*** ** 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أمي لا تفهم

جـاءت تشكو وهي حزينة .. قالت ..

-مشكلتي هـي أمي لا تفهمني هي لاتريد نحن دائماً علي خلاف

تصطدم آراؤنـا ثم نتباعد تباعد المشرق والمغـرب كانت تلـك

شكواها بثتها إليّ ثم مضت بعد يومين جاءني خبر مرضها فذهبت لزيارتها

فتحت لي أمها تأملتها بدت لي سيدة جامدة المشاعر صلبة الرأي

قادتني لغرفة أبنتها المريضة وفجأة تغير الحال رأيت في عينيها

حناناً دافقاً وبين يديها لهفة وعلي شفتيها شفقة وحباً غامراً لأبنتها

كانت تربت علي كتفيها وتقبل رأسها وهي تساعدها في جلستها

ثم أخذت تطعمها بيديها في عطف ورفق فابتسمتُ للفتاة ابتسامةً ذات

مغزى وقلت لها لما إنصرفت أمها – أرأيتِ -؟

ثمرة الفؤاد أنتِ

هكذا أنت لهما لوالديكِ أنتِ ثمرة الفؤاد كما وصفك الله تعالي

انتِ فلذة الكبد ومهجة القلب رغم كل شئ

وهذا ما يجب عليكِ أن تثقي فية وإن كنت تشكين

من عدم إحساسكِ بحبهما

فهما وإن حالت ضغوط الحياة ومسؤلياتها دون التعبير

عن ذلك الحب فهما يحباكِ أكثر من نفسهما فأنتِ

عندهما أغلى من الدنيا وما فيها

إسألي اليتيم

وإن كان لديكِ شك في حبهما لكِ وفضلهما عليكِ فاسألي أي يتيم

عما يفقدة في هذه الحياة إسأليه عن رغبتة في العطف وعطشه للحنان

ولا أنسي منظراً رأيته لمجموعة من الأطفال الأيتام

أنخلع قلبي من نظرة انكساار وخواء لاحت في أعينهم

فاشكري الله علي نعمتة أن وهبكِ والداً يرعاكِ وأماً تحنو عليكِ

كيف تعبا من أجلكِ؟

ما أعجب حب الوالدين لإبنهما فما هي أمكِ تعبتِ من أجلكِ

(حملتة أمة وهنا علي وهن)

فهي ضعيفة يمتص أبنها من جسدها وصحتها وتعاني في حمله

وتتألم عند ولادته وتسهر الليالي وتسودُّ جفونها وتذبل صحتها

وهي صابرة… بل سعيدة بذلك

ولا يشعر هو بما تعرضت له من آلام وتكبر الابنة وتتساءل

(ما الذي يتعبها في هذه الحياة؟ إعداد الطعام والتنظيف؟ أنا أقدر

علي فعل ذلك في ساعة واحدة)

وها هو الأب يعمل ويتعب من أجل لقمة يأكلها أولاده من أجل ملابس ولعب

وأدوات ومصاريف ولا يشعر الابن بعظم المسؤلية إلا بعد ما يصبح مسؤولاً

علي جلب الرزق لأبنائه

فـرصة عظيمة

هـل تشتاقين إلي الجنة؟ هل تصلين وتصومين وتقدمين صالح الاعمال

مشفقة لا تدرين هل يقبل منك ربك أم ويكتبك من أصحاب الجنة أم لا؟

إليكِ طريقاً واضحاً وسهلاً قـال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-

(ما من مسلم له ولدين مسلمان إليهما محتسباً إلا فتح الله

بابين *يعني من الجنة* وإن كان واحداً _يعني وإن كان لدية والد واحد

فيفتح له باب واحد)

وإن غضب أحدهما لم يرض الله عنة قيل وإن ظلماه ؟قال وإن ظلماه -البخاري-

فإلي كل من تشكو أن أمها لا تحبها أو هي بعيدة عنها ولا تعبر عن حبها إسمعي هذا الحديث

وأعلمي أنه لا يوجد أبداً ما يبرر عقوقكِ لولديكِ أو مجرد جفاءهما

وكيف يجفو والديه من علم أن دعاءهما مستجاب؟

قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-

(ثلاث دعوات مستجابه لا شك فيهن دعوة الواد ودعوة المسافر ودعوة المظلوم)

فتحسسي دهاءهما لكِ بالخير

لا للعقوق

وتجنبي العقوق لانه أكبر وأفظع الذنوب كمـا أخبرنـا رسول الله -صلي الله عليه وسلم-

ولا تظني أن أن العبوس في وجه أحدهما أو التأفف من كلاهما أو التطاول عليهما

بالصوت العالي أو النظرة الساخطة لهما لا تظني أن كل ذلك بعيداً عـن العقوق

وأذكري أنه :كما تدين تدان وأذكري حديث رسول الله-صلي الله عليه وسلم

بروا آباءكم يبركم آبناءكم

كيف تبريهما

أعلمي بداية أنكِ لن تسطيعي أبداً أداء حق والديكِ مهما فعلتِ كان رجلاً

يطوف في الحج حاملاً أمه فسأل النبي -صلي الله عليه وسلم-

(هـل أديت حقها ؟ قال لا ولا بزفرة واحده )

ولكن حاولي أن

-1 يقول تعالي -وأخفض لهما جناح الذل من الرحمة-

فتعاملي معهما بمنتهي اللطف واللين والاستكانة وعليكِ طاعتهما والشكر والإحسان لهما

-2 الدعاء لهما بالرحمة والمغفرة -وقل رب ارحمها كما ربياني صغيراً

-3 القيام لهما وتوقيرهما وتقديمهما (ولا تقل لهما أف)

-4 لا تلحِ عليهما ولا تمني عليهما ببرك لهما

-5 بعد موتهما : الدعاء لهما والأستغفار لهما وإنفاذ عهدهما

من بعدهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا والاكرام صديقهما

أمي صديقتي المححبة المقـربة كـيف؟

عليكِ أن تحكي مع أمكِ كل ما توجهين من ضغوطات الحياه ولا تتضرري إذا قامت بتوبيخكِ

علي فعل معين قد فعلتية فلن تجدي قلباً في هذه الدنيا يخاف عليكِ أكثر من قلبها

ولن تجدي أحداً يحفظ سـركِ مثلها فهي مهما حدث لن تفشي سراً

قد أمنتيها علية أبداً


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.