله – تعالى- امتـنَّ على عباده بالمال، وجعلهُ قياماً لمصالحهم، ووضع الضوابطَ لاستبقاء المال، كما وضع القيود لإنفاقه، فصاحبُ المال ليس حُراً في غل يده كما يشاء، أو في الإنفاق والتبذير كما يريد، فاليدُ المغلولة كاليد المسرفة، كلتاهما لا يقبلها الإسلامº لأنَّ في ذلك ضرراً على النفس


إنَّ الإسراف أمرٌ يكرهه الإسلام، كما يكره الشح والبخل، يكره البخل لأنَّه حرمان للنفس مما أباح الله لها من طيبات الحياة، وهو سوءُ ظنٍ, بالله -تعالى-، كما أنَّه ضعفٌ في النفس، وفقر شائن

.
ويكره الإسراف، لأنَّ الله -تعالى- جعل المال قياماً لمصالح العباد الدينية والدنيوية، ومن شكر نعمته صرف المال فيما أذن فيه من المنافع، وفي الإسراف والتبذير تفويت لتلك المصالح، إما في حق مضيعها، وهذا ضرر على النفس، أو في حق غيره وهذا ضرر على الآخرين، والإسراف سوءُ تصرف ينبئُ عن الأثرةِ والأنانية، لا يبالي صاحبهُ إن اجتاحت المجتمع فاقة ما دام هو يمرحُ في الثروة والغنى! ولا يتألم إن هلك المجتمع جوعاً ما دام قد أغفلته التخمة، ولا يحسٌّ إن عري الناس ما دام متابعاً للحديث من المركب والأثاث واللباس

!
يقول الله -تعالى-: (وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيراً إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان] لربه كفوراً)(الإسراء:26-27).

قال البخاري: قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "لا تبذر": لا تنفق بالباطل (4).
وأخرجه ابن جرير من طريق عطاء الخراساني عن ابن عباس قال: لا تنفق بالباطل، فإنَّ المبذر هو المسرف في غير حق

.
وأخرجه ابن جرير أيضاً من طريق عكرمة، ومن طريق العوفي عن ابن عباس قال: المبذر: المنفق في غير حقه

.
وهكذا قال ابن مسعود وقتادة: إنَّ التبذير إنفاقُ المال في غير حقه (5).
قال أهل اللغة: وهو مأخوذ من تفريق البذر، وإلقائه في الأرض كيفما كان من غير تعهدٍ, لمواقعه. (6).

وعن المغيرة بن شعبة –رضي الله عنه- أن النبي[ ] -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنَّ الله حرم عليكم عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنعاً وهات، وكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال)(7).

قال النووي في رياض الصالحين: "وإضاعةُ المال": تبذيرهُ وصرفهُ في غير الوجوه المأذون فيها من مقاصد الآخرة والدنيا، وترك حفظه مع إمكان الحفظ (8).

هذه نصوص من الكتاب والسنة، تنهى عن الإسراف، وتكره التبذير، وتحثُ على الاقتصاد والتوسط، فعلى المسلم أن يراقب الله -تعالى- في هذا المال الذي أعطاه، فيقومُ بشكر ربه المنعم، ومن شكرهِ ألاَّ يصرفهُ في غير ما أذن له فيه، ولا يسرف في مأكله ومشربه وملبسه ومسكنه، وعليه أن يلزم الاقتصاد وحين التدبير

.

قليل المـال تصلحه فيبقـى ولا يبقـى الكثيـر مع الفساد…

جزاك الله الف خير
بارك الله فيك و جزاك خيرا شكوورة على مواضيعك القيمة أُخيّتي

الجيرياالسلام عليكمالجيريا
الجيرياموضوع رائع يالغلاااالجيريا
الجيرياالف شكر لكِالجيريا
الجيريابأنتظـار المزيد من مواضيعكِ المميزهالجيريا
الجيرياتقبلي تحيـــاتيالجيريا

لكن الواقع بخلاف ذلك..
لقد كثر المال بأيدي جمعٍ, من النساء، إما بسبب مرتبٍ, تتقاضاه، أو لأنَّها تحت زوجٍ, منفق، أو لها أبٌ غنيٌ يبذل المال بغير حساب، فهي تبددُ هذه الأموال بلا رويةٍ, ولا تفكر! اهتمامها ورغبتها في تنويع اللباس والحلي ووسائل التجميل! بل من النساءِ من تحب التغيير في الأمتعةِ والأثاث متابعة للحديث! وهذا شاهدٌ على نقصان عقلها، ونقصان عقل من يقرها على هذا التبذير، وسوء التدبير

.
إنَّ كلاّ من المسلم والمسلمة مطالبٌ في ماله بحقوقٍ, وواجبات ومندوبات: من زكاةٍ,، وصدقةٍ,، وصلةٍ, للأرحام، ومشاركةٍ, في سبيل الخير، ومشاريع البر، وإنَّ الإنفاقَ في هذه الوجوه دلالةٌ واضحة على التطهر من الشح والتقتير، ودليلٌ على الشعور بمرحمةِ الناس، والوفاءِ بحق المال، وشكر المنعم على فضله وعطائه



.
إنَّ هذه الأموال التي تبددها كثيرٌ من النساءِ هي عونٌ لأصحاب المقاصد الفاسدة، ممن يقفُ وراءَ معامل الأقمشة الأجنبية، وبيوت الأزياء، ووسائل التجميل، ممن يضعون في حسابهم إفساد المراة ] قبل نهب مالها، عن طريق تصميم الأزياء، واختراع أدوات التجميل التي تجعل المرأةَ ألعوبةً بأيديهم! فهي لا تفكرُ إلاَّ بعقولهم، ولا تلبسُ إلاَّ ما يريدون، ولا تتزينُ إلاَّ بما يخترعون، فلعبوا بعقلها وضيعوا مالها، وقضوا بمكرهم على عفتها وحيائها



!
إنني أدعو المراة ] المسلمة أن تراجع حسابها في مجال الإنفاق على وسائل الزينة، وتتذكر أنَّ الإسراف والنفقات الباهظة في هذه الكماليات، وإرهاقُ الأب أو الزوج ] بتكاليفها، أمرٌ ينبذهُ الإسلام، ويحذرُ منه، وعليها أن تجعلَ للتكافل الاجتماعي، وصلة الأقارب، والإسهام في طرق الخير، نصيباً فيما أعطاها الله من المال، وهذا من شكرُ المنعم، وبالشكر تدوم النعم

.
إضاعةُ الوقت [ ] في الزينة:
الوقت ] هو الحياة، وهو سريع الانقضاء، وما مضى منهُ لا يرجعُ ولا يعوضُ بشيء! والمسلم والمسلمة كل منهما مطالبٌ بحفظِ وقته كحفظ ماله، بل أشد! فعلى المسلم أن يحرص على الاستفادةِ من عمره، وصرفَ وقتهِ فيما يرجو نفعه، وإنَّ قتلَ الوقتِ قتلٌ للنفس، لأنَّ الوقتَ هو حياة الإنسان. وقد تواترت النصوص في الحثِّ على الاستفادة من ساعاتِ العمر قبل الفوات

.
وإنَّ المرأةَ التي تمضي الساعة تلو الساعة أمام المرآة، لتجميلِ وجه، وتسريحِ شعرٍ,، وما إلى ذلك، هي ممن أضاعَ الوقت، وفرطَ في العمر، إنَّ الإسلامَ جعل الزينة وسيلةً لا غاية، وسيلةً لتلبية نداءِ الأنوثة في المرأة، وللظهور أمام زوجها بالمظهر الذي يجلب المحبة، ويديم المودة، ولكن يجبُ أن يكون ذلك بقدرٍ, معين في النوع و و الوقت ] والمال

.
وكم من فائدةٍ, تحوزها المراة لو أنفقت أوقاتاً تقضيها في الزينة أو التجمل المزيف، في فعل طاعةٍ, أو واجبِ رعايةٍ, وحفظِ حق، أو عملٍ, صالح، تجد ذخرهُ عند الله -تعالى-، إذا خلصت نيتها وحسن مقصدها

.
وكما أنَّ إضاعة الوقت [ ] في الزينة أمرٌ لا يرضاهُ الإسلام، فكذلك لا يرضى إضاعتهُ في البحث عن وسائل الزينة، ومتابعة المستحدثات، وكثرة ارتياد الأسواق

.
الزينة للزوج:
الزينةُ المتناسقة مع الفطرة، ومع التكوين العام للمرأة أمرٌ لا يمنعه الإسلام، بل يحثٌّ عليه ويرغب فيه، و المراة المسلمة مطالبة بأن تكون زينتها لشريك حياتها وهو الزوج [ ] فعليها أن تظهرَ أمامهُ بالمظهر اللائق: في حسنِ الملبس، وطيبِ الرائحة، وحسن العشرةº لأنَّ ذلك سببٌ لجلبِ المودةِ بين الزوجين ودوامِ المحبةِ والوئام

.
ولتحذر المراة ] المسلمة من التجمل لغير زوجها، وبذل الوقت [ ] لتجميل بشرة، وتسريح شعر، ثم يعقب ذلك خروجٌ لحفلة زواج، أو مناسبةٍ, من المناسبات، ثم هي تهمل مظهرها أمام زوجها، وتتبذل أمامه، ولا تبالي بما هي عليه من هيئةٍ, رثةٍ,، أو رائحةٍ, كريهة! هذا من سوءِ العشرةِ الزوجية، ومن التقصيرِ في حق الزوج

.
وقد ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قيل يا رسول الله: أي النساء ] خير؟ قال: (التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره)(9).
قال السندي: "تسره إذا نظر: أي لحسنها ظاهراً، أو لحسن أخلاقها باطناً، ودوام اشتغالها بطاعة الله والتقوى". ا. هـ(10).
فينبغي للمرأة التي ترجو ثواب الله -تعالى- في رضا زوجها، أن تهتم بمظهرها، وأن يكون لجلوسها مع زوجها وقت الراحة ثيابٌ غير ثياب المطبخ، والعمل في البيت، وكما تهتمُ بمظهرها كذلك تعنى بمظهر أولادها، ولا سيما الصغار من تنظيفِ ثيابهم وأبدانهملأنَّ ذلك من أهم الأسباب التي تجلبُ الراحة للأب، فيقبلُ على مداعبتهم، وملاطفتهم، والأنس بهم، وكذلك تعتني بنظافة بيتها فلا تقعُ عين زوجها إلاَّ على كل حسنٍ, نظيف.
ولا ننسى أن نوصيالزوج أيضاً بحسن العشرة، والظهور أمام زوجه بالمظهر اللائق، في جمالِ الهيئةِ وطيبِ الرائحة، وقيامِ كل منهما بحقوقِ الزوجية، يديم الألفة، ويحققُ السعادةلهما ولأولادهما بمشيئة الله.

اختي ام الوطن راني ساعدتك في انزال الموضوع دون الرجوع الى الصفحة الخاصة بالموقع

بارك الله فيك على الانتقاء المميزللمواضيع…..

اعجبني الموضوع ،شكرا على التوعية.

الوضوء وفضائله على المسلم حمدًا لكَ ياالله على نعمة الإسلام 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، ثم أما بعد :
فهذه جملة من فضائل الوضوء جمعتها ورتبتها لتكون دافعاً للمسلمين على إقامة هذه العبادة العظيمة ، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل:

(1) الوضوء طهارة ، والله عز وجل يحب المتطهرين ، قال تعالى:{ لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108)} التوبة. وقال تعالى:{ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222)} البقرة.
وقال سبحانه :{ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6)} المائدة.
وقال جل شأنه :{ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ}[ الأنفال :11].
والطهارة بمعنى الطهارة الحسية من الأقذار والنجاسات والأحداث ، والطهارة المعنوية من الذنوب والمعاصي.
(2) الوضوء من سنن الفطرة .
أخرج مسلم واللفظ له وأبو داود وابن ماجه والترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : عشر من الفطرة قص الشارب وإعفاء اللحية والسواك واستنشاق الماء وقص الأظفار وغسل البراجم ونتف الإبط وحلق العانة وانتقاص الماء ـ قال زكرياء قال مصعب ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة ـ . زاد قتيبة قال وكيع انتقاص الماء يعني الاستنجاء .
(3) الطُهور شطر الإيمان.
أخرج مسلم (223) وأحمد (22902) عَنْ أَبِى مَالِكٍ الأَشْعَرِىِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ الْمِيزَانَ. وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلآنِ – أَوْ تَمْلأُ – مَا بَيْنَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالصَّلاَةُ نُورٌ وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا ».
(4) الوضوء قبل النوم سبب من أسباب الموت على الفطرة مع ما ورد معه من دعاء فقد أخرج البخاري ومسلم عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَنِ ثُمَّ قُلْ اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ فَأَنْتَ عَلَى الْفِطْرَةِ وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ . قَالَ فَرَدَّدْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا بَلَغْتُ اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ قُلْتُ وَرَسُولِكَ قَالَ: لَا وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ ».
(5) الوضوء سبب لقبول الدعاء فقد أخرج أبو داود والنسائي وصححه الألباني عن معاذ بن جبل : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال« ما من مسلم يبيت على ذكر طاهرا فيتعار من الليل فيسأل الله خيرا من الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه » معنى يتعار أي يستيقظ من النوم .
(6) الوضوء سبب لمغفرة الذنوب.
أخرج البخاري ومسلم عَنْ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ أَنَّهُ رَأَى عُثْمَانَ دَعَا بِإِنَاءٍ فَأَفْرَغَ عَلَى كَفَّيْهِ ثَلاَثَ مِرَارٍ فَغَسَلَهُمَا ثُمَّ أَدْخَلَ يَمِينَهُ فِى الإِنَاءِ فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِى هَذَا ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لاَ يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ».
وفي رواية أخرجها مسلم عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ قَالَ أَتَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ قَالَ إِنَّ نَاسًا يَتَحَدَّثُونَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَحَادِيثَ لاَ أَدْرِى مَا هِىَ إِلاَّ أَنِّى رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- تَوَضَّأَ مِثْلَ وُضُوئِى هَذَا ثُمَّ قَالَ « مَنْ تَوَضَّأَ هَكَذَا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَكَانَتْ صَلاَتُهُ وَمَشْيُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ نَافِلَةً ».
وفي رواية في صحيح مسلم عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أيضاً رضي الله عنه قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ جَسَدِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِهِ ».
وأخرج مسلم وأحمد والترمذي عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ – أَوِ الْمُؤْمِنُ – فَغَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَ مِنْ وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بِعَيْنَيْهِ مَعَ الْمَاءِ – أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ – فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَ مِنْ يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ كَانَ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مَعَ الْمَاءِ – أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ – فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتْهَا رِجْلاَهُ مَعَ الْمَاءِ – أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ – حَتَّى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنَ الذُّنُوبِ ».
(7) حلية المتوضئين إلى حيث يبلغ الوضوء:
دليله ما أخرجه النسائي في الكبرى وصححه الألباني عن أبي حازم قال : كنت خلف أبي هريرة وهو يتوضأ للصلاة فكان يمد يده حتى يبلغ إبطه قال سمعت خليلي يقول: " تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء".
(8) الوضوء سبب لتميز المسلمين يوم القيامة ، ودليله ما أخرجه البخاري ومسلم عَنْ نُعَيْمٍ الْمُجْمِرِ قَالَ رَقِيتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى ظَهْرِ الْمَسْجِدِ فَتَوَضَّأَ فَقَالَ إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ أُمَّتِي يُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ" .
وفي صحيح مسلم منْ حديث أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه : «…… فَقَالُوا كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ :« أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلاً لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَىْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ أَلاَ يَعْرِفُ خَيْلَهُ ». قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ « فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الْوُضُوءِ وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ………».

(9) الوضوء شطر الإيمان :
فقد أخرج مسلم وابن ماجة وغيرهما عَنْ أَبِى مَالِكٍ الأَشْعَرِىِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ الْمِيزَانَ………. ».
(10) الوضوء يزيل أثر العين والحسد بإذن الله تعالى:فقد أخرج ابن ماجه واللفظ له وأحمد في المسند والنسائي في الكبرى وصححه الألباني عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال مر عامر بن ربيعة بسهل بن حنيف وهو يغتسل . فقال لم أر كاليوم ولا جلد مخبأة . فما لبث أن لبط به . فأتي به النبي صلى الله عليه و سلم . فقيل له أدرك سهلا صريعا . قال
: ( من تتهمون به ؟ ) قالوا عامر بن ربيعة . قال ( علام يقتل أحدكم أخاه ؟ إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ) ثم دعا بماء . فأمر عامرا أن يتوضأ . فغسل وجهه ويديه إلى المرفقين . وركبتيه وداخله إزاره . وأمره أن يصب عليه . وفي لفظ أحمد" فَرَاحَ سَهْلٌ مَعَ النَّاسِ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ" .
وأخرج أبو داود وصححه الألباني عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان يؤمر العائن ( الذي أصاب غيره بالعين ) فيتوضأ ثم يغتسل منه المعين ( المصاب بعين غيره ) .
(11) الوضوء سبب لرفع الدرجات ومحو السيئات :
ودليله ما أخرجه مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ ». قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ « إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ ».
وفي الصحيحين عن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « صَلَاةُ أَحَدِكُمْ فِي جَمَاعَةٍ تَزِيدُ عَلَى صَلَاتِهِ فِي سُوقِهِ وَبَيْتِهِ بِضْعًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً وَذَلِكَ بِأَنَّهُ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ لَا يَنْهَزُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلَّا رُفِعَ بِهَا دَرَجَةً أَوْ حُطَّتْ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ وَالْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ مَا لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ مَا لَمْ يُؤْذِ فِيهِ وَقَالَ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاةٍ مَا كَانَتْ الصَّلَاةُ تَحْبِسُهُ».
(12) الوضوء سبب لفتح أبواب الجنة للعبد:
فقد أخرج مسلم عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَتْ عَلَيْنَا رِعَايَةُ الإِبِلِ فَجَاءَتْ نَوْبَتِى فَرَوَّحْتُهَا بِعَشِىٍّ فَأَدْرَكْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَائِمًا يُحَدِّثُ النَّاسَ فَأَدْرَكْتُ مِنْ قَوْلِهِ « مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّى رَكْعَتَيْنِ مُقْبِلٌ عَلَيْهِمَا بِقَلْبِهِ وَوَجْهِهِ إِلاَّ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ». قَالَ فَقُلْتُ مَا أَجْوَدَ هَذِهِ. فَإِذَا قَائِلٌ بَيْنَ يَدَىَّ يَقُولُ الَّتِى قَبْلَهَا أَجْوَدُ. فَنَظَرْتُ فَإِذَا عُمَرُ قَالَ إِنِّى قَدْ رَأَيْتُكَ جِئْتَ آنِفًا قَالَ « مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ – أَوْ فَيُسْبِغُ – الْوُضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ إِلاَّ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ ».
(13) الوضوء وصلاة ركعتين بعده سبب لدخول الجنة :
ودليله حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبلال: « يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الاسلام إني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة» . قال: « ما عملت عملا أرجى عندي من أني لم أتطهر طهورا في ساعة من ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي » متفق عليه.
(14) المحافظة على الوضوء من علامات الإيمان ، لقوله صلى الله عليه وسلم 🙁 سددوا وقاربوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن ) أخرجه ابن حبان في صحيحه(1037) وابن أبي شيبة في المصنف(1/5/ رقم 35) عن ثوبان رضي الله عنه، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (115).

كل هذا للوضوء فما بالك بالصلاة
جزاك الله خيرا
الجيريا

موضوع رائع "اللهم اجعلنا من التوابين واجعلنا من المتطهرين"

بارك الله فيك
بارك الله فيك وجزاك الفردوس الاعلى
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
شكرا لك غاليتي على الطرح الموفق
زادك الله علما و نفع بك
الحمد لله على نعمة الاسلام كل شيء نعملوه فيه خير لنا ان شاء الله
بارك الله فيك اختي

وفيكن بآرك الله
جزاكن الرحمن خيرًا على مروركن الطيب

الجيريا

ماذا يطلب الإسلام من الزوجة , لكيّ تكون زوجة مثالية, حسب قواعد وأصول الدين الحنيف؟مشاركة يه في المسابقة 2024.

أن تكون للرجل قبلة حانية, وبسمة صافية , ونظرة راضية, وجنة قطوفها دانية.
أن تكون فى بيتها كالحور العين: جسدها نضير, ووجها منير, ونفسها عبير , وريقها نمير..
فيها من الزهر نضارته, ومن الماء طهارته, ومن البدر ملاحته, ومن الفجر صباحته..
إذا مرض زوجها تكون له ترياقا وإذا أظلمت الدنيا فى وجهه تكون له إشراقا..
العفة صفتها, والجاذبية سمتها..
لا تلتذ طعم الراحة إذا وجدت زوجها مهموماً..
ولا يغمض لها جفن إذا وجدته مجهداً فلبها كجهاز الإستشعار عن بعد .. ترى ما يجيش فى صدر زوجها قبل أن يبوح به , أو يعر عنه..
لأن الزوجة المسلمة تعيش روحا وقلباً وعقلاً مع زوجها..
لا تنفصل خواطرها عن خواطره, ولادقات قلبها عن دقات قلبه..
تقاسمه السراء والضراء راضية مسرورة.. فهو حصها المنيع, وسيفها المصقول, ونهرها الجارى, وحقلها الخصيب, وسراجها الوهاج.
تستطيع أن تكون كالحورية المطهرة إذا غسلت قلبها بماء العفة, وحصنته من لصوص الأهواء
وتستطيع أن تجعل من زوحها عبقريا مبدعا إذا وفرت له التربة الصالحة للغراس والإبداع..
ما عليها إلا أن تتخذ من نساء السلف الصالح مثلا يحتذى, ونموذج يقتدى به. فقد كن يشاركن أزواجهن فى مسرات ومساءات الحياة, دون أن تتبرم واحدة بحياتها, أو تندب حظها, أو تتخيل أن الأقدار ظلمتها!!
وقد أثنى الله عليهن فى القرآن الكريم
إن قدرة المرأة على صنع الحياة الطيبة قدرة خارقة .. فإذا أرادت أن تحول بيتها إلى حديقة غناء, فإن فى وسعها ذلك بأقل النفقات..
والبيت السعيد ليس ذلك الذى تمتلئ حجراته بالأثاث الفاخر والأدوات العصرية… وإنما ذلك البيت الذى يضم قلوبا أنارها الحب, وعطرها الوئام, وتلاقت الأسرة فيه على مائدة العفة والطهارة والنقاء والصفاء.
(
أهـ مدخل إلى قلب حواء بتصرف يسير لـ عبد المنعم قنديل ص126)
**
إليك أخية أقدم بإختصار:-
هذا بحث ميدانى على مجموعة من النساء المتزوجات من الذواتى الخبرة فى هذا المجال وفنهن فى معاملة أزاوجهن فنسأل الله أن يوفقنى وإياهن فى حياتنا الأسرية..
إن هذه الوسائل التى بين يديكِ ليست ترفا ذهنياً يقرأ وإنما تؤجر عليه المرأة إذا نوتها لله تعالى
يتبع باذن الله

اللهم آمين
مشكورة حبيبتي بارك الله فيك

وفيكم يبارك الله شكرا لك على لرد

لماذا حرم الإسلام زواج الإخوة من الرضاعة؟ 2024.

وهل هنالك حقائق طبية تفسر هذا التحريم؟

لنتأمل هذه المقالة في الإعجاز التشريعي، لندرك أن كل ما شرَعه النبي الكريم هو الحق….

يقول الرسول صلّى الله عليه وسلم: (يحرم من الرَّضاع ما يحرم من النسب) [متفق عليه].
هذا الحديث الكريم يبين أن الطفل الذي يرضع من امرأة غير أمه يصبح محرماً عليها، كذلك على

بناتها اللواتي رضعن معه. أي كأنه ابنها وبناتها كأنهن أخواته.

والسؤال: ما هو سبب هذا التحريم وما هي الأشياء الموجودة في حليب المرضعة والتي تدخل لجوف الرضيع ليصبح وكأنه ابناً لها؟

وماذا يقول العلم الحديث بهذا الخصوص؟

عندما قام العلماء بتحليل حليب الأم لاحظوا وجود مواد لا توجد في الحليب العادي، وتختلف

من امرأة لأخرى . عندما يتجرع الطفل هذه المواد يتكون لديه أجسام مناعية بعد عدة

رضعات فقط. وهذا يعني أن الطفل الذي رضع من امرأة عدة رضعات فإنه يكتسب بعض

الصفات الوراثية المناعية من هذه الأم لتصبح بمثابة أم له.

هذه الصفات الوراثية التي اكتسبها الرضيع من المرأة تشبه تلك التي اكتسبها أولادها

الحقيقيين منها ليصبحوا وكأنهم أخوة له. لذلك يحرم زواج الإخوة بالرضاعة لأنهم يملكون

نفس الصفات الوراثية وهذا قد يؤدي إلى أمراض وراثية خطيرة
لذلك نجد الرسول الكريم

صلّى الله عليه وسلم قد حرم زواج الأخوة بالرضاعة قبل أربعة عشر قرناً، واليوم جاء العلم

الحديث …….النبي الكريم صلّى الله عليه وسلم وصدق تحريمه.

سبحان الله كيف علم الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلم بهذه الحقائق الطبية

وأخيراً عسى أن تكون هذه الحقائق العلمية طريقاً لمزيد من الإيمان بهذا الرسول الرحي
سبجان الله و الحمد لله على نعمة الاسلام
مشكوووووورة اختي
بارك الله قيك
بارك الله فيك و جعله في موازين حسناتك
سبحان الله العظيم
فعلا لابنطق عن الهوى عليه افضل الصلوات
شكرا على المعلومة
الجيريا
بارك الله في كل الاخوات اللاتي عطرن موضوعي بالمرور