وسوسة الشيطان للانسان 2024.

الصراع دائم بين الإنسان والشيطان منذ نشأة الكون، فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز فى سورة فاطر [الآية : 6]: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا}، ومن هنا جاء أمر الله تعالى بمحاربة وساوس الشيطان التي هي ابتلاء من الله تعالى حتى يكون لنا كإمتحان علينا اجتيازه بكل ما فينا من قوة إيمان وإرادة وعزيمة.

إلا ان هناك بعض الأشخاص قد يرضخون لهذه الوساوس ويجدون صعوبة وقلة إرادة في مواجهة الشيطان ومكائده، وتؤدي وسوسة الشيطان للانسان إلى عواقب وخيمة وآثار سلبية قد تدمره بالكامل وتؤثر على حياته فتصيبه بالاكتئاب والحزن الشديد كونه لا يستطيع أن يتخلص من هذه الوساوس التي يشعر بها وبأنها ستلازمه طيلة حياته، كما أنها تصيبه باليأس الشديد والإحباط والشعور بالانهزامية مما يؤثر على أدائه للفرائض التي أمرنا بها الله تعالى، كما أنها تؤثر بشكل كبير على أداء العبادات والمواظبة عليها.

ولهذا السبب وحسب ما جاء بموقع المرسال سنضع في مقالنا هذا بعض النصائح التي تساعد على مقاومة ومحاربة وساوس الشيطان أثناء تأدية عباداتنا حتى لا نترك له المجال للتغلب علينا وعلى إيماننا، ولكن قبل ذلك سنتعرف على مظاهر وسوسة الشيطان وأسبابها ومن ثم طرق التغلب عليها .

أمثلة لوسوسة الشيطان :
– هناك الكثير من الأشخاص يتعرضون للشكوك أثناء تأديتهم إحدى العبادات، فيتحيل الشخص وكأنه نسى ركن من أركان العبادة فمثلا نسي أن يكمل وضوئه فيعود للوضوء مرة أخرى أو نسي ركن من أركان الصلاة فيعيدها ثانية وهكذا.
– بعض الأشخاص يشكون أيضا في صحة العبادة نفسها، فمثلا يتخيل بأن صلاته خاطئة أو وضوئه خاطئ أو صومه وما إلى ذلك.
– هناك الكثير من الأشخاص يشعرون بأن العبادات التي يقومون بها غير مقبولة وأن تقربهم لله تعالى لن يصل إلى الله وأنهم سيدخلون النار لا محالة لأن عباداتهم لا تقبل .
– هناك الكثير من الأشخاص يشكون في عقد النية وإخلاصهم لله فيشعرون بأن عبادتهم لله ما هي إلا نوع من النفاق وأنهم لم يخلصوا في عقد النية في أداء العبادة .

أما عن أسباب وسوسة الشيطان فهي:

– الفتور في طاعة الله وضعف الإيمان، ففي بعض الأحيان نشعر بأن إيماننا قوي ونقوم بأداء طاعاتنا على أكمل وجه، وفي أحيانا أخرى قد يضعف إيماننا ويصاب بالفتور مما يؤدي إلى كسلنا في أداء العبادات مما يجعلنا نشعر بأن لا إرادة لنا ولا رغبة في أداء العبادات وهذه فرصة عظيمة للشيطان بأن يكيد مكائده ويزيد من قوة الفتور وضعف الايمان لدى الإنسان.

– عدم الخشوع والتركيز في أداء العبادات، وعدم فهم معاني وسنن العبادة فمنا الكثير يقوم بواجبه الديني كواجب روتيني لا أكثر دون أن يهتم بتفاصيل العبادة التي يقوم بها ويدركها ويفهمها وهذا ما يفضله الشيطان ليبدأ في وسوسته ويغوي الإنسان عن طريق التفكير بأشياء أخرى غير العبادة التي يقوم بها وذلك يظهر جلينا أثناء تأديتنا للصلاة .
نصائح للتغلب على ظاهرة الوسوسة :

– عليك بالإرادة القوية والعزيمة واعقد النية وفكر دائما بأنك تريد أن تصل لهدفك والتخلص من مكائد الشيطان بفضل عزيمتك وقل لنفسك دائما بأن قوة إرادتك ستفوق إرادة الشيطان الهزيلة والتي تختفي تلقائيا أمام قوتك وإرادتك وتذكر دائما قول الله تعالى: {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا}.

– توجه إلى الله وأكثر في الدعاء فقد قال سبحانه وتعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}، فلا تياس من رحمة الله وكرمه عليك وأكثر الدعاء بصفة دائمة حتى يستجيب لك الله .

– استعذ بالله تعالى من الشيطان وأكثر بالاستعاذة منه بترديد المعوذات في الصباح والمساء وقبل الصلاة وبعدها حتى تحصن نفسك من وسوسة الشيطان قبل أن تبدأ عبادتك وفي كل وقت وحين .

– عليك بقراءة القرآن فهو الحصن المنيع ضد مكائد الشيطان حتى لو صفحة واحدة يوميا فلا تهجره إطلاقا حتى لا تسمح بدخول الشيطان إلى قلبك ، فالقرآن الكريم غسيل للروح وراحة للأبدان وحصن من الشيطان .

– لا تستسلم للوساوس ولا تترك نفسك تخوض في الخيالات حتى لا تساعد الشيطان على الوسوسة لك فتسمح لك بالتفكير في أمور قد تتعدى بها حدود الله ، أكثر من النوافل وعمل الخير والصدقات ، ولا تترك نفسك وحيدا وأسيرا بين أفكار شيطانية تدمرك .

– إذا شعرت بأن الشيطان يوسوس لك قم بالنفث عن يسارك ثلاث مرات ، فهذه إحدى وصايا الرسول عليه الصلاة والسلام لنا لإعراض الشيطان عنا.

الوسوسة هي داء خطير ابتلي به بعض الناس بسبب ضعف في إيمانهم، لذلك أنزل الله آخر سورة وجعلها لعلاج الوسوسة وهي:
(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ *مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ)، فهذه السورة هي أفضل ما يقوم به المؤمن لعلاج الوساوس والشياطين والسحر والمس والعقد والعين وغير ذلك من الاضطرابات النفسية.
لقد كان النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من الشيطان في كل أعماله، وحتى عند دخوله للمسجد يقول: (أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم)، وحتى عند قراءته للقرآن كان يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم لقوله تعالى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ *إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ) [النحل: 98-100]. وأنصح إخوتي وأخواتي ممن لديهم أي شك أو وسوسة أن يكرروا هذه الآيات سبع مرات كلما تعرضوا لشيء من الوساوس.

هناك آيات عظيمة أنصح بتكرارها سبع مرات أيضاً وهي قوله تعالى: (إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ * وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ * وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ * خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ) [الأعراف: 196-201].

هناك دعاء نبوي عظيم أيضاً يقول رسول الله في دعائه الذي كان يواظب عليه: (أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، من شر ما خلق و ذرأ و برأ، ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، و من شر ما ذرأ في الأرض ، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر فتن الليل و النهار، ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن).

وأخيراً فإن الوسوسة هي شيء وهمي وليس حقيقي، فيجب على من أصابه شيء من ذلك أن يعلم أنها وهم لا تضره، وأن الشيطان أضعف مما يتصور لأن الله تعالى يقول: (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) [النساء: 76]. والله أعلم.

بوكتي أختي ونفع الله بك لكن ما قلت من أنهناك آيات عظيمة أنصح بتكرارها سبع مرات أيضاً أين الدليل من الكتاب والسنة على ذك أختي الكريمة

شكرا اختي الكريمة على الملاحظة
نعم ولكن وجب على الانسان الاخذ بكل الاحتمالات
لانه هناك الكثير من الاختلاف في مثل هذه الامور

بارك الله فيك وجزاكي كل خيــر

بارك الله فيكي اختي
بارك الله فيك على هذا الموضوع القيم.
بارك الله فيك أختي
لا يا أختي الحق واحد والباطل متعدد .
فالحق فيه إحتمال واحد لا غير غاليتي فالامور التعبدية يجب فيها الدليل وإلا فهي مخالفة للشرع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.